«اللهم إنّا نعوذ بك من غلبة الدين و قهر الرجال».. دعاء ندعو به الله تعالى كثيرا، وربما لم يكن بعضنا يشعر جيدا بقوة القهر من قبل إلا بعد رؤية المواطن «حمادة» بهذه الصورة المخجلة التى لم نرها من قبل ولم نكن نتخيل ان تحدث بعد ثورة ندفع ثمنها الآن من كرامتنا التى ظننا أننا استرددناها بهذه الثورة التى لم تكتمل!!، فعندما يتم سحل مواطن مصرى - مهما كانت خطاياه أو اخطاؤه - ويجرد من ملابسه بهذا الغباء والإباحية فلا شك اننا امام كارثة خطيرة لا علاقة لها بعادات وتقاليد المجتمع المصرى، نهج يخلو من الشرف ونخوة الرجال الحقيقيين ولكن معظمنا نستشعرها مهما حاولوا تغييبنا أو إلغاء عقولنا. ولم يقتصر الأمر على القوى السياسية الفاشلة وتعليلاتها التى لم تعد تقنع أصغر صغارنا إنما وصلت لشاشات الفضائيات التى تتيح لمن ينتحلون «المشيخة» وما هم الا «سوفسطائيو عصر النهضة الوهمية» الذين يبدلون الحق بالباطل ويحولون الضحية إلى جانٍ بمنتهى البرود المعتاد ليخرج من يتهم حمادة بالشذوذ دون سند أو بينة وحتى لو وجدت فإنه لا يجيز بأى حال من الأحوال ما يتم معه، وآخر يدعو لهدر دم المعارضة متعللاً بوأد الفتنة الذين هم نارها الحقيقية ثم يرمون المحصنات بالغيب بغير رحمة لتعدد مظاهر القهر من الإرهاب الفكرى الى الجسدى فمنذ عقود ولت وتخرج المرأة لتتظاهر ضد الاحتلال الخارجى وضد الاستعمار والاستبداد فلم تتعرض نساؤنا لهذه الطرق المنظمة والممنهجة للنيل منها، و لا أحد يعرف كيف ظهرت عصابات اغتصاب السيدات بميدان التحرير بكل هذه البجاحة!، وسحل الرجل «حمادة» وتجريده من ملابسه وإهانة رجولته بتلك الطريقة التى أبكتنا وأهدرت آدميتنا جميعا وجعلتنا نشعر بالمرارة والعجز أمام الحفاظ على كرامتنا فالتعدى على كرامة رجل واحد من أبناء مصر اعتداء على كرامتنا جميعا، فلن يجرد حمادة وحده إنما جردنا جميعا وان لم نكن جردنا من الملابس، فالأبشع والأشد قسوة ومهانة أننا جُُُردنا من قدرتنا على التغيير والتحكم فى مصائرنا واهدافنا وحتى قوت يومنا الذى أصبح فى أيدى من ليس لهم علم ولا رحمه فمصر تشهد كما هائلاً من المصائب ومشاهد الجياع والشهداء والمسحولين والمغتصبات وأصحاب العاهات والمعتقلين والمحتجزين الذين لا يعلم ذووهم عنهم شيئا و من تم اقتحام منازلهم وانتهكت حرماتهم وأخذوا من بيوتهم عنوة بعد عودة «زوار الفجر» كما اعتقل شريف الصيرفى واقتحم منزله تحت تهديد الأسلحة الآلية كما يروى والده ولا يعلم عنه شيئا الى الآن واحتجاز أطفال تحت سن ال 14 عاما وممارسة أبشع أساليب التعذيب والعنف ضدهم، فهذه قلوب تعرت من الانسانية، وأمام ذلك هل يجدى التساؤل: عندما تتعرى ضمائرنا فما الذى يستر أجسادنا؟!