زيارة أحمدى نجاد للقاهرة ضمن المشاركين فى القمة الإسلامية كان المفروض أن تستغل فى أبعاد سياسية بدلاً من مناقشة الأفكار العقائدية.. لقد كشفت زيارة أحمدى نجاد للقاهرة سوء إدارة البلاد من قبل جماعة الإخوان المسلمين، لم يتم مناقشة تطوير العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين، وانحصرت اللقاءات بين «نجاد» والوفد الإيرانى مع المسئولين فى مصر على أمور عقائدية دينية، وخلت من أى حوار سياسى.. ليس معنى زيارة نجاد للقاهرة أن مصر تحولت إلى شيعية، حتى نفاجأ بهذا الهجوم الشديد على إيران من قبل بعض الجماعات السلفية المتشددة.. وانحصار الأمور فى مناقشة مذاهب دينية سواء كانت سنية أو شيعية أو عقائدية أفرغ زيارة الرئيس الإيرانى من مضمونها السياسى المنشود.. صحيح أن جماعة الإخوان التى تحكم البلاد تريد أن تكون لها علاقات قوية أو هى بالفعل قائمة، لكن العلاقات السياسية بين الدولة المصرية والإيرانية أبعد من تصور جماعة الإخوان أو الجماعات السلفية.. ومازلت عند رأيى أن إقامة علاقات دبلوماسية قوية بين إيران ومصر، مهم جداً فى المرحلة القادمة ولمصلحة مصر أن يكون هناك تقارب إيرانى مصرى على الصعيد الدبلوماسى والسياسى، وليس بفكر الإخوان الذى يريد أن يؤسس لنظام ميليشيات.. المفروض أن يتم استغلال العلاقات مع إيران على المستوى السياسى والدبلوماسى، والتحالف مع طهران يفتح آفاقاً أخرى أمام مصر ليس بالمنطق الفاشل الذى تتبعه «الجماعة»، ولكن على المستوى الوطنى. المطلوب أن تعود إلى مصر ريادتها ودورها الإقليمى والتقارب مع إيران وغيرها من دول العالم يفتح آفاقاً جديدة مع عودة دور مصر الريادى الذى ضيعه النظام السابق علي مدار عقود طويلة. ولا أجد تفسيراً للهجوم على زيارة الرئيس الإيرانى لمصر، إلا أن الذين هاجموه، ليس لديهم الحس الوطنى المصرى الذى يجب أن يعلو فوق أى خلاف عقائدى أو دينى.. فنحن فى مصر بطبيعتنا نحب آل البيت ونزور أضرحتهم وليس معنى ذلك أننا متشيعون أو ندين بالمذهب الشيعى، إنما نحترمهم ونقدرهم جميعاً رضى الله عنهم، وعملية تفريغ زيارة نجاد من مضمونها السياسى، يكشف تماماً فشل الدولة المصرية الحاكمة فى إدارة شئون البلاد الخارجية ويجلب العار على المصريين الذين حصروا تفكيرهم فى نقاشات وحوارات عقائدية أو مذهبية.. وهذا هو الفكر الثيوقراطى. مصر أكبر من فكر الإخوان المسلمين أو الجماعات السلفية التى حصرت الأمور فى خلافات دينية ولا شىء غير ذلك. من مصلحة مصرأن تعود لها ريادتها ولن يكون ذلك إلا بإعادة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع دول العالم أجمع بلا استثناء، وتقوم هذه العلاقات على الندية الكاملة بعيداً عن الخلافات المذهبية أو الدينية.