بدأ احمدي نجاد اليوم الثلاثاء زيارة الى القاهرة هي الاولى التي يقوم بها رئيس ايراني الى مصر منذ قطع العلاقات بين البلدين قبل اكثر من ثلاثين عاما. وعقد الرئيس الايراني فور وصوله اجتماعا مع نظيره محمد مرسي تناول الوضع الاقليمي وخصوصا الازمة السورية كما التقى شيخ الازهر احمد الطيب. ويشارك نجاد خلال زيارته للقاهرة في القمة الاسلامية الثانية عشرة التي تستضيفها العاصمة المصرية الاربعاء والخميس. وذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية ان الرئيس المصري عقد جلسة محادثات مع نظيره الايراني في المطار "تناولت آخر المستجدات على الساحة الاقليمية وسبل حل الازمة السورية لوقف نزيف دماء الشعب السوري دون اللجوء للتدخل العسكري". كما بحث في "سبل تدعيم العلاقات بين مصر وايران". وكانت طهران قطعت علاقاتها الديبلوماسية مع القاهرة في العام 1979 بعد ان وقع الرئيس المصري الاسبق انور السادات معاهدة سلام مع اسرائيل.،وزار الرئيس الايراني بعد الظهر مقر مشيخة الازهر حيث التقى الامام الاكبر احمد الطيب وقبل بدء الاجتماع، وهو الاول في القاهرة بين رئيس اكبر دولة شيعية والمؤسسة السنية الكبرى في العالم الاسلامي، اشار احمدي نجاد بعلامة النصر امام الصحفيين. وفي بيان صدر بعد اللقاء، اكد شيخ الازهر انه طالب الرئيس الايراني بعدم التدخل في شؤون دول الخليج" وباحترام البحرين كدولة عربية شقيقة" ويؤكد له "رفضه المد الشيعي في بلاد اهل السنة والجماعة". وقال البيان ان الامام الاكبر "طالب الرئيس الإيراني باحترام البحرين كدولة عربية شقيقة، وعدم التدخل في شئون دول الخليج" واكد انه "يرفض المد الشيعي في بلاد أهل السنة والجماعة" و"طالب بوقف النزيف الدموي في سوريا الشقيقة والخروج بها إلى بر الأمان"، كما طالب ب"ضرورة العمل على إعطاء أهل السنة والجماعة في إيران، وبخاصة في إقليم الأهواز، حقوقهم الكاملة كمواطنين". وتتهم البحرين ودول الخليج الاخرى السنية ايران بالتدخل في شؤونها وبتشجيع المد الشيعي فيها. وطالب الشيح احمد الطيب الرئيس الايراني ب"استصدار فتاوى من المراجع الدينية تجرم وتحرم سب السيدة عائشة، رضي الله عنها، وأبي بكر وعمر وعثمان والبخاري حتى يمكن لمسيرة التفاهم أن تنطلق". وفي مؤتمر صحفي عقده الرئيس الايراني مع وكيل الازهر الشيخ حسن الشافعي عقب الاجتماع، قال احمدي نجاد "جئت من ايران لكي اقول ان مصر والشعب المصري مكانتهما في قلب الشعب الايراني" كبيرة و"نحن نعتبر اقتدار وازدهار مصر هو اقتدار ونمو للشعب الايراني ايضا". واضاف "آمل ان تكون هذه الزيارة بابا لتبادل الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين" مؤكدا انه "وجه الدعوة للعلماء (من الازهر) لزيارة بلدهم الثاني ايران وهم تفضلوا وقبلوا هذه الدعوة". من جهته قال الشيخ الشافعي انه انطلاقا "من الصلة الاخوية" بين مصر وايران، كان حديث الامام الاكبر خلال اللقاء "صريحا". واضاف ان الشيخ الطيب "تكلم عن عقبات حقيقية تحول دون التلاقي الكامل والتوحد الكامل" بين السنة والشيعة مشيرا بصفة خاصة الى ان العلماء الشيعة "يتعرضون بشكل غير مقبول لزوجات الرسول مما يشوش العلاقات بين الشعبين". ولم يرد الرئيس الايراني على هذه التصريحات ولكنه استوقف الشيخ الشافعي اثناء حديثه ودار بينهما حوار هامس امام الصحفيين. وبحسب بيان الازهر، فان احمدي نجاد دعا خلال اللقاء مع الشيخ الطيب الى التوحد، وقال "جئت إلى الأزهر لطرح مفهوم الوحدة، فتعالوا لنتوحد، فانني لا ارى اي مبرر للفرقة ونحن الان نريد اصلاح الحاضر فكلنا يشعر بهذا الواجب، واجب الوحدة في اقرب وقت". وسعى وزير الخارجية محمد كامل عمرو اليوم الثلاثاء الى طمأنة دول الخليج بان التقارب بين القاهرةوطهران لن يجري على حساب امن هذه البلدان. وقال الوزير على هامش اجتماع تحضيري لقمة منظمة التعاون الاسلامي التي سيحضرها الرئيس الايراني ان "علاقات مصر باي دولة لن تكون ابدا على حساب امن دول اخرى". واضاف ان "امن دول الخليج بالتحديد هو خط احمر لها ولن تسمح بالمساس به أبدا"، مؤكدا ان "امن دول الخليج هو امن مصر". ولم تعرف تفاصيل اخرى عن برنامج احمدي نجاد الذي اعلن في طهران لكن بدون اعطاء تفاصيل انه سيلتقي في القاهرة "مسؤولين ورجال سياسة ووسائل اعلام وجامعيين وطلابا". ومصر وايران عضوان في منظمة التعاون الاسلامي التي تعقد قمتها ال12 غدا الاربعاء والخميس في القاهرة، لكن لا تقيمان علاقات دبلوماسية. وقبل مغادرته طهران، عبر احمدي نجاد عن الامل في ان تمهد زيارته الطريق امام استئناف العلاقات بين البلدين. وقال "ساحاول فتح الطريق امام تطوير التعاون بين ايران ومصر". ومنذ وصول الرئيس الاسلامي محمد مرسي الى السلطة في مصر في 2011، اعربت ايران مرارا عن رغبتها في تطبيع علاقاتها مع القاهرة لكن السلطة المصرية الجديدة اعربت عن تحفظ حتى الان عن هذا الموضوع. وفي اغسطس، توجه الرئيس مرسي الى طهران حيث شارك في قمة دول عدم الانحياز. وكانت تلك الزيارة الاولى لرئيس مصري الى ايران منذ قيام الجمهورية الاسلامية في 1979.