نعم... أن تحرص على تنفيذ وعدك، وحفظ عهدك، وصيانة كلمتك: كلها أخلاق من شعب الإيمان. والوفاء يكون مع الله سبحانه وتعالى، ومع رسوله (صلى الله عليه وسلم)؛ بحفظ العهود، والتمسك بالمواثيق، وطاعة الشرع، وصيانة الحدود الدينية، والتأسى بالهدى النبوى الشريف؛ قال تعالى: {... وأوفوا بعهدى أوف بعهدكم...} [البقرة:40]، وقال تعالى: {... وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم...} [النحل:91]، [3]. ويكون الوفاء كذلكم مع عامة الناس؛ بالالتزام بالمواعيد المتفق عليها؛ سواءً حضوراً لاجتماع، أو تسليماً لأمانة، أو إنهاء لتكليف، أو حفظاً لسر، أو أداءً لواجب. ولقد مدح القرآن الكريم الأوفياء أحسن المدح وأجمله، ووصفهم بالبر والتقوى؛ فقال تعالى: {... والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين فى البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} [البقرة:177]، وقال: {بلى من أوفى بعهده واتقى فإن الله يحب المتقين} [آل عمران:76] إن الوفاء بالعهود والعقود والوعود والمواثيق علامة مؤكدة على إنسانية صاحبه ونقائه، وعلى قوة إيمانه، وقربه من الله تعالى؛ إذ يقول سبحانه: {وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون} [الأنعام:152]. والعكس صحيح، فإن المتصف بنقض العهد، وكذب الحديث، وإخلاف الوعد: ينتقل من ثلة الصادقين المتقين إلى جوقة المخادعين الكذابين الذين أعقبهم الله {...نفاقاً فى قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون} [التوبة:77]. ما أحرانا أن نتمسك بهذه الشعبة من شعب الإيمان: خلق الوفاء!