حذر الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بوجه بحرى وسيناء من مخاطر عمليات السلب والنهب التي تتعرض لها المنشآت العامة والخاصة بمدن قناة السويس وما يمكن ان تواجهه الاماكن الاثرية بالمنطقة. وطالب بتكليف حراسات خاصة من الشرطة والجيش للمواقع الأثرية بالسويسوبور سعيد واعتبر ان فقدان الأثر يعنى فقدان جزء غالٍ من ذاكرة مصر الوطنية ويشوه صورة مصر أمام العالم ويهدد اقتصادها وينعكس بالسلب على حركة السياحة وعلى سمعة مصر فى الأوساط الثقافية العالمية والمنظمات الدولية المهتمة بالتراث. وقال إن السويس وبورسعيد بها من الاثار النادرة حيث يوجد بالسويس قصر محمد على الذى تم نهبه وهو القصر الذى بناه محمد على عام 1860 بالسويس وخطط فيه للحملات المصرية فى السودان والحجاز وأشرف منه على سفر جنود هذه الحملات كما قام بتخصيص جانب من القصر لإنشاء ثانى أقدم محكمة شرعية فى مصر عام 1868 بالاضافة لمتحف السويس ومقتنياته الهامة والتلال الأثرية التى تضم مدينة القلزم القديمة وهى الموضع الهام على رأس خليج السويس. واضاف ريحان مستنداً إلى دراسات د. بدر عبد العزيز أستاذ الآثار بجامعة بور سعيد بأن بور سعيد تحوى آثاراً فريدة تمثل متحف معمارى مكشوف يضم خليطاً من أروع الطرز المعمارية لدول البحر المتوسط أبدعها معماريون فرنسيون وإيطاليون وإنجليز ويونانيون مع مراعاة النسق العام للطراز العربى الاسلامى لتشمل مجموعة فريدة من المبانى التاريخية نظرا لتنوع الجاليات التى تقطنها وهى مبانٍ فريدة فى طرزها المعمارية تتكون من الخشب أو الحجارة ثمثل الطرز الكلاسيكية الجديدة و الطراز القوطى المتأخر و طراز عصر النهضة المستحدث و طراز الباروك و الروكوكو بالإضافة إلى الطراز التلقيطى و الطراز العربى الاسلامى . وأشار إلى أن كنيسة سانت أوجينى ببور سعيد التى بنيت عام 1890 تمثّل الطراز الكلاسيكى الجديد المستلهم من الفن الإغريقى و الرومانى والمدرسة الفرنسية تمثّل طراز عصر النهضة وفيلا فيرناند تمثّل الطراز القوطى والمدرسة الإيطالية ومبنى الإدارة الانجليزية يمثّلان الطراز التلقيطى وقمة الإبداع فى آثار بور سعيد تمثّل فى الطراز العربى الاسلامى الجديد فى القرن التاسع عشر. وقد نفذه معماريون أجانب أعجبوا بالطراز المحلى فأقيمت مساجد و منازل وفق النظم المعمارية الإسلامية التى سادت فى مصر فى العصور الإسلامية المختلفة و خاصة العصر المملوكى ومن نماذجه ببورسعيد المسجد التوفيقى والمسجد العباسى وبعض المنازل التى تميزت بعناصر زخرفية إسلامية مثل الطبق النجمى والمقرنصات أما المبانى ذات الشرفات الخشبية البورسعيدية فقد استخدم فيها الأسقف الخشبية البغدادلية ذات المسحة العربية الإسلامية بالرغم من تشييدها وفق طراز مدينة البندقية فى إيطاليا. واكد أن بور سعيد تضم أيضاً قاعدة تمثال ديليسبس فى مدخل قناة السويس وفنار بورسعيد القديم الذى يعتبر أول بناء مشيد بالخرسانة فى العالم عام 1869فى عهد الخديوى إسماعيل وذلك لإرشاد السفن المارة بقناة السويس ومتحف بور سعيد الحربى بشارع 23 يوليو أنشئ عام1964ويؤرخ لانتصار بورسعيد على العدوان الثلاثى 1956 ويضم بعض مقتنيات من مخلفات حروب 1956 ، 1967، 1973.