قال سمير رؤوف، خبير أسواق المال، إنَّ عملة البيتكوين هي عملة إلكترونية مشفرة، تدخل ضمن الأصول والأدوات المالية المستحدثة، التي يتغير معها بعض المفاهيم الاقتصادية للأصول المالية. اقرأ أيضًا: الدولار يتراجع عن ذروة 3 أشهر ونصف مع استقرار عوائد السندات وطرح "رؤوف" تساؤلاً حول: هل يمكن الاستغناء عن الذهب في تقييم بعض الأصول وإحلال العملات المشفرة محله، وكذلك فيما يتعلق ببيع وشراء الأراضي والعقارات، فيتم تقييمها من خلال عملة "بيتكوين"، ليجيب: "هذا ما ستكشف عنه الفترة المقبلة، خاصة مع موقف بعض الحكومات شديد الحساسية تجاه الأمر". وتابع، "هناك تخوفات وحذر في مصر، وبعض البلدان، من أن يكون الاستثمار في العملات الرقمية طريقًا لتهريب الأموال غير المشروعة وغيرها من العمليات التي تضر الاقتصاد القومي". من ناحيةٍ أخرى، أكد "رؤوف" على تخطي القيمة الافتراضية لعملة "البيتكوين" حاجز 53 ألف دولار للقطعة الواحدة، مع قيمة سوقية تخطت حاجز تريليون دولار، وذلك بسبب اهتمام المستثمرين الأفراد بضخ رؤوس أموالهم بها، نظرًا لرغبة الكثيرين بتحقيق الثراء السريع، محذرًا من هذا التوجه. وفي إشارةً منه إلى مدى رواج العملة المستحدثة عالميًا، يرى أنَّ اهتمام كبار المستثمرين عالميًا، مثل إيلون ماسك، مالك شركة "تيسلا" الأمريكية في صناعة السيارات الكهربائية، التي توجهت مؤخرًا إلى ضخ استثمارات بقيمة مليار ونصف دولار في "بيتكوين"، يعد مؤشر خطير يستحق الوقوف عليه لمعرفة الدوافع الحقيقية لذلك. وتابع خبير أسواق المال، أن ذلك التوجه "لم يسيطر على الأفراد والشركات فقط، بل تخطى ذلك ليصل إلى بعض الحكومات، فرأينا مؤخرًا إعلان كندا عن ضخها استثمارات بقيمة 1,5 مليار دولار، لتأسيس صندوق استثمار في "بيتكوين"، في حين سبقتها بريطانيا بإعلانها عن إطلاق صندوق استثمار للبيتكوين بقيمة 750 مليار جنيه استرليني، في يناير الماضي". يجدر الإشارة إلى أنَّ تداول عملة "البيتكوين"، يتم عبر منصات التداول الخاصة بالفوركس، مع بقية العملات الإلكترونية. وتشير كلمة "فوركس" إلى سوق كبيرة ومتنوعة من العملات الأجنبية والسلع، مثل الأغذية، والمعادن، كمعدن الذهب، وأسواق الأسهم العالمية، وهي اختصار للمصطلح الاقتصادي: "Foreign Exchange Market"، وهو سوق يمتد في جميع أنحاء العالم حيث تصرف العملات من قبل عدة مشاركين، مثل البنوك العالمية والمؤسسات الدولية والأسواق المالية والمتداولون الأفراد. يقدر المحللون الماليون الحجم اليومي للتداول في سوق الفوركس بحوالي 5 تريليون دولار، أي ما يعادل 5 آلاف مليار دولار يومياً، في حين أنَّ مليارات الدولارات تباع وتشترى كل ثانية. وأظهرت دراسة مسحية، نفذتها مجموعة المرشدين العرب، أنَّ حوالي 70 ألف متعامل أردني يتاجرون في سوق العملات الأجنبية، فوركس، بمبالغ تقترب من 787 مليون دولار أميركي. ويتم التداول عن طريق شراء وبيع العملات الأساسية التي تحوز على الحصة الأساسية من العمليات في سوق الفوركس، وهي الدولار الأمريكي، العملة الأساسية، واليورو الأوروبي، والجنيه الإسترليني، والفرنك السويسري، والين الياباني، والدولار الأسترالي، والدولار الكندي، وعملات أخرى عربية وأجنبية. ويعتبر الخبراء الاقتصاديون أنَّ أسواق العملات هي أسواق اعتيادية خلقتها التقنية وسهلت انتشارها في الآونة الأخيرة، ولتأثر سوق الفوركس بالتقنية، استطاع هذا السوق استقطاب مجموعات كبيرة من المستثمرين خلال السنوات الماضية بفضل انتشار التقنية ووسائل الاتصالات. وبعكس عدة أسواق منتشرة في السوق، فإنَّ سوق العملات لا يعد سوق نخبوي لا يجيد التعامل معه إلا قلة من الأشخاص، نظرًا لعدم اهتمام الاعلام الاقتصادي بتغطية نشاطات تجارة العملات، ما جعل هذا السوق بعيداً عن العامة. وحتى الأشخاص الذين ليس لديهم خبرات في التعامل مع الإنترنت والحاسوب، يمكنهم التداول عبر مكالمات هاتفية لشركات الوساطة والتوقعات، الأمر الذي يشير إلى تقبّل شريحة كبيرة من الشباب السعودي والخليجي لتجارة العملات في الفترات المقبلة. اقرأ المزيد.... أسعار البتكوين تسير نحو الخيال.. والصدمة تتمالك سوق العملات الإلكترونية وزيرة التجارة: الدولار القوي في مصلحة الولايات المتحدة