أكدت صحف ومواقع إسرائيل أن نتيجة فرز الأصوات في أكثر من 99.8% من الصناديق بانتخابات الكنيست ال 19 هي التعادل بين كتلتي اليمين واليسار، بمعدل 60 عضو كنيست لكل كتلة من أصل 120 نائبًا بالبرلمان الإسرائيلي(الكنيست). وتحت عنوان "التعادل هو النتيجة النهائية" أكد الموقع الإسرائيلي "عنيان ميركازي"، ويعني باللغة العربية "أهم القضايا"، أن ربع مليون صوت ذهب أدراج الرياح نظرًا لأنها أعطيت لأحزاب لم تتجاوز النسبة اللازمة للتمثيل بالكنيست. ومن جانبها، نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية النتائج شبه النهائية للانتخابات وأظهرت أن تحالف "الليكود بيتنا" بقيادة "بنيامين نتنياهو" حقق 31 مقعدًا، وحزب "ييش عاتيد"(هناك مستقبل) بقيادة الإعلامي يائير لابيد حقق مفاجئة كبيرة وحصل على 19 مقعدًا، في مقابل 15 مقعدًا لحزب العمل بقيادة "شيلي يحيموفيتش" و11 مقعدًا لحزب "البيت اليهودي" بقيادة "نفتالي بينت" الذي تعادل مع حزب "شاس" في عدد المقاعد (11 مقعدًا) بقيادة وزير الداخلية الحالي "إيلي يشاي"، فيما تعادل حزب الحركة بقيادة "تسيبي ليفني" و"ميرتس" بقيادة "يعقوف ليتسمان" ب 6 مقاعد لكل منهما، فيما حصلت الأحزاب العربية مجتمعة على 12 مقعدًا مقسمة على النحو التالي: 4 مقاعد لحزب حداش(الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) و5 مقاعد لكتلة رعام- تعال(القائمة العربية الموحدة- الحركة العربية للتغيير) و3 مقاعد لحزب بلد (التجمع الوطني الديمقراطي). وتذيل حزب "كاديما" بقيادة وزير الدفاع الأسبق "شاؤول موفاز" قائمة الأحزاب من حيث عدد المقاعد بعدما صدقت توقعات الأمس بشأنه حصوله على مقعدين فقط. وبعد نشر النتائج الأولية التي تؤكد التعادل بين الكتلتين يتراود للأذهان الآن السؤال: ماذا سيكون شكل الائتلاف القادم؟ للجواب عن هذا السؤال وضعت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية 4 سيناريوهات توضح كيف سيكون شكل حكومة "نتنياهو" الجديدة بعدما تغيرت الخريطة الحزبية وتراجعت قوة تحالفه الذي لم يحقق سوى 31 مقعدًا من أصل 120، الأمر الذي يحتم عليه التحالف مع مزيد من الأحزاب حتى يحقق أغلبية بالكنيست ويستطيع تشكيل حكومة: السيناريو الأول: هو تحالف "الليكود بيتنا" مع حزب "ييش عاتيد" بقيادة يائير لابيد و"البيت اليهودي" بقيادة نفتالي بينت، وهذا السيناريو هو صاحب أعلى الفرص من منطلق تقسيم المقاعد، وهو السيناريو الذي بدأ "نتنياهو" فعليًا بتنفيذه بتهنئة "يائير لابيد" وتحدثه عن المساواة في تحمل العبء وغلاء المعيشة، وهما الموضوعان الرئيسيان اللذان رفع "لابيد" شعارهما أثناء المعركة الانتخابية. وفي حال تحقق هذا السيناريو سيحطم "نتنياهو" حاجز ال 60 مقعدًا إذا ضم حزب آخر أو اثنين لتوسيع قاعدة الائتلاف وعلى رأسها حزب شاس الديني المتطرف أو حزب "الحركة". السيناريو الثاني "ائتلاف يمين حريدي": يمكن وصف هذا السيناريو بالأبسط والأسهل، على الأقل من الناحية النظرية، حيث يتشكل الائتلاف من الليكود بيتنا والبيت اليهودي وشاس ويهودية التوراة، وعلى الرغم من سهولته إلا أن "نتنياهو" لن يجده الخيار الأمثل للمراهنة عليه نظرًا لأنه سيعوقه تمامًا عن التقليص من ميزانية الدولة وسن قانون جديد للمساواة في تحمل العبء والاستجابة للضغوط الدولية فيما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين. السيناريو الثالث "ائتلاف يمين حريدي يساري": هو السيناريو الأكثر واقعية بضم حزب "يائير لابيد "ييش عاتيد" وحزب "ليفني" أو أحدهما على الأقل مع الأحزاب الدينية والحريدية، إلا أن هذا السيناريو سيواجه مشكلة الاختلافات الفكرية والأيديولوجية بين الأحزاب المذكورة. السيناريو الرابع والأخير(حكومة وحدة وطنية): هذا السيناريو يمكن وصفه بشبه المستحيل حيث يجب أن تتشكل حكومة الوحدة الوطنية من الليكود بيتنا والعمل وييش عاتيد وحزب الحركة إضافة لواحد على الأقل من الأحزاب الحريدية، وهذا السيناريو فرصته ضعيفة جدًا بسبب رفض زعيمة حزب العمل "شيلي يحيموفيتش" الانضمام لحكومة "نتنياهو" وكذا الخلافات والكراهية السائدة بين الأحزاب الحريدية و"يائير لابيد"، الذي لطالما وصفهم بالمتطفلين ودعا لتجنيدهم وتحقيق المساواة في تحمل العبء.