في الساعة السابعة من صباح اليوم الثلاثاء افتتحت صناديق الاقتراع للانتخابات التاسعة عشر للكنيست الإسرائيلي، والتي ستستمر حتى الساعة العاشرة مساء وسط حالة من التأهب الشديد، مع توقعات بفوز اليمين الإسرائيلي بزعامة "بنيامين نتنياهو" بغالبية الأصوات في الانتخابات التي تتنافس فيها 32 قائمة على أصوات 5 ملايين و 650 ألف مواطن لديهم الحق في التصويت، من بينهم حوالي 800 ألف عربي. وقد أكدت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن نسبة التصويت حتى الآن بلغت 26% من أصحاب الحق في التصويت، مشيرة إلى أن تلك النسبة تمثل ارتفاعاً بنسبة 14% مقارنة بنسبة التصويت في عام 2009. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن وزارة الداخلية الإسرائيلية استعدت لتأمين الانتخابات بانتشار حوالي 20 ألف شرطي وحارس في أنحاء البلاد للحفاظ على سير عملية الاقتراع دون أحداث استثنائية. وتتوقع استطلاعات الرأي الأخيرة التي نشرت قبل أربعة أيام من فتح الصناديق، والتي نشرت نتائجها في كبريات الصحف الإسرائيلية (هاآرتس، يديعوت آحرونوت، معاريف) أن تحالف "الليكود بيتنا" سيحصل على 32 مقعداً، وحزب العمل 16 مقعداً، والبيت اليهودي 14 مقعداً، وحزب "يش عاتيد" 12 مقعداً، وحزب الحركة "هتنوعا" 11 مقعداً، وميرتس 6 مقاعد، والقوائم العربية 11 مقعداً، وكاديما 2 فقط، وشاس 12 مقعداً، و يهدوت هتوراة 6 مقاعد. يذكر أن الكنيست الإسرائيلي يتكون من 120 مقعداً، وبالتالي إذا صدقت النتائج لن يتمكن "نتنياهو" وتحالفه "الليكود بيتنا" من تشكيل الحكومة منفرداً، وبناء عليه سيكون الشركاء الطبيعيين لنتنياهو هو الأحزاب الدينية واليمين الإسرائيلي "البيت اليهودي" و"شاس" و"يهدوت هتوراة" حتى يستطيع تكوين كتلة حاسمة يمكنها التصدي لليسار الإسرائيلي ومعارضيه من الأحزاب الأخرى. وقد أكد خبير الاستطلاعات الإسرائيلي "يوسي فيرتر" اليوم في مقاله بصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن كل الاستطلاعات تتنبأ بفوز رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهو بالانتخابات وبحفاظ كتلة اليمين على الأغلبية في الكنيست، مشيراً إلى أن السؤال ليس هل سيفوز اليمين بزعامة نتنياهو وإنما السؤال الحقيقي هو كيف ستوزع أصوات اليسار والوسط التي ستبلغ قرابة 45 مقعداً بحسب التكهنات. وأضاف "فيرتر" أنه إذا لم تسقط السماء بالمصطلحات الانتخابيه، فإنه من المتوقع أن يحقق نتنياهو فوزاً سياسياً محترماً وولاية ثانية متتالية، مشيراً إلى أنه خلال العقود الثلاثة الماضية باستثناء حالة أريك شارون تغير رئيس الوزراء والحزب الحاكم في كل معركة انتخابية: مناحم بيجين في 1981 وشمعون بيرس 1984 وإسحاق شامير 1988 وإسحاق رابين 1992 ونتنياهو 1996 وإيهود باراك 1999 وأريئيل شارون 2001-2003 وإيهود أولمرت 2006 ونتنياهو 2009، والذي من المتوقع أن يفوز بالولاية الثانية في انتخابات 2013. وفيما يتعلق بالمخالفات الانتخابية والشكاوى المقدمة للجنة الانتخابات العليا، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن لجنة الانتخابات تلقت شكاوى من المواطنين العرب بأن بطاقات الاقتراع مكتوبة باللغة العبرية فقط وطلبوا كتابتها بالعربية أيضاً فقامت الأحزاب العربية بتزويد مراكز الاقتراع في مدن الطيبة والطيرة وقلنسوة وتل أبيب- يافا ببطاقات تصويت باللغة العربية بعد أن كانت جميع البطاقات مكتوبة باللغة العبرية. وبالنسبة للحوادث الاستثنائية، قام أحد سكان أم الفحم بركل صندوق اقتراع مما أدى الى تحطيمه، وفي حيفا أصيبت امرأة بجروح طفيفة بعد أن سقطت عليها يافطة عندما حاول أحد نشطاء حزب "ييش عاتيد" (هناك مستقبل) إزالة يافطات لقوائم أخرى في أحد مراكز الاقتراع بالمدينة، كما طالب يهود متزمتون باستبدال إحدى العاملات في مركز للاقتراع في أحد أحياء القدس لعدم احتشامها وتبرجها، الأمر الذي يمنع الرجال من القدوم للتصويت، على حد زعمهم.