يبدو أن الشعب المصري كتب عليه أن يعانى الإهمال والظلم طوال حياته علي يد حكامه ويدفع البسطاء منه حياتهم ثمناً بخساً بسبب خروجهم من دائرة اهتمام حكوماتهم المتعاقبة، حتي بعد أن قمنا بثورة ضد هذا الظلم والتجاهل. وذهبت مقاليد الأمور للإخوة - الإخوان - وتصور الجميع أن قسطاً من الراحة والاهتمام سيطول البلد بشعبه ومرافقه، لكن للأسف ظهرت الآلام والأوجاع بشكل جديد وأصبحنا نصحو شبه أسبوعى علي كوارث وحوادث يروح فيها البسطاء والأبرياء، من شباب الوطن ورجاله.. وأصبح الموت على قضبان السكة الحديد مكرراً شهرياً ولا أحد يتعلم مع أنه - كما يقول المثل «التكرار يعلم .........» - وها هو حادث قطار سكة حديد جديد يطل علينا وهو يزهق أرواح أكثر من 21 بريئاً معظمهم من المجندين البسطاء الذين تم حشرهم في عربات قطار متهالك سائقه يتهمه البعض بأنه مستهتر، وعدنا نشجب وندين ونندد بالإهمال دون أن نصل لحل جذرى لهذه الفوضي المتكررة.. فهل أصبح هذا عادياً في ظل دولة حكامها ووزراؤها مشغولون عن الشعب ومهتمون فقط بتأصيل حكمهم وترسيخ رجالهم في كل المناصب دون أن يكون لديهم خبرة في الإدارة أو مؤهل «إلا لحاهم»، أو لمجرد أنهم من أهل الثقة. الحادث مأساة لو حدث مثله في دولة تحترم شعبها لطارت فيها الرقاب ووصل القصاص لأكبر مسئول، ومازالت تداعيات هذا الحادث الذي استفز كل الشعب المصري، خاصة مبدعيه وفنانيه، فماذا يقولون عن هذا المظهر الفوضوي العبثي المتكرر. النجم الكبير «عادل إمام» رد باختصار شديد حول رأيه في هذه الكارثة وصوته يكسوه الحزن والألم، قائلاً: بصراحة الموضوع كبير وأكبر من أن نتحدث عنه بالإدانة والتنديد، فهو يحتاج لحلول ودراسات لإنقاذ الشعب من هذه الحوادث المتكررة فنياً بمعالجة وضع السكة الحديد سياسياً حتي الوصول لأصحاب المسئولية. حسن يوسف: سمعة مصر في خطر الفنان حسن يوسف، قال في بداية كلامه متأثراً بالمشهد الصادم والحادث: حسبنا الله ونعم الوكيل، في كل من تسبب في إزهاق هذه الأرواح البريئة وهي تتعلق في رقبة كل من تراخي عن حمايتهم يوم القيامة.. وقال متعجباً: أصبحنا لا نعلم ونشك هل هذا مدبر، ونتيجة إهمال أو هناك من يلعب في القضبان من المخربين، علينا أن ندرس المسألة جيداً وأياً كان السبب فهي كارثة تتعلق بسمعة مصر واسم مصر داخلياً وخارجياً وتعيدنا للوراء كثيراً وتجعل السياحة تتراجع بسبب هذه الحوادث المتكررة، فهل يعقل في ظرف ثلاثة شهور يتكرر هذا السيناريو أكثر من ثلاث مرات دون أن ينتبه مسئول ويستيقظ ضميره ويظل صامتاً وهو يري سمعة بلاده تضيع، وأرواح أبنائه تزهق بهذه البلاهة.. وأين الحكومة والمسئولون الذين لم يتعلموا من الحادث المتكرر ونحن نمتلك أكبر وأقدم سكة حديد في الشرق الأوسط، وربما تكون الثانية في العالم بعد إنجلترا.. ألم نتعلم الدرس وغيرنا في الخارج يعرف ويدرك قيمة وقامة مصر، ألا يرون ما قاله الشيخ «العريفي» في حق هذا البلد، وكيف كان الاحتفاء به، ألم يكرر كثير من المصريين مثل هذا الكلام، لكن للأسف يبدو أن «زمار الحي لا يطرب» مثلما يقول المثل، وهذا الكلام لو قاله عالم مصري لقالوا عنه إنه يتمسح وينافق، المسألة للأسف بحاجة لعودة الضمير الغائب والأخلاق التي ضاعت وحكومة عينها وقلبها مع الشعب وهمومه. يوسف شعبان: مافيش حكومة بينما أكد الفنان يوسف شعبان أن المسئولية علي الحكومة ورئيسها والرئيس مرسي، مؤكداً للأسف ليس لدينا حكومة أو مسئول يهتم بالبسطاء والشعب المطحون، فقد تفرغ المسئولون بالدولة بالمصالح الخاصة وتتقبل الحكم للإخوان، وللأسف لم يقدموا شيئاً للبلد حتي الآن، واستولوا علي الحكم «بغشامة» بعد أن كان ذلك مجرد أماني وتصوروا أنهم يديرون دكاكين بقالة، وللأسف كل يوم نرصد كوارث وحوادث تحصد أرواح الأبرياء دون أن يكون لديهم خبرة إدارية، فهم بصراحة ليس لديهم القدرة علي إدارة البلد مش عيب يعترفوا بذلك ويرحلوا.. وأضاف: نحن جميعاً مدانون ومسئولون عن هذا الحدث لأنه لم يعد هناك ضمير ولا رحمة ببعضنا البعض، فهذا الكيان الكبير «السكة الحديد» الذي يعد الأكبر والأقدم في الشرق الأوسط مشاكله وحوادثه نتيجة تراكمات حكامنا ولم يأت رئيس ويهتم بإصلاح هذا الكيان ولم يقم أحد بواجبه، وفي النهاية كل شيء له عمر افتراضي وكان علي النظام الحالي أن يهتم بالأزمة ويعالجها بعد تكرار أكثر من حادث أمامه، لكن للأسف هو نظام لا يمتلك الخبرة وخريطة البلد أمامه ليست واضحة، وأنا مندهش بشدة - والكلام لشعبان - هؤلاء المسئولون يعرفون ربنا إزاي ويدعون أنهم الأكثر إسلاماً وديناً.. عليهم أن يراعوا الله في هذا البلد ويحاكموا كل مسئول ظهر إهماله في معالجة أزمة السكة الحديد في مصر. محمد صفاء عامر: "مرسي" لا يفعل شيئاً الكاتب محمد صفاء عامر، قال: الترجمة الحقيقية لهذا الحادث المتكرر للأسف هى أننا دون حكومة ولا نري لها عملاً سوي تمكين الإخوان في مفاصل الوطن وشعارهم «ليذهب المصريون للجحيم» أما هم فمشغولون بمصالحهم وترسيخ حكمهم.. وأضاف: زيارة مرسي للمصابين مسرحية هزلية واختار أقرب مستشفي «المعادي العسكري» ولم يكلف خاطره بالذهاب للبسطاء في مستشفي البدرشين والمستشفيات الحكومية ليري مظاهر الإهمال والضمير الغائب فيها.. المسألة أصبحت ليست مسألة حساب، بل هناك حكومة عندها ضمير أم لا، فنحن نعيش كارثة و لامبالاة من الحكومة الغائبة وإن لم نتحرك وننزل للشعب البسيط فقل علي الوطن السلام.. شوية ضمير يا حكومة. مجدي صابر: سيناريو غبي وصف السيناريست مجدي صابر الحادث بأنه سيناريو غبي يتكرر شهرياً دون أن يتعلم مسئول من الحوادث السابقة ويلبي نداء ضميره ويسارع بإنقاذ أرواح الأبرياء البسطاء وكل حادث نشجب وندين، ونقسم علي الإصلاح، وينشغل الجميع في مصالحه وشهوانية الحكم حتي نصحو علي حادث آخر.. أليس هذا عبثاً يستحق كل المسئولين محاكمة علنية علي إهمالهم. محمد فاضل: إحباط جمعي للشعب المخرج محمد فاضل، يتساءل هل مازلنا بحاجة ل 30 عاماً أخري لكي ينصلح الحال، إذن لماذا قمنا بثورة 25 يناير؟.. لكي نزيل آثار النظام السابق أم لنطبق مبدأه في قتل وإهمال المصريين.. وأضاف: للأسف الشعب يعيش مرحلة إحباط جمعي، بسبب عدم وجود آثار لحكم الإخوان حتي الآن ولو في خطوة إصلاحية، فثورة 23 يوليو مثلاً قدمت مشروعات الإصلاح الزراعي والعدالة الاجتماعية وتعديل النظام من ملكي لجمهوري في العام الأول، بينما حكومة الإخوان مشغولة الآن في عملية تمكين مرسي ورجاله في كراسي الحكم والوزارة ولم يفعل أحد شيئا واضحا وملموسا حتي الآن لهذا البلد وهم يحاولون إلصاق كل شيء في النظام السابق مع أنهم يتعاونون مع كثير من رجاله الآن، وليس لمواجهة مشاكل الشعب والوطن وللأسف نشعر جميعاً باختطاف ثورة 25 يناير ونشعر بالإحباط الجمعي وكثير من مظاهر الإهمال، في حين أن حكم الشعوب يحتاج لبصيرة ويكون الحاكم علي ثقافة القيادة للرأي العام وحشد الطاقات الموجودة لدي المواطن لكن للأسف كل ذلك غاب بسبب انشغالهم في تمكين رجالهم والنتيجة موت الأبرياء علي قضبان السكة الحديد المتهالكة ولم يحل أي مشكلة حتي الآن. الكاتب مدحت العدل: اذهب لغزة وسوريا طالب الكاتب مدحت العدل، الرئيس محمد مرسي أن يعيد سماع خطابه في فبراير 2002 عن حادث القطار الذي حدث في عهد النظام السابق، وكيف تعامل بعنترية وحماس، وحمل الحادث لضعف الحكومة، والرئيس وغيره، وطالب بأن يخرجوا من مصر، أين كل هذا الحماس أثناء حوادث القطارات التي تحدث في عهده؟ وأضاف «العدل» أن مسلسل الإهمال من الحكومة الضعيفة الموجودة يجعلنا نشك في عملها وأسباب وجودها، فهل من الطبيعي أن يجمع الشعب والصحفيون وربات البيوت ورجل الشارع أنها حكومة فاشلة وضعيفة ونتركها إذن هل يستعين بها ليتدني مستوي السياحة فيشتروا شركات السياحة! وأكد «العدل» لابد أن يكون هناك سبباً لاحتفاظه بتلك الحكومة، فهذا مسلسل ال «لا» دولة أو مسلسل بيع مصر بمنتهي البساطة، عندما توفيت شخصيات من الإخوان في السابق مصر قامت، لكن اليوم الشعب المصري كله يموت ولا أي شيء يحدث. وأضاف «العدل» أننا في بداية الطريق، وستحدث حوادث أخري كثيرة، فنفس المنظومة لم تتغير، ونفس الأداء الفاشل، واللامبالاة والتصريحات لم يتغير منها شيء.. وقال: أتمني أن يخرج مسئول ويخبرنا أنه استعاد حقوق شهداء محمد محمود أو شهداء الاتحادية أو غيرهم، وفي النهاية إذا كان رئيس الوزراء يقول إن عزل وزير لن يمنع القدر، فمن يتحمله وتظل الحجة المشهورة المتداولة الآن «النظام السابق» ولا يمكن تغييره بسرعة، ألا ينظرون إلي جمال عبدالناصر، فبعد ثورة يوليو غير مصر اجتماعياً خلال شهرين لكن مرسي في 6 أشهر لم يفعل شيئاً ومؤشراته تؤكد أنه لن يفعل شيئاً. وقال «العدل»: إن الأزمة الحقيقية التي تواجه مصر أن فقه أولويات الرئيس مرسي مختلف عن أولويات الشعب فهو مشغول بنقل الغاز لفلسطين والصلح بين فتح وحماس، في الوقت الذي لم يفلح في الصلح مع رموز المعارضة، وفي كل خطاب يصفهم بأنهم ممولون من الخارج، فهي نفس حجج «مبارك» ومصر ستدخل في فشل ثم فشل. تيسير فهمي: مرسي يريد أن يبيد الشعب قالت الفنانة تيسير فهمي: لم نر يوماً جيداً منذ تولي الرئيس مرسي مصر، في كل يوم انهيار عقارات، وحوادث قطارات، وحوادث سيارات، وللأسف هو لا يفكر في الإصلاح، كل تفكيره مركز في خراب مصر، فهل الرئيس لا يشاهد كم الوفيات التي تحدث يومياً في بلده، وهل هو سعيد بذلك؟.. من الطبيعي أن تكون الشماعة الدائمة «عامل المزلقان» أو «سائق القطار» هو السبب.. فهل ما يحدث في مصر الآن طبيعي أو يصدقه الرئيس وأعوانه؟.. هل تركيزه في تكسير القضاء وإقصاء تهاني الجبالي وتمرير دستور معيب ومجلس شوري تبعاً لأهوائه الشخصية.. هي أهدافه في الحياة؟ وأضافت «فهمي»: للأسف مصر ليست على بال الرئيس، مصر بالنسبة لهم يمين متطرف، فأتمنى أن يقتلوا الشعب ويتركوا من يريدون.