أكد صلاح عبد المقصود وزير الاعلام خلال اجتماعات الدورية العادية الرابعة والأربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة يومي 15، 16 يناير الجاري، أن حالة الفوضى الإعلامية الحالية التي تشهدها المنطقة. تجعلنا نبحث عن مداخل للتوحد والاتفاق في الأدوار المنوطة بإعلامنا العربي، ولا شك أن في مقدمتها الأدوار التنويرية والتنموية، وأن هذه الأدوار هي المدخل الوحيد نحو التوافق والتوحد بعيداً عن أي مصالح أو أهداف أو توجهات. وطالب بدعم وتفعيل "عنصر المهنية" تحقيقاً لدول فعال للإعلام للنهوض بأمتنا وتقدمها. فالمهنية – المطلوبة في هذه المرحلة – ليست مجدر امتلاك القدرات والإمكانات التقنية والفنية، بل أنها المهنية المتصلة بالحرفية والموضوعية والحيادية في الأداء والجودة البرامجية في الإنتاج والمحتوى .. وأيضاً في عنصر المسئولية المهنية فيما يخص أخلاقيات ومبادئ وقواعد مهنة الإعلام. ومن الضروري أيضاً التأكيد على أهمية تحقيق التكامل والتنسيق في التشريعات الإعلامية وبخاصة منظمة للبث الإعلامي والمعلوماتي وحركة تداول المعلومات، مع مواصلة تكثيف التعاون الإعلامي في شتى مجالات (التدريب – الإنتاج المشترك – التبادل البرامجي – البحوث – المعلومات – الأرشفة الإلكترونية .. إلى آخر هذه الأمور). واشار الى أن هذه المرحلة - تحديداً - لا تشهد فقط تحديات جسام تهدد مصير العديد من الدول العربية فالتحدي الأكبر والأهم هو مصير الأمة ووحدتها في عالمنا المعاصر. وبالتالي.. لا يجب أن تنسينا الأحداث الجارية دور الإعلام الأهم والممتد في البناء والتنمية والتنوير، فلا قوة ولا مكانة لأمتنا بدون "تنمية وعلم وثقافة وحرية بناءة" فنحن جميعاً في عصر لا يعترف إلا بالقوة ولا يتحدث إلا بلغتها. ودعا عبد المقصود لتبني مشروع إعلامي عربي قومي.. وهو "مشروع القرن" لتوثيق التراث السمعي والبصري العربي.. إنه مشروع حضاري يوثق أحداث وثقافة أمة بأسرها إضافة إلى توثيق أحداث المرحلة الحالية.. "مرحلة التحول والنضوج الإيجابي لممارسة الديموقراطية" بكل تطوراتها وقضاياها.. إنها وثائق "صوتية ومرئية إلكترونية" تحمل تاريخ الأمة.. ماضيها وحاضرها.. وتصيغ مستقبلها.. لتكون مادة حية دائماً للعالم وللأجيال القادمة.