حذر وائل غنيم من أن اقتصاد البلاد المتعثر يمثل خطرا على الحريات السياسية الجديدة بالبلاد وطالب بمزيد من المساعدات من المجتمع الدولي. وقال وائل غنيم مسؤول التسويق بشركة جوجل لمنطقة الشرق الاوسط والذي استمد شهرته خلال الثورة: إن المتظاهرين الذين اطاحوا برئيس البلاد ربما يتخلوا عن الضغط من اجل المزيد من الحريات اذا ظل الاقتصاد في حالة تراجع. وقال غنيم (30 عاما) لوكالة "رويترز": "كمصري اشعر حقا بالقلق من امكانية حدوث ثورة مضادة اذا لم يتمكن الناس من تلبية احتياجاتهم الاساسية." وساهم ارتفاع الاسعار وزيادة معدلات البطالة في اندلاع الحركة الاحتجاجية الحاشدة التي اسقطت الرئيس حسني مبارك بعد ان امضى 30 عاما على رأس السلطة في اكبر الدول العربية من حيث عدد السكان. وتشير ارقام صندوق النقد الدولي الى ان الاقتصاد المصري بات الآن في حالة اشبه بالجمود مع توقعات بألا تتخطى معدلات النمو واحد في المئة هذا العام بعد ان كانت التوقعات تشير الى خمسة في المئة قبل الثورة. وقال غنيم على هامش اجتماع صندوق النقد الدولي الذي تحدث فيه عن الشباب والوظائف والنمو في الشرق الاوسط "أريد التأكد كواحد من الشبان الذين شاركوا في هذه الثورة من اننا نبذل قصارى جهدنا"، وأضاف، "أنه التزام لمساعدة الاقتصاد على الانتعاش وان يؤدي كل شخص واجبه." وأوضح غنيم ان الاموال وحدها ليست الحل . وتابع "احيانا ما يكون المزيد من المال يعني المزيد من الفساد وعدد اقل من الحلول." وقال ان مصر تحتاج الى خبرة مؤسسات مثل صندوق النقد الدولي لمساعدة رجال الاعمال في دعم المشروعات الصغيرة وتوفير فرص العمل. وقال: إن الاستثمار الخاص في السياحة والتصنيع امر ضروري على نحو عاجل ايضا لتعزيز النمو وازالة مشاعر الاحباط بين الفقراء في مصر بتغييرات في الكيفية التي تدار بها الدولة. وفي لجنة صندوق النقد الدولي، قال غنيم الذي كان جالسا بجوار المدير الاداري للصندوق انه شعر بانه ليس في مكانه وانه يشترك في وجهة نظر الكثيرين من ابناء بلاده "بأن صندوق النقد الدولي كان جزءا من المشكلة لانه ساهم في بقاء الكثير من هذه الانظمة." وقال غنيم "مصر كانت مصابة بالسرطان والمجتمع الدولي يقدم لنا البنادول." وحث الحكومات الاجنبية والجهات المقرضة على "الضغط من اجل القيم التي يؤيدونها وليس من اجل المصالح التي يحمونها." وقال "العالم عليه التزام لانجاح (هذه الثورة) لان هذا يبعث بأفضل رسالة (للحكام المستبدين) في انحاء العالم. انظروا كيف كان الناس مسالمين من اجل تحقيق حريتهم. يجب الا يفسر هذا على نحو خاطيء." وتابع "لماذا يكون من السهل جدا توفير الميزانيات لقصف الدول في حين يكون من الصعب للغاية زيادة الميزانيات لبناء دولة عندما يفترض ان تكون النتيجة النهائية هي نفس الشيء وهي الحرية والديمقراطية ؟."