قالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية إن الاهتمام القادم للرئيس "محمد مرسي"، بعد تعزيز هيمنة الإسلامين بشكل عام وجماعة الإخوان المسلمين بشكل خاص على الحكومة في التعديل الوزاري الجديد، هو أخونة المحافظات والنقابات العمالية في كافة أنحاء البلاد ليتمكن من السيطرة بشكل تام على زمام الأمور في البلاد. وأوضحت الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين تتخذ خطوات عريضة لتوسيع نطاق سيطرتها على الحكومات المحلية والنقابات العمالية، مشيرة إلى أن الرئيس "مرسي" بذلك يقود أتباعه نحو السيطرة على السياسة المحلية ليحقق بذلك مفهوم "أخونة الدولة" بشكل عام. ومضت الصحيفة تقول إن ما لفت الانتباه كثيرًا في التعديل الوزاري الجديد هو تعيين "محمد بشر"، أحد المنتمين لجماعة الإخوان، وزيرًا للتنمية المحلية الذي بدوره اكتسب دورًا موسعًا وحقًا في اختيار المحافظين وتعيينهم دون انتخاب، مما يُنذر بتعزيز عدد المحافظين التابعين لجماعة الإخوان. وذكرت الصحيفة أن المحافظين في مصر يتمتعون بصلاحيات موسعة وسلطات هائلة، تلعب دورًا هامًا في السياسات العامة واقتصاد البلاد واستقرارها. ونقلت الصحيفة عن جريدة "المصري اليوم" أن وزارة "بشر" تخطط حاليًا لتغيير 8 محافظين مصريين واستبدالهم بمسؤولين جدد من صفوف حزب الحرية والعدالة، باعتباره الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، وحزب النور السلفي. ولفتت الصحيفة إلى أنه من حق الرئيس "مرسي" في ظل الدستور الجديد أن يعيين المحافظين أو يفوض هذا الامتياز إلى جهة أخرى، موضحة أن هذا الحق واحد من العيوب التي تشوب الدستور الجديد الذي لا يتضمن أي آليات للانتخاب المباشر للمحافظين وتمكين الحكومات المحلية. ومن جانبه، عزز "جويل بينين"، مؤرخ في الشأن المصري بجامعة ستانفورد، الشعور بأن الرئيس "مرسي" وقادة جماعة الإخوان يسعون إلى تكييف مؤسسات الدولة وفقًا لنظامهم الخاص، بدلًا من إحداث تغيير جذري في شؤون البلاد التي فسدت في عصر سلفه "حسني مبارك".