اتهمت أسر صيادي مركب الصيد «زمزم» الغارق بمياه البحر بمرسى مطروح، الدكتور حسن البرنس نائب محافظ الإسكندرية، بتضليل الرأي العام بعد تصريحات أدلى بها لوكالة أنباء الأناضول التركية عن تمكن القوات البحرية وبإشراف منه وقيادات بالحرية والعدالة من إنقاذ الصيادين العشرة. التقت الوفد مع أهالي ضحايا المركب الغارق «زمزم» وسط حالة من حزن والبكاء بين أسر وجيران الصيادين الذين لم يعرفوا مصير أبنائهم... قالت والدة محمود على إسماعيل أحد الصيادين المفقودين: ابني يبلغ من العمر 39 عاماً ولديه طفلان ولا أعرف عنه شيئاً إذا كان حياً أو ميتاً. وأضافت: هذا هو مصير الفقراء الذين لا تسأل عنهم الحكومة سواء قبل الثورة أو بعد الثورة. «الحكومة تركت أولادنا يومين في عرض البحر يموتون بلا مغيث وكل كلامهم عن التدخل الفوري كذب ونقول للرئيس محمد مرسى: يا سيادة الرئيس «لو كان ابنك على المركب تسيبه يموت في البحر؟!»، وأضاف شقيق الصياد المفقود على شلبي: شقيقي كان زهرة الأسرة، وكان يكافح من أجل لقمة العيش إلى إن طالته يد الإهمال والغريب أنهم لا يعترفون بأخطائهم حتى لا يسألوا عنها, وأتهم الحكومة بالتسبب في موت شقيقي الذي لا يتجاوز عمره 20 عاما وبدلا من أن يجلس عاطلاً بجانبنا قرر أن يعمل بشرف، وهذا هو مصيره ونحن الآن لسنا في وقت القصاص لكننا نطالب بمعرفة الحقيقة التي يخفيها عنا المسئولون. وقالت زوجة السيد غانم و التى دخلت فى نوبة بكاء شديد إن آخر الكلمات التى كانت تسمعها من زوجها أمس الأول على تليفون محمول «الحقونا... انقذونا المركب بتغرق»، لا أعرف الحقيقة الآن هل أصدق ما تقولة السلطات أنه تم انقاذهم ام أن زوجى قد مات وأن طفلته فى انتظار جثته. وقال شفيق على مصطفى محمد... «منه لله الى كان السبب»... ويستكمل: أخى يبلغ من العمر 22 سنة... أخى عريس وكان يحضر نفسة للزواج فى الشهر القادم، بعد فترة خطوبة دامت أربع سنوات ظل فيها يكافح لتجهيز عش الزوجية, وأضاف قائلاً... ويوم خروجه الى البحر... كلفنى بعدة مهام لزواجه وكان كل يوم يحدثنا عن زوجه, فوجئت به يتحدث بصورة هيستيرية... ويقول «الحقونا الحقونا المركب بتنزل بينا، وأضاف بأن المركب حدث بها شرخ من الجانب بسبب الأمواج وتعطل محرك المركب فى عرض البحر... دخلت «الوفد» أحد بيوت الصيادين التى لا ترقى إن تكون كوخا بلا أثاث, وقالت زوجة الصياد رجب محمد عبد القوى: زوجى يبلغ من العمر 32 سنة و كانت فى انتظاره أنا وابنتى والتى تبلغ عاماً والنصف وليس لنا عائل غيره وليس فى بيتنا طعام منذ أيام وكنا فى انتظار رجب وبعد ان وجد عملاً بعد أكثر من شهرين بدون عمل قلنا ربنا فرجها والآن فقدنا كل شئ الزوج والعائل الوحيد للأسرة ولا نحن بلا معاش وبلا طعام. أما والدة الصياد المفقود جابر فراج... والذى يبلغ من العمر 22 سنة، أصيبت بصدمة عصبية افقدتها النطق من لحظة علمها بغرق المركب وعدم العثور عليه وهى فى حالة هيستيرية، فابنها كان عائلها الوحيد وكانت تجهز لزواجه... أضاف شقيق الصياد المفقود محمد سالم: أخى يبلغ من العمر 29 عاماً ولدية أطفال تتراوح أعمارهم من 9 شهور إلى 5 سنوات, وقال:زوجة شقيقي المفقود لا تستطيع الصراخ بعد أن فقدت صوتها من كثرة البكاء وأضاف فوجئنا بأن جاءنا تليفون استغاثة منه بأن المركب تغرق وذهبنا إلى القوات البحرية وأبلغناهم بالحادث وأكدوا لنا أنهم سوف ينقذهم ويرسلو لهم طائرة لإنقاذهم رغم تكرر الاتصال منه وتأكيده أن المركب تميل وسوف تغرق بسبب الأحوال الجوية السيئة وارتفاع الأمواج الى أن فوجئنا بأن الساعة وصلت الثامنة مساء ولم يتم إنقاذهم وانقطع الاتصال تماما مع أخى واتهم شقيق الصياد أجهزة الإنقاذ بالتقصير. قال محمد حسين صياد إن صيادي مركب الصيد «زمزم» واصلوا الاتصالات بزملائهم حتى الحادية عشرة من أول أمس، وأكدوا عدم وصول أي إغاثة من أي جهة، وأشار إلى أنهم أكدوا عبر الهاتف المحمول لأسرهم أن طائرة كانت تطوف حولهم وحاولت إلقاء عوامات وحبال لهم إلا إن سوء الأحوال الجوية قد حال دون نجاح العملية، فغادرت الطائرة ثم عادت مرة أخرى وحتى منتصف ليل أول أمس لم تكن أي إغاثة قد وصلتهم للإنقاذ. وقال مجدي أبو شنب صياد بمنطقة أبو قير: إن الاتصال مع زملائهم الصيادين على المركب انقطع منذ الساعة الثانية والنصف صباحاً، متهما قوات الإنقاذ بالتأخر عن نجدة الصيادين والذين تتقاذفهم الأمواج العاتية وسط برد قارص أكثر من 24 ساعة.