الفقر يجعل الجاني.. مجنياً عليه.. والقاتل مقتولا والقتيل متهما، وفي حكاية جريمتنا اليوم اجتمع العشيقان عنبر وعثمان في ظروف معيشية واحدة وتسبب الفقر في تغيير مصير حياتهما من حلم ببيت سعيد يجمعهما معاً لمصير مجهول. الجريمة: القتل العمد. المتهم: عنبر أيمن «16 سنة»، عثمان محمود «23 سنة». المجني عليه: منتصر حسين «56 سنة» مأذون. المكان: عمارة 34 شريحة 30 هرم سيتي مدينة 6 أكتوبر بالجيزة. التقت «الوفد» بالعروسين في محبسهما.. قالت عنبر المتهمة الاولي لقد ولدت في أسرة فقيرة بمنطقة العياط والدي توفي قبل ولادتي وبمجرد أن بدأت أدرك وجدت والدتي تعمل لتوفر لي قوت يومي ولم ألتحق بأي مدارس للتعليم ثم تزوجت والدتي من رجل آخر ليكون سندا لها خاصة أنها أصبحت مصابة بمرض في الصدر وانتقلنا للعيش في منطقة صفط اللبن بالجيزة وعندما وصلت سن العاشرة خرجت للعمل في البيوت لمساعدة أمي علي ظروف المعيشة وتوفير العلاج لها.. ثم مرت الايام علي وتيرة واحدة حتي العام الماضي وتعرفت علي عثمان شريكي في الجريمة وهو يسكن معي في نفس المنطقة ونشأت بيننا علاقة عاطفية واتفقنا علي الزواج.. وهنا أخبرته بأني أعرف مأذونا بمدينة 6 أكتوبر تعرفت عليه عن طريق صديقة وانه من الممكن أن يزوجنا بدون أن يأخذ منا نقودا.. وأخفيت عليه أنه قد سبق أن طلب مني أن أعاشره جنسياً. اتصلت بالمأذون «المجني عليه» هاتفياً وأخبرته بأن معي صديقي عثمان ونريد أن نتزوج فطلب مني أن نحضر الي شقته بمدينة أكتوبر وبالفعل ذهبنا اليه قبل يوم الجريمة بأسبوع وهنا التقط عثمان «المتهم الثاني» طرف الحديث وقال بمجرد أن وصلنا الي شقة «المجني عليه» وجدته ينظر لعنبر نظرات مريبة وجلسنا معه وكنت ذاهب هناك للعقد عليها رسميا ولكني فوجئت به يخبرني بأن الزواج الرسمي يتطلب أوراقا كثيرة وانه سوف يكتب لنا عقدين «عرفي» وحين نجهز الورق يعقد لنا رسميا.. ثم بعد أن كتب العقد.. فتح جهاز «اللاب توب» الخاص به وعرض أفلاما إباحية.. وأعطاني أنا وعنبر حبوبا منشطة.. وعند مطلع النهار انصرفنا. وعدت أنا وعنبر كل منا الي منزل أسرته بصفط اللبن وبمجرد دخولي الي شقتنا فوجئت بوالدتي تطالبني بدفع مبلغ الجمعية التي دخلتها منذ عدة شهور ولكني أخبرتها بأني ليس لدي نقود وذلك لاني تركت العمل منذ أيام في ورشة الكاوتش التي كنت أعمل بها.. فخرجت من المنزل واتصلت بعنبر وطلبت منها أن أقابلها وبمجرد مقابلتها أخبرتها بما حدث فقالت لي اننا من الممكن أن نتصل ب«المجني عليه» ونطلب المبيت لديه اليوم.. واتصلت به هاتفياً ولكنه فاجأني بأن طلب مني مقابل المبيت عنده أن أحضر فتاة معي لقضاء الليلة معه ولكني فشلت وقررت أن أذهب الي شقته أنا وعنبر ونخبره بأننا ليس لدينا مكان غيره وأني لم أستطع توفير طلبه وبالفعل وصلنا الي مكان الجريمة ولم نجد المجني عليه بالمنزل فقفزنا من أعلي سور المنزل وفتحت النافذة الخلفية للشقة ودخلنا وظللنا في الشقة ما يقرب من ساعة ونصف الساعة في انتظار «المجني عليه» وعندما سمعنا صوته وجدنا بصحبته صديقه فختبأنا تحت سرير حجرة النوم وبمجرد انصراف صديقه من الشقة واثناء دخول «القتيل» الي حجرته وضع حقيبة بها زجاجات خمر فخرجت من أسفل السرير ولكن المجني عليه حاول الاستغاثة فطالبته بالانتظار لكنه استمر في الصراخ فأحضرت عنبر «مفتاح أنابيب البوتاجاز» وضربته به علي رأسه لكنه لم يصمت فدخلت عنبر الي المطبخ وأحضرت سكينا وأنهلنا عليه طعناً في بطنه وصدره ورقبته حتي سقط علي الارض وأحضرت رابطة عنق من دولاب الملابس ووثقت بها يده وقدميه وسرقنا «اللاب توب» وهاتفه المحمول وسرقنا 150جنيها منه وبعنا جهاز الكمبيوتر ب«1400» جنيه ولم أقصد قتله ولم تكن السرقة هي هدفي وإلا كنت سرقته قبل ما يحضر للشقة أثناء انتظارنا له. وقالت «عنبر» ان القتيل سبق أن قال لها «علشان تاخدي لازم تدفعي الثمن». وقد نفذت وصيته. وكان اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة قد تلقي بلاغاً من الاهالي بالعثور علي جثة منتصر حسين 56 سنة وتبين من معاينة المقدم أحمد نجم رئيس مباحث قسم أول أكتوبر ان المجني عليه مصاب بطعنات في الصدر والرقبة والبطن. وكلف اللواء أحمد سالم الناغي مدير أمن الجيزة رجال المباحث بسرعة ضبط مرتكبي الواقعة وألقي الرائدان محمد ربيع ومحمد عتلم معاونا مباحث القسم القبض علي عثمان محمود وعنبر أيمن واعترفا بارتكاب الواقعة.