رأت صحيفة (إندبندنت) البريطانية أن حادثة الاغتصاب الجماعي البشعة التي تعرضت لها إحدى الفتيات في "نيودلهي" العاصمة الهندية، والتي أدت إلى مقتلها، يمكن أن تكون الشرارة التي تخرج المرأة الهندية عن صمتها تجاه مثل هذه الإساءات والاعتداءات. ورأت الصحيفة أن هذا الحادث أجبر الهند على مواجهة واقع كان غالبا ما يلقى باللوم على النساء إذا تعرضت إلى اعتداء جنسي، وإجبارهم على الصمت وعدم تشجيعهم على الإبلاغ عن ذلك إلى السلطات خوفا من تعريض عائلاتهم للعار. فضلا عن رفض الشرطة غالبا لقبول الشكاوى من أولئك الذين يمتلكون الشجاعة الكافية للإبلاغ عن حالات الاغتصاب، بالإضافة إلى طول فترة الملاحقات القضائية في المحاكم حتى أنها قد تصل إلى عدة سنوات. وتدور أحداث الواقعة البشعة حول الطالبة البالغة من العمر 23 عاما والتي كانت تدرس المعالجة الفيزيائية ولم يكشف اسمها، أن تعرضت لاغتصاب جماعي من 6 رجال في حافلة ثم قاموا بضربها بقضيب من حديد وألقوها من الحافلة ونقلت الخميس بحالة حرجة إلى مستشفى في سنغافورة. وبعد وفاتها، أضاء الآلاف من الهنود الشموع، وأقيمت الصلوات وخرجت المسيرات النسائية في مختلف المدن والبلدات، بما في ذلك نيودلهي ومومباي وبنجالور وكولكاتا، الليلة الماضية للتعبير عن حزنهم والمطالبة بحماية للنساء وتحديد عقوبة الإعدام لجريمة الاغتصاب. وأكدت "سونيا غاندي"، رئيس الحزب الحاكم، في بيان للمتظاهرين إن وفاة ضحية الاغتصاب يعمق تصميمنا على محاربة انتشار المواقف المخزية الاجتماعية والعقلية التي تسمح للرجال بالاغتصاب والتحرش بالنساء والفتيات مع الإفلات من العقاب". وقال "ميناكشي جانجولي"، مدير منظمة "هيومن رايتس ووتش" في جنوب آسيا، إن وفاة المرأة هو تذكرة واقعية للعنف الجنسي على نطاق واسع في الهند، والآن ينبغي أن يؤدي هذا الغضب إلى إصلاح القوانين التي تجرم جميع أشكال الاعتداء الجنسي، ويعزز آلياته للتنفيذ والمساءلة، حتى لا يلقى باللوم على الضحايا.