أكد محمد حمدي عمر الكاتب السلفي ، والباحث في الدين المُقارن إن ما ذكره الشيخ مصطفى راشد ان تهنئة المسيحيين بالعيد هو واجب على كل مسلم ، من باب الافتراء على الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وذلك لأنه لم يسرد لنا دليل واحد جازم في إن هذا العمل واجب على كل مسلم . مؤكداً أن الأدلة التي عرضها لا تتعلق نهائياً بالنصارى, ولم نسمع إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام بهذا الفعل ولا من الصحابة ولا التابعيين ولا تابع التابعيين ولم يذكرها الله عز وجل في كتابه أما بخصوص قول الله عز وجل في سورة الممتحنة الآية 8 (( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين )) ودلل حمدي عل كلامه بتفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق من تفسير المنتخب ، قد ذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية والتي بعدها روايات منها، ما أخرجه البخاري وغيره " عن أسماء بنت أبى بكر الصديق قالت: أتتني أمي راغبة - أي: في عطائي - وهى مشركة في عهد قريش... فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أأصلها؟ فأنزل الله - تعالى -: { لاَّ يَنْهَاكُمُ 0للَّهُ }. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " نعم صلى أمك ". وروى الإِمام أحمد وجماعة عن عبد الله بن الزبير قال: قدمت قتيلة بنت عبد العرى - وهى مشركة - على ابنتها أسماء بنت أبى بكر بهدايا، فأبت أسماء أن تقبل هديتها، أو تدخلها بيتها، حتى أرسلت إلى عائشة، لكي تسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذا، فسألته، فأنزل الله - تعالى -: { لاَّ يَنْهَاكُمُ 0للَّهُ عَنِ 0لَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي 0لدِّينِ }. وقال الحسن وأبو صالح: نزلت هذه الآية في قبائل من العرب كانوا قد صالحوا النبي - صلى الله عليه وسلم - على أن لا يقاتلوه، ولا يعينوا عليه ، وقال مجاهد: نزلت في قوم بمكة آمنوا ولم يهاجروا، فكان المهاجرون والأنصار يتحرجون من برهم، لتركهم فرض الهجرة. قال الآلوسى - بعد أن ذكر هذه الروايات وغيرهما -: { والأكثرون على أنها في كفرة اتصفوا بما في حيز الصلة... ويشير حمدي إلى أن الذي تطمئن إليه النفس أن هاتين الآيتين، ترسمان للمسلمين المنهج الذي يجب أن يسيروا عليه مع غيرهم، وهو أن من لم يقاتلنا من الكفار، ولم يعمل أو يساعد على إلحاق الأذى والضرر بنا، فلا يأس من بره وصلته. ومن قاتلنا، وحاول إيذاءنا منهم. فعلينا أن نقطع صلتنا به، وأن نتخذ كافة الوسائل لردعه وتأديبه، حتى لا يتجاوز حدوده معنا. والمعنى: { لاَّ يَنْهَاكُمُ 0للَّهُ } تعالى - أيها المؤمنون - { عَنِ } مودة وصلة الكافرين { 0لَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي 0لدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِّن دِيَارِكُمْ } أي: لم يقاتلوكم من أجل أنكم مسلمون، ولم يحاولوا إلحاق أي أذى بكم، كالعمل على إخراجكم من دياركم. لا ينهاكم الله - تعالى - عن { أَن تَبَرُّوهُمْ } أي: عن أن تحسنوا معاملتهم وتكرموهم. وعن أن { تُقْسِطُوۤاْ إِلَيْهِمْ } أي تقضوا إليهم بالعدل، وتعاملوهم بمثل معاملتهم لكم، ولا تجوروا عليهم في حكم من الأحكام. ويختم حمدي رده على " راشد " بأن التفسير واضح في ذلك ولم يذكر أن نهنئهم في أعيادهم ولا نشاركهم فيها ويجب علينا التفرقة بين المشاركة في شئ يغضب الله عز وجل ومعاملتهم بطريقة فيها ود ومحبة وشتان بين الاثنين . وأنا كنت أنتظر أن يأتي لنا أستاذ الشريعة بدليل حازم من السيرة النبوية أو قصص الصحابة والتابعيين نذكرها على أولادنا في حكم مشاركة النصارى أعيادهم. وكانت " بوابة الوفد " قد نشرت ل " الدكتور مصطفى راشد " رأياً يؤكد فيه على أن تهنئة المسيحيين وأصحاب الديانات بأعيادهم وجب دينى على كل مسلم .