استنكرت القوي السياسية أمس، احالة حمدين صباحي رئيس التيار الشعبي ومحمد البرادعي رئيس حزب الدستور وعمرو موسي الرئيس الشرفي لحزب الوفد، إلي التحقيق بتهمة قلب نظام الحكم، اتهمت القوي السياسية التيار الديني بتصفية المعارضة عقب الموافقة علي الدستور، وتخوفاً من حشد الجماهير يوم 25 يناير القادم، وصفت القوي السياسية ما حدث بأنه «بالونة اختبار» للتضييق علي المعارضين، مؤكدين ان ذلك سيشعل فتيل ثورة جديدة. وكان المستشار طلعت عبد الله ابراهيم النائب العام قد خاطب وزير العدل لانتداب قاض للتحقيق في البلاغ المقدم من السيد حامد عضو لجنة حريات نقابة المحامين، والذي يتهم فيه الرموز الوطنية بالتحريض علي قلب نظام الحكم. قال يحيي احمد، منسق التيار الشعبي ان التحقيق مع الرموز الوطنية بتهمة الخيانة العظمي هو استمرار لسياسات النظام السابق بالتضييق علي المعارضين،وقمع الحريات وكبت حرية التعبير عن الرأي بشكل سلمي. ووصف «أحمد» هذه البلاغات المقدمة للنائب العام ضد الرموز الوطنية، بأنها كيدية للانتقام من معارضين انحازوا للشعب ضد قرارات النظام. واكد محمود عفيفي المتحدث الاعلامي لحركة 6 ابريل الجبهة التي يقودها احمد ماهر، ان ما حدث من تكليف النائب العام لنيابات أمن الدولة العليا، بالتحقيق مع الرموز الوطنية يعتبر «مهزلة» مستنكراً أن تكون مثل هذه القرارات صادرة بعد ثورة 25 يناير، وان تكون هذه هي تبعات الديمقراطية. وأبدي «عفيفي» دهشته من سرعة قيام النائب العام باحالة البلاغ للتحقيق وما صاحبه من ضجة اعلامية وما سبقه قبلها من تصريحات للرئيس مرسي عن طابور خامس ضمن حملة ترويع للمعارضة واصفاً ذلك «بالبلطجة». واوضح عمرو هاشم ربيع الباحث السياسي بمركز الاهرام الاستراتيجي انه كان الجدير بهذا النظام ان يؤيد النخبة السياسية ويستمع لهم، لا أن يلقي عليهم بالتهم. واضاف قائلاً: لابد ان يواجه الرئيس نفسه بأخطائه، ولا يحملها لغيره من المعارضة، فالنظام هو المتسبب في كراهية الناس له يوما بعد يوم، ولابد ان يفيق، ويعلم ان الشعب اذكي من جماعته وتفكيرها الضيق. واستنكر عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي توجيه اتهامات التآمر والعمالة والخيانة إلي الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي وعمرو موسي، واضاف ان هذه الاتهامات الحقيرة طاردت الدكتور محمد البرادعي منذ طرحه لمطالب التغيير السبعة، كما ان دائرتها طالت حمدين صباحي، وبعدها اتسعت لتشمل شخصيات وطنية من معارضي حكم المرشد. واشار إلي أن ما تعرض له الاخوان المسلمون علي مدار العقود السابقة، يريدون أن يفعلوه برموز الثورة واشارت إلي أن الرئيس محمد مرسي، بما يفعله نظامه الان، لا يرغب في تهدئة الوطن إطلاقاً، وانما يبتغي ان يزيده اشتعالا. اعتبر المهندس محمد سامي عضو جبهة الانقاذ الوطني، اتهام شخصية وطنية بالخيانة والتآمر والانقلاب علي الشرعية «بالونة اختبار»، وقال سامي ان اتهام مثل هذه الشخصيات هدفه تحذير رموز بعينها للتراجع عن مواقفها السياسية، مشيراً إلي أن الامر تكرر أكثر من مرة سابقاً، وكان ينتهي «كأنه لم يكن». اكد صلاح عيسي الكاتب الصحفي أن الايادي التي اتهمت الرموز الوطنية بالخيانة وقلب نظام الحكم مازالت طويلة، وستُدرج قريباً «أسماؤنا جميعا». وعلق «عيسي» علي التحقيق مع الرموز بتهمة الخيانة العظمي بأن هذه الاجراءات تعد محاولات لترويع وتهديد القوي السياسية للتراجع عن حشد الشعب يوم 25 يناير من الشهر المقبل.