التزم وزير الداخلية اللواء أحمد جمال الدين الصمت - حتى الآن - على هذا الفيديو الخطير المتداول علي مواقع التواصل الاجتماعي، والذي يصور حازم أبو اسماعيل قائد ميليشيات تيار الاسلام السياسي، وهو يكيل السباب لضباط الشرطة.. بل ويتطاول علي الوزير نفسه. قال «أبو اسماعيل» كلاماً خطيراً حول استقبال وزير الداخلية له في مكتبه قبل 3 أيام من الواقعة التي صورها فيلم الفيديو.. وهي بالمناسبة بعد ساعات من الهجوم الارهابي الذي شنه «غلمان حازمون» علي مقر الوفد، وأثناء محاولة الأمن القبض علي الجناة المعتدين علي الوفد، قال حازم بالحرف الواحد: «أنا قلت لأحمد جمال الدين في مكتبه من 3 أيام إن انت متواطئ، هو وبتاع الأمن الوطني، قلت له بوضوح إنت متواطئ، أنا ماحبتش اقول ده بس هاقول طالما الأمر كدة، ده متواطئ وخائن هو واللي معاه، شرطة إيه؟ دي عايزة تتجلد كلها»!! اتهامات صريحة بالخيانة والتواطؤ.. واستقبال مريب من الوزير لحازم في وقت غريب أيضاً، ففي هذه الاثناء كان حازم وصبيانه يرابطون - بخيامهم ودورات مياههم - أمام مدينة الانتاج الاعلامي.. يرهبون الاعلاميين والعاملين بالمدينة.. ويهددون باقتحامها.. ومن هناك توجهوا بعد ذلك إلي ميدان لبنان.. ثم إلي مقر الوفد لتنفيذ جريمتهم غير المسبوقة. نريد من وزير الداخلية بيانا عاجلاً.. يوضح فيه ظروف وملابسات هذا اللقاء.. وكيف سمح لهذا «المواطن حازم» بالتطاول عليه؟ وماذا فعل معه رداً على تطاوله؟ نريده أيضاً - وهذا هو الأهم - أن يوضح للرأي العام ملابسات الواقعة المصورة في الفيديو وعلاقتها بالاعتداء الأثيم على الوفد؟ وكيف تعامل الضباط بعد ذلك مع حازم وغلمانه بعد أن سبهم وأهانهم وهددهم بالجلد وصاح في وجوههم: «مادام الأمر وصل للجرأة دي، والله لأربيكم إن شاء الله»!! نريد من وزير الداخلية تفسير علاقة هذا الحادث، بما حدث في اليوم التالي أمام قسم شرطة الدقي، وتحويل المنطقة بالكامل إلي ثكنة عسكرية ومحاصرة القسم بجيوش من قوات الأمن والمدرعات والمتاريس، وتدفق ضباط الشرطة من باقي اقسام المديرية إلي قسم الدقي للدفاع عنه ضد هجوم مرتقب هدد «أبو اسماعيل» بشنه انتقاماً لمحاولة القبض علي صبيانه الذين هاجموا الوفد.. نريده أن يوضح حقيقة ما تردد عن واقعة اعلان ضباط الشرطة في هذا اليوم عصيانهم للأوامر، واصرارهم علي استخدام الذخيرة الحية للدفاع عن القسم حتي لو تحول الأمر إلي معركة دموية.. وهو ما دفع الوزير إلي التوجه بنفسه إلي القسم لمنع وقوع مذبحة.. ويتصل بذلك ما تردد عن اجتماعه شخصياً - الوزير - مع مندوبين عن حازم داخل قسم الشرطة لاحتواء الأزمة. نريده أن يوضح لنا - بصدق - حقيقة ما تردد حول ما حدث بعد لقطات هذا الفيديو الخطير من احتكاك بين رجال الأمن وصبيان «حازمون»، كاد يتحول إلي معركة، بعد ان تمكنوا من جذب اللواء كمال الدالي مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة وحاولوا احتجازه.. إلي أن تمكن الضباط من انقاذه. وفوق ذلك كله.. نريد من الوزير أن يوضح علاقة كل هذه الأحداث بالتباطؤ المريب من جانب أجهزة الأمن في ضبط وملاحقة مرتكبي الهجوم على الوفد.. رغم أن الفاعل غير مجهول.. وقدمنا لهم صوراً ولقطات مصورة للجناة، وقائدهم عبد الرحمن عز الذي مازال حراً طليقاً .. بل إنه ظهر في تحد سافر داخل محكمة باب الخلق أثناء نظر تجديد حبس المتهمين بالاعتداء على المستشار أحمد الزند رئيس نادي القضاة.. وأدي صلاة الجماعة وسط أنصار أبو اسماعيل داخل المحكمة وفي حراسة الأمن!! سيادة الوزير.. الأمر جد خطير.. ولا نظن أن هذا الحال يرضيك.. سبوك وتطاولوا عليك شخصياً.. أهانوا رجالك ووصفوهم «بالكلاب والحثالة».. روعوهم وهددوهم وانتهكوا أمن وحصانة المنشآت الشرطية.. وفوق ذلك كونوا ميليشيات لارهاب خصومهم وفرضوا سطوتهم على الآمنين.. فماذا أنت فاعل لتحفظ مركزك وترد كرامة رجالك؟ ولا شك أنك قادر على ذلك.. فافعل او ارحل .. أكرمك الله.