عاود شبح الاظلام التام لكهرباء مصر الظهور مساء امس الثلاثاء بعد حدوث انخفاض مفاجئ فى ضخ الغاز الوارد الى محطات توليد كهرباء الكريمات وشمال وجنوب القاهرة و6 اكتوبر والشباب والنوبارية ومعظم المحطات التى تعمل بالغاز الطبيعى، أدي الانخفاض الى خسارة الشبكة الكهربائية لنحو 2500 ميجاوات. لجأت شركات توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية الى تطبيق جدول تخفيف الاحمال على المشتركين مما ادى الى حالة من الغضب الجماهيرى اشبه بما حدث فى شهر رمضان الماضى. بلغت نسب تخفيف الاحمال فى القاهرة الكبرى نحو 800 ميجاوات كما الزم مركز التحكم القومى شركات توزيع الكهرباء بالاقاليم بتخفيف نحو 1700 ميجاوات مما ادى لزيادة الغضب لدى الجماهير. رفضت وزارة الكهرباء التعليق على عودة الانقطاعات التزاما بالوعود التى اتفقوا عليها مع رئيس الوزراء هشام قنديل عندما حاول فض الاشتباك بين قطاعى البترول والكهرباء، وقال مصدر فى احدى شركات توليد الكهرباء ان قيادات الوزارة تمتنع عن التصريح حول كارثة ضعف ضخ الغاز الطبيعى الى محطات توليد الكهرباء رغم ان الكارثة الكبرى هى عدم وجود وقود بديل فى مخازن محطات التوليد لتشغيل المحطات به عند قطع الغاز عن المحطات، وأكد المصدر ان القائمين على تشغيل المحطات لن يلتزموا بالتعتيم على انعدام وجود وقود فى مخازنها تستخدمه عندما ينقطع الغاز ، واضاف كيف ننتج طاقة كهربائية بدون وقود؟ وحذر المصدر من صيف قادم مظلم تماما فى حالة استمرار ضعف ضخ الغاز وعدم توريد وقود بديل للمحطات. قال المصدر ان قطاع الكهرباء لم يشهد فى تاريخه تطبيق تخفيف الاحمال فى مثل هذا الوقت من السنة اذ ان انخفاض درجات الحرارة يؤدى لانخفاض الاستهلاك وتجدها شركات الانتاج فرصة لاجراء الصيانات الدورية . فيما كشف مصدر مسئول بالشركة القابضة لكهرباء مصر ان لدينا تعليمات من مجلس الوزراء بعدم الاعلان عن اى ازمات مع قطاع البترول بخصوص ضعف ضخ الغاز، ولكن لابد ان نعلنها حتى لانتحمل توابع ازمة الانقطاعات ولسنا سببا فيها. واضاف المصدر ان هذه الحالة تزيد من اعطال المحطات لكثرة وقف التشغيل واعادته مرة اخرى، وقال ان هذه الحالة التى يمر بها قطاع الكهرباء ليست الاولى من نوعها وانما يعلمها رئيس الوزراء ووزيرا البترول والكهرباء ولم يجدوا لها حلا رغم تكرار حدوثها ووعود قطاع البترول بحلها ولكن يبدو ان الازمة اكبر من امكانياتهم فاذا كان ذلك فعليهم بالرحيل وتركها لمن يعرف كيف يسير الامور لصالح مصر وشعبها بعد أن اصبح لا يتحمل هذه الانقطاعات المتواصلة.