«مفيش فايدة، يبدو أن التيارات المتأسلمة أو التي تدعي بهتاناً أنها مسلمة، مازالت تواصل حربها الشعواء ضد أبناء هذا الشعب، فمن حصار المحكمة الدستورية العليا، إلي مذبحة الاتحادية واقتحام مقر الوفد وقسم الدقي، ومروراً بالاعتداء علي سيدة وطفلتها في 6 أكتوبر وأخيراً المهازل التي وقعت أمس الأول في الإسكندرية... ألم أقل قبل ذلك إن ما يحدث هو تأسيس للميليشيات لتكون بديلا عن الأجهزة الأمنية وسقوط كل أجهزة الدولة لتبدأ بعدها دولة الطوائف الدينية وتضيع هوية مصر الوطنية التي تتميز بها عن سائر بلدان الدنيا.. في الإسكندرية ارتكبت الجماعات المتأسلمة حماقات كثيرة وأثارت الفوضي، وحطمت السيارات و واجهات المنازل والمحلات التجارية، وعاش أهلنا في الثغر أسوأ يوم في تاريخهم، وقد يظن هؤلاء المتأسلمون أنهم بذلك يتمسكنون من خفض صوت الوطنية السكندري، وهم في ذلك واهمون، فأهل الثغر علي مدار تاريخهم الطويل لم تلن لهم قناة ولم يرضخوا لكل أنواع الاستعمار سواء الفرنسي أو الانجليزي، وكانت لهم مواقف مشرفة علي مر التاريخ، واستشهد منهم من استشهد وضحوا بأرواحهم فداء لهذا الوطن.. فكيف يأتي اليوم الذي تتصور فيه الميليشيات المتأسلمة أنها تستطيع أن تخفت صوت الوطنية المصرية عند أبناء الثغر؟! لا يمر يوم إلا وتفاجئنا هذه الجماعات الدينية التي لا تعرف عن الإسلام وسماحته شيئاً، وتثير البلابل والقلاقل بين الناس، ويقوم كبراؤهم ودعاتهم بإشعال الأزمات، ويبدأ مريدوهم طبقاً لنظرية السمع والطاعة بتنفيذ مخططات الاعتداء والتخريب ووقوع اصابات بين خلق الله الذين لا يريدون سوي الحياة الآمنة، ويعبرون عن رأيهم بكل حرية.. ما حدث في الاسكندرية يجب ألا يمر مرور الكرام كما يجب ألا تمر كل هذه الحوادث المتكررة دون حساب لمرتكبيها.. تخيلوا رغم مرور كل هذه الأيام لم يتم القبض حتي الآن علي مرتكبي جريمة الاعتداد علي حزب الوفد وجريدته، وكلذلك لم يتم القبض علي الذين حاصروا قسم الدقي ولا علي الذين يحاصرون المحكمة الدستورية ويعطلون عملها، ويمنعون رئيسها في ممارسة عمله.. إنها الفوضي التي تسعي التيارات المتأسلمة لتنفيذها بالبلاد طبقا للمخطط الصهيوني الأمريكي، فما لم تفعله أمريكا منذ سنوات طويلة بمصر، قامت جماعة الإخوان واتباعها بتنفيذه في شهور قليلة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تعرفها مبادئ أي دين سماوي ولا خلق دنيوي.. فأي عقيدة هذه التي تسمح لهؤلاء بارتكاب المجازر والتعدي علي البشر وإسالة الدماء وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، وحمل السيوف والخناجر والجنازير؟!.. وأي عقيدة هذه التي تستحل دماء الناس بالباطل والزور والبهتان؟!.. وأي دولة هذه التي تحدث بها كل هذه المهازل ولايزال كبراؤها يتفرجون كأنهم يشاهدون مسلسلاً درامياً دون فعل شيء؟! أين السيد رئيس الجمهورية من كل هذه المساخر؟!.. ماذا يفعل؟! وفيم يفكر؟! ألم يسأل نفسه هذه الأسئلة ويجيب عنها؟!.. إن حمل السلاح في وجه المصريين بهذه البشاعة جريمة لا يغفرها التاريخ أبداً لكل من يراها ويصمت أو يعقد لسانه!.. سيسجل التاريخ كل ذلك ولن ترحم الأجيال الحالية ولا القادمة أو اللاحقة كل من يتخاذل في حق هذا الوطن الجريح وأبنائه الذين يصارعون من أجل إعلاء كلمة الحق والذود عنها. في «غزوة الاسكندرية» ضاعت هيبة الرجل الذي كنا نحترمه ،ونبجله بسبب مواقفه المؤيدة لهذا التطرف البشع، لقد كان الشيخ أحمد المحلاوي صاحب التاريخ الكبير في الوطنية نموذجا يحتذي به، وفجأة وبدون سابق انذار تغير وتبدلت مواقفه، بل راح المحلاوي الذي كان الإعلام والصحافة يقفان إلي جواره ويؤيدانه في مواقفه، راح يسب الإعلام ويتطاول عليه في وقائع علنية، رغم أنه يعلم تمام العلم أن الصحافة والإعلام ينقلان الأحداث بحذافيرها دون تدخل منهما؟!.. وأسأل «المحلاوي» هل تريد من الصحافة والاعلام أن يتبعان سياسة السمع والطاعة واللين أمام كل هذه المهازل والمواقف المزرية حتي ترضي عنهما؟!.. هل تريد من الصحافة الحرة أن تدين لجماعات التطرف بالولاء؟!... لقد حزنت لمواقف «المحلاوي» واعترف أنني واحد من الذين صدمهم بتصريحاته وخطبه الهجومية مؤخراً!!..