تعقد الجمعية التأسيسية حواراً للقوى السياسية، الساعة الثانية عصر الجمعة، وسوف يدير الحوار الكاتب الصحفى خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع بمقر مجلس الشورى. يأتى هذا فى الوقت الذى وجهت فيه الجمعية التأسيسية الدعوة إلى عدد من رموز القوى السياسية وأعضاء جبهة الانقاذ الوطنى للتحاور حول المواد الخلافية بمشروع الدستور الجديد . وأكد الدكتور عمرو دراج أمين عام الجمعية التأسيسية أنه فى حال عدم حضورهم سيعقد مؤتمر صحفى لتوضيح الموقف أمام وسائل الإعلام. وكانت الجمعية قد وجهت دعوات إلى الدكتور محمد البلتاجى وعمرو موسي وحمدين صباحى والدكتورالسيد البدوى، موقعة من الامين العام للجمعية الدكتور عمرو دراج رغم تأكد الجمعية من ان هذه الدعوات تلفزيونية مقصود بها الفرقعة الإعلامية فقط لأن وقت الحوار قد فات بانتهاء المرحلة الأولى من الاستفتاء وتحديد السبت 22 موعدا للمرحلة الثانية رغم عدم وجود اشراف قضائي كامل ورغم كل التجاوزات. ولكن كانت الدعوة بمثابة حجة مكشوفة لعقد مؤتمر صحفى قبل المرحلة الثانية للاستفتاء بساعات معدودات من أجل الترويج للتصويت بنعم تماما كما حدث قبل ساعات من المرحلة الاولى للاستفتاء، حيث عقدت الجمعية مؤتمرا صحفيا فى مقر مجلس الشورى ايضا للترويج للدستور الذى "سلقته" ولما تعالت الاصوات تحذر الجمعية من استغلال مجلس الشورى لعقد مؤتمرات بدون وجه حق رغم انتهاء اعمال الجمعية إلا ان الاخوان المسلمين المسيطرين على الجمعية رأوا اللجوء الى هذه الحيلة المكشوفة بدعوة زعماء جبهة الانقاذ الى حوار مرفوض طبعا لانه جاء من غير ذى صفة ومن جمعية منتهية الصلاحية وفى الوقت غير المناسب تماما لأن الدستور يستفتى عليه. وكان عمرو موسي قد ارسل رسالة رفض واضحة الى الدكتور عمرو دراج الامين العام للجمعية . وقال فيها "لم أفهم الدعوة لهذه المناظرة، "الحوار"، قبل الدورة الثانية للاستفتاء دون الدورة الأولى طالما أن هدفها، كما جاء فى خطابكم، تمكين المواطن المصرى من اتخاذ قراره بنفسه، وهو ما كان يستوجب التمكين فى الدورتين، ناهيكم عن توقيت الدعوة، التى جاءت قبل ساعات قبل المرحلة الثانية من الاستفتاء، مما يجعل الحوار أو المناظرة غير ذات فائدة مساراً ونتيجةً". وأوضح موسى، "أعتقد أننا وصلنا الآن إلى مرحلة لا يصح تصويرها وكأنها معركة بين فريق يدعى ملكية الدستور، ويرى أى نقد له أو اعتراض عليه كلياً أو جزئياً أمراً إداً، بل وصل البعض إلى اعتباره مؤامرة لإسقاط النظام (!) وبين فريق يستهدف أن يظهر الدستور فى أفضل صوره وأكمل صياغة بقدر قدرة الخبرة البشرية، ولا يعتبرها معركة سياسية فيها كاسب وخاسر، فالأمة كلها خاسرة بعد كل ما حصل، كما أنها سوف تخسر مرة أخرى إذا أجيز هذا الدستور بصياغاته التى أشرت إلى بعضها آنفاً". واختتم موسى قائلا "كم كنت أود أن ضممتم صوتكم إلينا فى ضرورة توفير وقت كافٍ (لم يكن ليتعدى أسابيع) ليعم الهدوء وتبدأ عملية مهنية رفيعة لمراجعة مواد الدستور محل النقد والتساؤل، ثم يطرح نصه كوثيقة تمثل ضمير مصر والمصريين دون تفرقة أو تمييز، نفتخر بها وبالحريات والضمانات التى تشتمل عليها، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية التى تستهدفها، والفصل بين السلطات واستقلال القضاء التى توفرها، والهوية والثقافة والتراث التى نعتز بها جميعاً". وأضاف، "فى ضوء كل ذلك أود أن أبلغكم باقتراحى صرف النظر عن هذا الاقتراح راجياً أن تتوفر الظروف لحوار جاد وصريح ومنتج (وليس مؤتمراً أو مناظرة) فى وقت قريب يسهم فى إنقاذ البلاد مما تعانيه، على قاعدة من حسن النوايا وانفتاح الأفق والالتزام بالديمقراطية ومسارها".