تستعد كلية الإعلام جامعة الأزهر، لعقد مؤتمرها الدولي الأول الذي يبدأ في الفترة من 14 حتى 17 أبريل لمناقشة المهنية الإعلامية والتحول الديمقراطي. وحول هذا المؤتمر، أشار الدكتور عبدالصبور فاضل عميد كلية الإعلام ورئيس المؤتمر إلى إن المهنية الإعلامية على الدوام ترتبط بطبيعة النظام الإعلامي الذي يتم تبينه في أي مجتمع، ومستوى الحرية والديمقراطية الذي يسوده ليحدد مساحة الحركة الذي تعمل فيه وسائل الإعلام على مستوياتها القانونية والتنظيمية والتشريعية والأخلاقية. وقال فاضل: لقد أسست ثورات الربيع العربي وفي مقدمتها ثورة 25 يناير في مصر واقعًا جديدًا يطالب بالحرية والديمقراطية والتغيير، وجاء الإصلاح الإعلامي على رأس متطلبات هذه الثورات سعيًا للخروج من حالة التبعية التاريخية للدولة ومراكز القوى الفاسدة في المجتمعات إلى آفاق جديدة من حرية التعبير والنشر والبث والحصول على المعلومات، في ظل ضرورة تبني قواعد ومعايير مهنية واضحة وثابتة تحكم الأداء الإعلامي في ظل المسئولية الاجتماعية الواجبة على وسائل الإعلام بأنواعها المختلفة. وأكد عميد الكلية على أن الدعوات قد عملت على تفعيل المهنية في وسائل الإعلام وشكلت أساسًا من أسس التحول الديمقراطي في المجتمعات الثائرة عبر التاريخ. وأشار فاضل إلى أنه وعلى مستوى الربيع العربي ظهرت في مراحل الانتقال الديمقراطي سلسلة من الممارسات المهنية التي اتسمت بالتخبط والبلبلة وغياب المرجعية، وشكلت وسائط الاتصال الحديثة عبر الإنترنت واقعًا جديدًا يتفاعل مع الواقع الإعلامي سلبًا وإيجابًا، الأمر الذي خلق حالة من التشتت في الأهداف والرؤى ومسارات العمل، مما جعل إشكالية المهنية الإعلامية تتقدم إشكاليات العمل الإعلامي في هذه البلاد، سعيًا وراء التنظيم والتقنين والدراسة. وتابع: استنادًا إلى ما سبق، انبعثت الضرورة العلمية الملحة لإخضاع ظاهرة المهنية الإعلامية في فترات التحول والانتقال نحو الديمقراطية للبحث العلمي والدراسة والتأصيل. وأوضح فاضل أن كلية الإعلام بجامعة الأزهر ومن منطلق سعيها للقيام بدورها في هذا الإطار، فقد تصدت إلى طرح هذه الإشكالية الكبرى على عموم الباحثين في مصر والعالم للإسهام العلمي في هذا الإطار، ليتجلى ذلك في مؤتمرها العلمي الدولي الأول. وعن أهداف المؤتمر، أكد عميد الكلية أن المؤتمر يهدف إلى رصد وتحليل المعايير والضوابط المهنية الإعلامية التي باتت تعمل من خلالها منظومة الإعلام في القنوات الفضائية العربية، ومدى تأثير نمط الملكية على الأداء المهني في هذه الوسائل و محاولة فهم طبيعة العلاقة بين البنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ودور الإعلام في عمليات التحول والانتقال وحدود مسئولياته في ظل التكتلات والممارسات الاحتكارية، وكذا محاولة التعرف على دور ومستقبل الإعلام الحكومي في ظل التحولات الديمقراطية، وحدود مسئوليات الإعلام عن بناء الوعي وتنمية أفكار المشاركة والديمقراطية، إضافة إلى التعرف على دور القائم بالاتصال في عمليات التحول، وطبيعة الضوابط المهنية التي يواجهها، وحدود تأثير القيادات الإعلامية، وبيئة العمل، والتدريب على القيم المهنية، والمشاركة الفعالة للقائم بالاتصال في رسم وتحديد السياسات الإعلامية ورصد ودراسة وتحليل أثر عمليات الاستقطاب السياسي خلال فترات التحول على الأداء المهني للإعلاميين، وحدود تأثرهم برأس المال السياسي فضلا عن رصد ودراسة وتحليل تطور الأداء المهني في الإعلام الجديد، ومدى تأثير القيم المهنية للإعلام التقليدي في الإعلام الجديد. وقال فاضل إن محاور المؤتمر تشمل سبعة محاور يتناول الأول: المهنية الإعلامية من منظور إسلامي، ويشمل الثاني البيئة الإعلامية في مراحل التحول الديمقراطي، في حين يناقش الثالث القائم بالاتصال وكفاءة الأداء المهني، ويرصد الرابع الممارسات الإعلامية في فترات التحول الديمقراطي، ويصور الخامس المهنية والإعلام الجديد، ويرسم السادس كيفية إيجاد تنظيم فعال للأداء والممارسة المهنية في وسائل الإعلام، أما السابع فيتحدث عن المهنية الإعلامية في البحوث الإعلامية. من جانبه، أوضح الدكتور أحمد سمير رئيس اللجنة العلمية والاتصال الدولي بالمؤتمر أنه تم توجيه الدعوة للعديد من الجامعات الأوروبية والعربية إضافة إلى لفيف من السفراء والإعلاميين، وأيضا مشاركات علمية دولية من جامعات أوهايو وأريزونا ومعهد الدراسات المعرفية بالولايات المتحدةالأمريكية، وجامعة وستمينستر ومعهد التنوع الإعلامي ببريطانيا، وجامعة الأناضول بتركيا، يشار إلى أن المؤتمر يعقد برعاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والدكتور أسامة العبد رئيس الجامعة، وبالتعاون مع الدكتور رفعت العوضي المستشار الأكاديمي لمركز الدراسات المعرفية والدكتور عبد الرحمن النقيب الأستاذ بكلية التربية جامعة المنصورة والمستشار التربوي لمركز الدراسات المعرفية.