واصلت الصحف العالمية اهتمامها بالشأن المصري خاصة قبل ساعات من إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور. أكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» الامريكية أن المعركة بشأن مستقبل مصر دفعت الأنصار الإسلاميين للرئيس محمد مرسي إلى القتال مع معارضيه على مدى 3 أسابيع دامية. وأضافت أن الكثير من المصريين يعتقدون أن مصير بلدهم يعتمد بشكل كبير على «حزب الكنبة». وأشارت إلى أن الإسلاميين ينتصرون في جميع عمليات التصويت التي تلت الثورة قبل عامين. وأضافت أن المعارضين أنفسهم يعترفون بأن الاستفتاء قد ينتهي بتمرير الدستور. وأشارت إلى أن ذلك يدفع السياسيين والمحللين إلى تركيز انتباههم على ملايين المصريين الذي تجنبوا الاحتجاجات وليس لديهم توجهات سياسية، وتشمل هذه الفئة ثلث سكان مصر الذين يعانون من الأمية. واضافت أن الكثير من السياسيين يطلقون على هذه الفئة «حزب الكنبة». وأوضحت الصحيفة أن تصويت نسبة كبيرة من الناخبين ب«نعم» سيؤكد شرعية الحكام الإسلاميين في مصر، وسيسمح لهم بإسكات معارضيهم العلمانيين. وأضافت أن الإقبال الضعيف على الاستفتاء سيشعل المقاومة ضد الإسلاميين. وأشارت إلى أن الوقت حاسم للقادة الإسلاميين ومعارضيهم. ووصفت صحيفة «نيويورك تايمز» الامريكية الاستفتاء على الدستور بأنه أصبح فاسدا بسبب الانقسام، والاحتجاجات العنيفة، مما يجعل من الصعب التوصل لاتفاق في الاستفتاء. وأضافت أنه كان يتعين على الرئيس محمد مرسي أن يؤجل الاستفتاء ويعيد تشكيل جمعية تأسيسية يكون سيطرة حلفائه من الإخوان المسلمين فيها أقل، ويطلب من أعضائها كتابة دستور معدل، يلبي مطالب معارضيه الليبراليين والعلمانيين. وأوضحت أن المعارضين يرون أن الدستور يترك مساحة واسعة للإسلاميين لانتهاك حقوق الأقليات. وأشارت إلى وجود مخاوف بشأن الدستور الذي يمنح للقيادات العسكرية بالكثير من السلطة والمميزات التي كانت لديهم في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. وأضافت الصحيفة أن الرئيس محمد مرسي أصر على إجراء الاستفتاء سريعا، ومن المتوقع أن جماعة الإخوان المسلمين الأكثر تنظيما ستحشد أصوات كافية لتمرير الدستور. وأشارت إلى مطالبة المعارضة للمواطنين بالتصويت ب«لا» على الدستور، وأضافت أن القضاة لا زالوا محتجين ويرفضون أداء دورهم الأساسي في مراقبة الاستفتاء. وأوضحت أنه في حال رفضت نسبة كبيرة الدستور فإن ذلك سيؤدي إلى إضعاف مرسي ويشكك في شرعية الدستور. ونشرت صحيفة «واشنطن بوست» الامريكية مقالا يطالب مصر بتعلم فن التنازل. وأشاد المقال باستعداد المعارضة المصرية للسماح بإجراء الاستفتاء على الدستور. وأضاف أن قرار الرئيس محمد مرسي بأن تتجاوز سلطاته سطات القضاء يمثل أمرا مبالغا فيه. وأشارت إلى أن إجراء الدستور يمثل علامة على أن المصريين ذوي الآراء المتعددة أصبحوا أخيرا يمارسون سياسة بدلا من اقتصار أنشطتهم على الاحتجاجات. ودعت واشنطن إلى آداء دور مختلف من خلال التوجيه والإرشاد دون التدخل، بمعنى أن تقوم بدور المدرب بدلا من قائد اللعبة. وأضافت أن مسودة الدستور خاطبت النساء الأقليات، ولكن العبارات الغامضة تركت مساحة لضياع هذه الحقوق. وأشارت إلى أن كثيرين يعتقدون أن إلغاء العملية الدستورية قد ينجز شيئا ما، بمعنى أن المقاطعة والاحتجاجات هي الآداة الوحيدة في أيديهم للتعامل مع صناديق الاقتراع. وتحت عنوان «مرسي وضع الإسلاميين في موقف دفاعي»، رأت صحيفة (فايننشيال تايمز) البريطانية أن الاضطرابات وحالة عدم الاستقرار التي تشهدها مصر حاليا تقدم درسا للعالم في مخاطر الانتقال السريع، زاعمة أن تصرفات الرئيس «مرسي» قدمت درسا للإسلاميين في الدول الأخرى حول مخاطر التسرع في تحقيق مكاسب انتخابية خلال التحولات الهشة. واستهلت الصحيفة المقال قائلة: «يجب الاحتراس من الإسلاميين الآن، لأنهم كشروا عن أنيابهم الحقيقية، وما يحدث الآن هو رسالة مفادها أن الأنظمة الاستبدادية العربية لا تزال قائمة في الشرق الأوسط وتبث القلق والفزع من الانهيار المحتمل لأول تجربة لجماعة الإخوان المسلمين في الحكم من الأردن حتى الخليج، بما في ذلك الانقسامات في مصر وعدم الاستقرار الناجم عن الإعلان الدستوري الذي منح الرئيس «محمد مرسي» سلطات واسعة».وأضافت الصحيفة :«رغم أن صعود الإخوان في مصر بعد سقوط الرئيس السابق «حسني مبارك» عزز طموحات الإسلاميين في الدول الأخرى، إلا أن الإسلاميين الآن وجدوا أنفسهم في موقف دفاعي».