* حتى كتابة هذه السطور، مدينة الانتاج الاعلامى محاصرة بعدد من انصار الشيخ حازم ابو اسماعيل والمنظر كما رأيته بأم عينى يمثل فضيحة أخرى ومهزلة لا تصدق، الاخوة المحاصرون بكسر الصاد يفتشون من يدخل المدينة قبل السماح له بالدخول ويهتفون ضد الاعلام مطالبين بتطهيره وأنا هنا لا أناقش موضوع «التطهير» لأننى يمكن أن أتفق مع أى محلل يرى ان الاعلام يعانى من فوضى أو اختلال المعايير المهنية لكن هذا ينطبق على كل الاعلام وليس فقط ما يقصده أنصار أبواسماعيل لان إعلام القنوات السلفية فيه من الجرائم التى تبث على الهواء مباشرةً ما يندى له الجبين وفيه من حملات التكفير و السب و الشتيمة ما لم يرد فى أى وسيط إعلامى منذ عرفنا الميديا بأنواعها، المشهد أمام مدينة الانتاج الاعلامى يؤكد أن هناك نية مبيتة لاغتيال بعض الاعلاميين أو ترويعهم وهو ما عبر عنه الاعلامى يوسف الحسينى بوضوح عندما كتب على «تويتر» انه وصلته رسائل تهديد بالقتل ثم فوجئ بحصار منزله وهو ما جعل زوجته وأولاده يشعرون بالخطر وتركوا المنزل لمكان بعيد ثم هو لم يستطع الوصول الى عمله بقناة أون تى فى.. واختفى فى مكان ما.. هل هذا معقول؟ هل نحن فى دولة أم فى غابة؟ وكيف يعيش اى صاحب رأى آمناً على حياته؟ هل هذه تعاليم الاسلام التى تقول فى قرآن رب العزة «فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم» وتقول «وجادلهم بالتى هى أحسن» صدق الله العظيم. إن المشهد أمام مدينة الانتاج مستنسخ هنا من مشهد حصار المحكمة الدستورية العليا، وهذا يعنى أن كل مؤسسة فى الدولة لا تعجب أبناء الاسلام السياسى فإنهم سيسعون لمحاصرتها أو منع العاملين بها بالقوة. وبالتالى ستتولد أمام لا كرة العنف، هذه كرة أخرى فى الاتجاه المضاد لان كل فعل له رد فعل وبالتالى يدخل المجتمع فى دوامات دم وعنف وحرب أهلية ذلك لان القانون قد غاب تماماً وحضرت «القوة» الغاشمة التى يغيب معها العقل و الحكمة و الموعظة الحسنة. وايضاً هيبة الدولة ودليل على ذلك أن أمين شرطة تابع لقسم شرطة 6 أكتوبر حاول تأمين أبواب المدينة فاعتقله «الحازمون» واختطفوه ولم يفرج عنه إلا بعد مفاوضات وهى جريمة كبرى تعى غياب الأمن و الداخلية وترك الساحة للأقوى، هل هذا معقول؟ هل نحن فى دولة؟ أم اننا دخلنا «خلاص» فى عصر البلطجة بامتياز؟ تذكرون عندما دخل أبناء الشيخ حازم مقر مجلس الدولة بالعصى اثناء نظر قضية جنسية الست والدته أعتقد ان هذه المرة كانت بداية الفوضى لان أحداً لم يقل ان هذا إرهاب ضد القضاء ولم يتم محاكمة هؤلاء والأمن يفعلون نفس الشىء مع الاعلاميين ويمنعون من يختلفون معهم فى الرأى من أداء عملهم.. فهل ننتظر خيراً فى هذا الوطن؟؟ إننى أخاطب الشيخ حازم الذى حرك أبناءه على الفيس بوك. حكم ربك وقرآنك وسنة نبيك يا شيخ واحكم فيما يفعله هؤلاء؟ اننى أسأل ضميرك: هل انت تقبل ما يفعلونه وهل سيستمر هذا الوضع المخجل والذى نقلته وسائل الاعلام الاعلامية باعتباره أسوأ دعاية للإسلام.؟ إذا ارتضى ضميرك بما يحدث فعلى مصر السلام.. وإذا صدقت معلومة ان هناك شاباً حاول تفجير نفسه فى مقر «النايل سات» نكون قد دخلنا عصر الارهاب الذى ولى وراح وعاد اكثر شراسة واكثر حمقاً وسنغوص فى مستنقع من الدم.. مرة أخيرة يا شيخ حازم اعصم نفسك واعصم الوطن ومر أبناءك بالعودة لمنازلهم يرحمك الله..!