6 أوجاع تضرب أطول طرق القاهرة الكبرى.. ووزارة النقل تبدأ خطة إنقاذه شكاوى من الحفر وعشوائية المطالع والمنازل وقلة اللوحات الإرشادية وغياب ملاجئ الإنقاذ خطة لإضافة حارات جديدة ل الدائري..ومطالبات بتخصيص حارة للنقل الثقيل 108 كيلو مترات هو طول «الطريق الدائري» الذى يخترق محافظاتالقاهرة الكبري.. ورغم أن عمره لم يتجاوز 15 عامًا، إلا أن الشيخوخة ضربت بعض أجزائه، ونال الإهمال من أجزاء أخرى فتهالكت، وصار صاحب سجل حافل بالحوادث.. والغريب أن يحدث له كل ذلك، فيما كان الخبراء يتنبأون له بأنه سيكون أفضل مشروع مرورى فى مصر! ورغم تعدد عمليات التطوير والتجديد التى خضع لها «الدائري»، إلا أن مشاكله لم تنته وأوجاعه لم تجد من يزيلها، وعلى رأس تلك الأوجاع تأكل الفواصل وتهالك سلالم الصعود والهبوط وقلة وجود اللوحات الإرشادية على الطريق. ومؤخرًا بدأت محاولة جديدة لاستعادة شباب «الدائري»، وقررت وزارة النقل تطويره، ووضعت خطة إنقاذه بالتعاون بين وزارة التنمية المحلية ومحافظاتالجيزةوالقاهرة والقليوبية، وكلفت الهيئة العامة للطرق والكبارى المسئولة عن صيانتة وتشغيله بالتنسيق مع كل الجهات المشاركة فى تطوير «الدائرى» وتحديد واجبات ومسئوليات والتزامات كل جهة فى خطة التطوير والصيانة العاجلة للطريق ووضع حلول نهائية لمنظومة النظافة به. والحقيقة أن أشياء كثيرة فى الدائرى تحتاج لتطوير وتجديد، فى مقدمتها سلالم الصعود، التى تسبب معاناة للمواطنين، خاصة لكبار السن والسيدات الأطفال، ولاسيما وأن أغلبها لا يحوطه سوى سور معدنى قديم وأحياناً لا يتواجد ليكون صعود الطريق الدائرى رحلة شقاء ومعظم سلالم الطريق يتم بناؤها بشكل غريب، وعلى سبيل المثال «نزلة الطالبية» مطلع بدون منزل، وفى نفس الاتجاه نزلة ترابية أعدها الأهالى بدون تخطيط، وتعانى الكثير من المشاكل، نظرًا لسوء التخطيط فى هذه المنطقة، والغريب أن المنزل الوحيد فى تلك المنطقة يبعد عن الطالبية 3 كيلو مترات! أيضًا محور أحمد عرابى الذى يربط المهندسين وإمبابة مع الطريق الدائرى ويهدف لتخفيض الكثافة عن محور ميدان لبنان والذى دخل الخدمة منذ عدة سنوات ولكنه أصبح عنواناً للحوادث والأزمات المرورية بسبب السرعات الزائدة وعدم وجود لوحات إرشادية وقلة الإضاءة على جانبى المحور ليلاً مما يعرض حياة المواطنين للخطر. أما بالنسبة للمنزل الترابى بمنطقة أرض اللواء والذى يعتبر منزل الموت، حيث لا يوجد به أدنى درجات الأمان لصعود ونزول السيارات، ولا يوجد على جانبيه أسوار حديدية مما يعرض حياة الركاب وقائدى السيارات للخطر، وبعض الفواصل المكسورة وفى هذا السياق توالت الشكاوى من الطريق الدائري.. وقال «مصطفى علي» موظف 34 عامًا أذهب الى عملى عبر الطريق الدائرى بدءًا من سلم «المساكن» بحب فيصل واستقل سيارات الرماية ومشكلة الطريق الدائرى انه يعانى من غياب الصيانة الدورية ومعظم الإنارة خافتة أوغير موجودة وهذا يجعلنى لا أعلم منطقة النزول واضطر إلى تنبيه السائق أكثر من مرة لأخذ الحيطة ونزولى فى المحطة، وهناك مشكلة أخرى وهى انتشار القمامة على سلالم الصعود والهبوط وانتشار بعض الباعة الجائلين للحلويات مجهولة المصدر واستحواذهم على الطريق ومنطقة الركوب المخصصة للمواطنين. وقال «عمار محمود» عامل 29 عامًا: المواقف المخصصة للسيارات والركوب عشوائية على طول الطريق الدائرى باستثناء سلم الكهرباء وميدان لبنان، ويلجأ السائقون من أجل تحميل الركاب إلى الوقوف أكثر من صف فى البراجيل والمعتمدية وناهيا مما يعطل الطريق بشكل كبير. وأضاف «يعتبر الدائرى من أكثر الطرق اختصارًا للوقت ولكنه أخطر الطرق، ويجب أن يتم تطويره بشكل مستمر لأنه من أكثر الطرق المزدحمة بالركاب». وقالت حنان سعيد 47 عامًا استخدم الطريق الدائرى يوميًا للانتقال من محل إقامتى بالوراق إلى مقر عملى بمحور المريوطية وفى هذه المسافة لا توجد لافتات لتوضيح الأماكن مما يضطرنا إلى تنبيه السائق أكثر من مرة، ودائمًا الطريق الدائرى متسخ ومليء بالتراب ففى حالة وقوفى أمام سلم الركوب اثناء الانتظار لا أستطيع تحمل الوقوف لأكثر من 5 دقائق بسبب كثرة الرمال والأتربة على جانبى الطريق مع انتشار القمامة». وقال النائب هشام عبدالواحد عضو لجنة النقل بمجلس النواب الطريق الدائرى أهم محور يربط بين القاهرة الكبرى ولذلك تم التفكير فى وضع حلول لتطويره وتخفيف الضغط عليه، ومن أجل هذا تم إنشاء الطريق الدائرى الإقليمى بطول إجمالى يبلغ 400 كيلو متر فهو يعد 4 أمثال طول الطريق الدائرى القديم، وهذا الطريق اكتمل من شهور قليلة. وأضاف «عبدالواحد» تم الانتهاء من الدائرى الإقليمى، وهذا يساعد على نقل الكثافات المرورية التى هى سبب رئيسى فى التكدس داخل العاصمة، واختناقات مرورية فنقلنا جزءًا من هذه الكثافات على الطريق الدائرى الإقليمي، وفى هذه الحالة نكون نجحنا فى حل مشكلة كبيرة داخل الدائرى القديم وهى الازدحام والتكدس واقتربنا من نقل سيارات «النقل الثقيل» إلى الدائرى الإقليمي، وقللنا إلى حد كبير معدلات وقوع الحوادث وهذا ما تهدف إليه لجنة تطوير الطريق الدائرى وإعادة بريقه مرة أخرى بعد سنوات الإهمال والمعاناة. وأكد عادل الكاشف الخبير المروري، أن الطريق الدائرى أحد الطرق الحيوية فى مصر وأسهم فى إنشاء نهضة عمرانية من حوله وروج لسوق العقارات، وتبلغ السرعات المحددة للمركبات على الطريق 60 كم للنقل و70 كم للنصف نقل و80 كم للأتوبيسات و90 كم للسيارات الملاكي. وأضاف «الكاشف» أن الطريق الدائرى يشهد كثيرًا من الحوادث المرورية، ولهذا لابد من تعاون الأجهزة الأمنية مع الجهات المختصة لتركيب كاميرات مراقبة لكشف الطريق وسهولة تحديد الجناة، وهذا الأمر يحتاج لمعالجة قوية وهوما فعلته وزارة النقل من أجل تطوير هذا الطريق الذى عقدنا عليه الآمال والأحلام كمنقذ من زحام شوارع القاهرة المزدحمة، والمكدسة بإشارات المرور والطرق ذات الحارة الواحدة. فيما أكد أحمد الحكيم أستاذ الطرق والكبارى بجامعة القاهرة، عن أهم مشكلات الطرق والكبارى والتى تؤدى إلى آلاف حالات الموت سنوياً، قائلاً أهم ما نعانيه من كوارث فى معظم الطرق، لا يتوقف عند مشاكل التخطيط للطرق فحسب، بل يعتمد بشكل أكبر على غياب أعمال الصيانة الدورية التى يجب أن يخضع لها أى طريق كل ثلاثة أشهر. وأضاف «الحكيم» أهم مشاكل الطريق السريعة وخاصة الكبارى، هو تآكل الفواصل، والذى يؤثر على العمر الافتراضى للكوبرى، وهو ما يؤدى إلى تآكل المناطق الخرسانية، وظهور الفواصل المتباعدة وشروخ الطريق، والحفر التى تؤدى غالباً إلى الحوادث المتكررة، هذا إلى جانب ما نعيشه من سوء تخطيط فى حجم الطريق والقياسات المرتبطة بأماكن المطالع والمنازل المخصصة للسيارات، وتخصيص حارات لسير المركبات الثقيلة، والشاحنات وسيارات النقل التى تسير مع السيارات الملاكى بدون نظام أو قواعد على الطرق، هذا إلى جانب غياب الإرشادات المرورية، وعلامات الطريق، وغياب ملاجئ الإنقاذ، وهو ما يؤدى بالكامل إلى كوارث مستمرة لن تتوقف سوى بإصلاح الكبارى والطرق هندسياً، ثم تطبيق القواعد المرورية على السائقين. وأخيراً وأمام كل هذه المشكلات للطريق الدائرى أعلنت وزارة النقل فى بيانها مؤخراً، بأن خطة تطوير الطريق الدائرى حول القاهرة تسير فى معدلها الطبيعي، حيث بلغت نسبة التنفيذ 30%، أن خطة تطوير الطريق الدائرى تتضمن توسعته من 7 إلى 8 حارات فى كل اتجاه، جنبا إلى جنب مع تطوير الكبارى التى تقع بمحيط الدائرى بواقع 100 عمل صناعى لاستيعاب حارات إضافية. وأوضحت الوزارة أن خطة تطوير الطريق الدائرى تتضمن تطوير كوبرى المنيب بحيث سيتم بناء كوبرى جديد بجانبه أو تتم مضاعفته لخدمة المواطنين، مشيرًا إلى أنه سيتم الانتهاء من تطوير الطريق الدائرى خلال شهر ديسمبر المقبل، على أن يتم الانتهاء من كوبرى المنيب فى نفس الميعاد من العام المقبل، الحارات الثلاث الإضافية يتم تنفيذها بجانب إعادة رصف القديم عدة مرات لتفادى وقوع أى حوادث أو عوائق تغضب المارة، وتبلغ تكلفة تطوير الطريق الدائرى 7.3 مليار جنيه والمرحلة الأولى منها 4.5 مليار جنيه.