الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى ، ليلة استشهاد الطفل الفلسطيني محمد الدرة هذا التاريخ الذي سجل فيه الحادث المأساوي الذي لم يُنسى حتى الأن بعد أن أثار تعاطف الكثيرين؛ وذلك بعد أن وثقت كاميرا المصور الفرنسي "شارل إندرلان"، تلك اللحظة بصورة علقت في أذهان الملايين وهتكت بقلوبهم، وحركت ضمير الإنسانية في العالم أجمع. مقطع مُصور أبكى العالم كله في مقطع مُصور أبكى العالم كله بجميع جنسياته، وهو يَنقل بالبث الحي كيف اغتال قوات الاحتلال الإسرائيلي الطفل الفلسطيني محمد الدرة ، وهو يحتمي بصدر أبيه خلف "برميل" من الأسمنت، في لحظات مليئة بالخوف والألم، وأب يستنجد بقلوب عديمة من الرحمة لتتوقف عن اطلاق النيران التي توجهها نحو الصبي والأب العُزل من السلاح؛ ليموت الطفل على ساقي أبيه ويصرخ الأب ويقول: "مات الولد". قصة استشهاد محمد الدُرة في صباح 30 سبتمبر عام 2000، كان جمال والد محمد الدرة متوجهًا في ذاك اليوم نحو سوق السيارات بغزة برفقة ابنه محمد، الذي كان يبلغ من العمر 12 عام، وعند وصولهما إلى شارع صلاح الدين غرب غزة قرب مستوطنة "نتساريم"، كانت الاشتباكات على أشدها بين متظاهرين فلسطينيين وجنود الاحتلال، ما جعل جمال يمسك بيد ابنه مقررًا العودة إلى البيت. طلقات غاشمة تُنهي حياة الطفل محمد الدُرة وفي طريق الأب للعودة إلى منزله باصطحاب ابنه محمد الدرة، فوجئ بطلقات الرصاص تنهال عليهما من برج عسكري إسرائيلي، فسارع الاثنان إلى الاختباء وراء كتلة أسمنتية، وحاول الأب حينها الإشارة إلى جنود الاحتلال من أجل التوقف عن إطلاق النار تجاههما، لكنهم لم يعيروه اهتمامًا وتوجهوا نحوه وانهالوا عليهما بطلقات الرصاص دون توقف، وذلك رغم صراخ وبكاء الطفل ووالده الأعزل من أي سلاح. وحاول والد محمد الدرة حماية ابنه من طلقات الرصاص الغاشمة من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولكنه لم ينجح في ذلك فأصابته وابنه عدة طلقات نارية، وسقط الطفل الفلسطيني محمد الدرة شهيدًا في صورة مأساوية لن ينساها العالم أجمع، ومشهد أثار تعاطف الكثيرين. قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاول التبرأ من قتل الدُرة على الرغم من محاولات الاحتلال الإسرائيلي التبروء من جريمته بإلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، فإن الصحفي الفرنسي الذي وثّق بكاميرته الجريمة أشار في كتابه "موت طفل" إلى اعتراف قائد العمليات في جيش الاحتلال "جيورا عيلاد"، بأن الطلقات جاءت من جنود إسرائيليين.