هالة فهمي المذيعة بالقناة الثانية، فجرت مفاجأة مساء الأحد الماضي علي شاشة التليفزيون، عندما خرجت علي الشاشة بكفنها موجهة سهام المعارضة للإخوان والسلطة والحاكم، وأشعل قطع الإرسال عليها الموقف في المبني.. ودارت حوارات ساخنة في البيوت حول الحدث ومغزاه في هذا التوقيت المعادي للإخوان المسلمين.. وبمنتهي الجرأة اتهمت هالة قيادات ماسبيرو بالخيانة العظمي.. "الوفد" التقت "هالة" وحاورتها حول الأسباب التي دفعتها لهذا التصرف.. وهل هي مستعدة للعقاب؟.. ولماذا تعمل في تليفزيون فاسد من وجهة نظرها؟ ما الذى دفعك لهذا التصرف؟ - فاض بي الكيل.. من إعلام النظام المتحيز الذي سمح بإذاعة مظاهرات الإخوان يوماً كاملاً، وتكفير الناس بالباطل، كل هذا باسم الحاكم، أنا لم أخطئ علي الشاشة، لقد عبرت عن وجهة نظري فيما يحدث، وضيوف الحلقة شاركوني الرأي وفوجئت بقطع الإرسال وهروب المخرج، واتهمت الإعلام بالتواطؤ وإضاعة حقوق شهداء ثورة 25 يناير، وأنا مقتنعة جداً بكل ما قلته لأنني أتكلم في تليفزيون الشعب وليس تليفزيون صلاح عبدالمقصود. هل تشعرين بأي ندم؟ - إطلاقاً.. ولا أخشي أي أحد ولا أخاف أياً ما سيحدث. هل اتصل بك أي مسئول بعد الحلقة؟ - لم يحدث إطلاقاً.. وهم المخطئون في حق المشاهدين قبل حقي الشخصي لقطع الإرسال دون سابق إنذار. هل تتوقعين استمرار البرنامج بعدما حدث؟ - طبعاً.. سيستمر البرنامج لأنني أعمل موظفة في تليفزيون الشعب، دي مسئوليتي أنا إعلامية حرة، وبإذن الله سأستمر في تقديم البرنامج علي شاشة تليفزيون بلدي. لكنك خرجت علي القواعد المهنية؟ - أمارس العمل الإعلامي منذ أكثر من ربع قرن وأعرف حدودي جيداً ولن يستطيع أحد وقفي عن العمل، ومن الطبيعي أن أقول ما قلته وأن أشاهد تليفزيون بلدي يخرج علي القواعد، للأسف الشديد التليفزيون المصري يضلل الناس، وأعتقد أن وزير الإعلام مسئول عن هذه الجريمة الإعلامية، المفروض أن الإعلام يعكس الحقيقة، وهو في النهاية مرآة للمجتمع وليس أداة للتضليل والنفاق. ألا تعلمين أن التليفزيون الرسمي يعبر عن النظام منذ نشأته عام 1960؟ - للأسف تلك هي الحقيقة ويجب أن يتغير هذا المفهوم، بعد قيام ثورة 25 يناير، من غير المعقول بعد زوال نظام مبارك أن نأتي بنظام أسوأ وأشد ديكتاتورية. لماذا توافقين علي العمل في إعلام فاسد كما ذكرت في حوارك مع عمرو أديب؟ - أعتبر نفسي مثل الجندي في الجيش، همه الأول الدفاع عن الوطن وأداء الرسالة، ولن أنسحب أبداً وأعتبر نفسي خادمة لهذا الشعب. ما الحل من وجهة نظرك؟ - أن يتكاتف المذيعون في الإذاعة والتليفزيون من أجل حرية حقيقية للإعلام المصري، وشعرت بعد الحلقة بتعاطف عدد كبير من الإعلاميين مع موقفي الجريء. ما طبيعة علاقتك بعصام الأمير رئيس التليفزيون؟ - زميل كفاح أعتز به، وعملنا معاً بالقناة الثالثة في مرحلة الشباب وأنا أعذره، وهو إنسان محترم ولا ذنب له فيما يحدث، وأحمل تقديراً لإسماعيل الششتاوي رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون. لماذا لم تعملي في أي قناة فضائية؟ - لم أفكر أبداً في ذلك، وأرفض هذا تماماً، أي قناة فضائية لها أجندة خاصة، أعمل في فضائية في حالة واحدة، إذا كنت أنا مالكة لها، الحرية الحقيقية المفروض أنها في تليفزيون الشعب الذي يعبر عن جميع الفئات دون أي حسابات. ما جريمة التليفزيون المصري من وجهة نظرك؟ - التحيز لطرف علي حساب الآخر لمجرد أنه في السلطة الحاكمة، والتركيز بشدة علي مظاهرات جماعة الإخوان دون غيرهم، وتضليل الناس بما يخالف الحقيقة، وكأن ثورة لم تقم وكأن الدنيا لم تتغير وكأننا مازلنا نعيش في عصر مبارك. هل تحصلين علي مستحقاتك المالية؟ - لم أحصل علي أية مستحقات عن برنامجي "الضمير" منذ أول يوليو الماضي، ومع ذلك أتحمل وأؤدي واجبي وأعمل بمنتهي الضمير لله وللشعب الذي تحمل الكثير ولم يصل بعد لما يصبو إليه بعد قيام الثورة.