سلطت صحيفة "تليجراف" البريطانية الضوء على ما يعتبر انقلابا للسياسة البريطانية تجاه إسرائيل حيث استدعت الحكومة البريطانية السفير الإسرائيلي رسميا احتجاجا على خطط توسيع المستوطنات اليهودية إلى 3 آلاف على الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، وهو ما جاء ردا من إسرائيل على نجاح فلسطين في رفع مكانتها إلى دولة مراقبة في الأممالمتحدة. وقالت الصحيفة إنه في حال قامت لندن باستدعاء سفيرها من تل أبيب لإجراء مشاورات وإعادته ثانية، فإن ذلك في حد ذاته يعد خطوة غير مسبوقة ويؤكد سير بريطانيا في الطريق المعاكس لإسرائيل. وأشارت الصحيفة إلى أنه في أعقاب إعلان فلسطين دولة مراقبة في الأممالمتحدة يوم الجمعة الماضي، وعد "بنيامين نتنياهو"، رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن حكومته سترد على القرار الفلسطيني بإضافة 3 آلاف وحدة سكنية جديدة في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلةوالقدسالشرقية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن إسرائيل أيضا تبدأ عملية التخطيط للبناء في منطقة حساسة للغاية تعرف باسم "E1"، والتي يطالب الفلسطينيين بأن تكون عاصمة دولتهم، وذلك التخطيط سيؤدي إلى قطع القدسالشرقية عن بقية الضفة الغربية ويقسم أيضا الضفة الغربية إلى نصفين شمالي وجنوبي، وحرمان أي احتمال للتواصل الجغرافي بين الدولة الفلسطينية المستقبلية. ورأى دبلوماسيون من بريطانيا وفرنسا أن هذا القرار بمثابة رفض وتحسب على نتنياهو، وخصوصا أن البلدين أيدت الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث الثمانية أيام من الغارات الجوية والهجمات الصاروخية التي أودت بحياة 166 فلسطيني و6 إسرائيليين الشهر الماضي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية: "استدعى أليستير بيرت وزير الدولة لشئون الشرق الأوسط السفير الإسرائيلي في لندن "دانييل توب" بشكل رسمي إلى وزارة الخارجية هذا الصباح، وأوضح الوزير عمق المخاوف البريطانية". وأضاف "أي قرار بخصوص أي إجراءات أخرى قد تتخذها المملكة المتحدة سيعتمد على نتيجة مناقشاتنا مع الحكومة الإسرائيلية وشركائنا الدوليين بما في ذلك الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي". هذا بالإضافة إلى سحب فرنسا لسفيرها الإسرائيلي من تل أبيب أيضا، مما يؤكد غضب بريطانيا وفرنسا لأن إسرائيل أعطت تأكيدات بأنها لن ترد بقسوة على حصةل فلسطين على صفة المراقب بالأممالمتحدة. الجدير بالذكر أن بريطانيا عارضت في البداية هذه الخطوة الفلسطينية، وامتنعت يوم الخميس الماضي عن التصويت لصالح فلسطين في حين صوتت فرنسا للموافقة على القرار، ولكن في نهاية المطاف انضمت بريطانيا إلى فرنسا والسويد في مطلع الأسبوع في إدانة مساعي إسرائيل قائلة إن ذلك سيزيد من صعوبة التوصل إلى "حل الدولتين".