انتهت التظاهرات الحاشدة فى ميادين مصر أمس الجمعة برسالة شديدة اللهجة للدكتور محمد مرسى, رئيس الجمهورية, وجماعة الإخوان المسلمين. مفاد هذه الرسالة أن القوى المدنية لن تسمح للرئيس وجماعته أن يحتكروا السلطة ويساعدوا فى صنع ديكتاتور جديد يستحوذ على كل السلطات ليكون الحاكم بأمر الله فى الأرض. بدأت الأحداث من تشكيل جبهة الإنقاذ الوطنى بقيادة د.محمد البرادعى, مدير وكالة الطاقة الذرية السابق, للتنسيق بين القوى المدنية من أجل مواجهة الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس مرسى، محصناً فيه الجمعية التأسيسية ومجلس الشورى، وإقالة النائب العام, المستشار عبد المجيد محمود, وذلك فى الوقت الذى أكدت الجبهة على أنها ستعتمد على الشارع المصرى فى تلك المواجهة ليكون ظهيراً شعبياً لها فى الضغط على تحقيق مطالبها، مما أدى إلى دعوتها لمليونية: "ثورة مصر لها شعب يحميها". وعقب ذلك بدأ معارضوا الإعلان الدستورى التوافد على ميادين مصر وميدان التحرير الذى كان له الصداره فى الإحتشاد، حيث شارك العديد من طوائف المجتمع بالميدان محدديين مطالبهم فى ضرورة سحب الرئيس مرسى للإعلان الدستورى الذى أصدره, وحل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور, وإحترام هيبة القضاء وإستقلاله بعدم تدخله فى السلطة القضائية بإعتبارها سلطة لها كامل الخصوصية. وسيطر على الميدان هتافات معادية للرئيس وجماعة الإخوان منها:"يسقط يسقط حكم المرشد", و"يسقط كل كلاب المرشد", و"إرحل يامرسى", و"الشعب يريد إسقاط النظام", و"الشعب يريد إسقاط الإخوان", و"الإعلان الدستورى باطل". فى السياق ذاته، رتبت القيادات السياسية أوراقها وذلك بالخروج فى مسيرات حاشدة من معظم أحياء مدينة القاهرة والتى بدأت من مسيرة حزب الوفد بقياد د.السيد البدوى, رئيس الحزب, وعدد كبير من قياداته وذلك من أمام مقر الحزب فى حى الدقى, متجهين إلى ميدان التحرير مرددين هتافات:"الشعب يريد إسقاط الإخوان","ويسقط يسقط حكم المرشد". من جانبه، نظم عمرو موسى, مسيرة حاشدة, من ميدان عبد المنعم رياض, إلى مدخل ميدان التحرير من ناحية كوبرى قصر النيل, للتأكيد على مطالب جبهة الإنقاذ الوطنى فى سحب الإعلان الدستورى المكمل وحل الجمعية التأسيسية، مؤكداً للمتظاهرين على أنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم مهما كلفهم الأمر لأن القضية ليست قضية أشخاص ولكن قضية أمة بأثرها. عقب ذلك وفى تمام الساعة الرابعة من مساء أمس الجمعة شارك عدد من الفنانين فى مسيرة حاشدة من ميدان الأوبرا إلى ميدان التحرير للمشاركة فى فعاليات المليونية، مؤكدين على أنهم جزء من الشعب المصرى ويشاركوه فى رفض أن يكون رئيس ديكتاتور وأن تنجح جماعة الإخوان فى السيطرة على مفاصل الدولة من أجل مصالحها الشخصية والحزبية التى تم حرمها منها طوال الأعوام السابقة. وفى تزايد مستمر إزدحم ميدان التحرير بالمتظاهرين وتولت المنصة الوحيدة بالميدان والمتواجدة قرب مسجد عمر مكرم الترحيب بالمتظاهرين والهتاف ضد الاعلان الدستوري. وهتف المحتجون ضد مرشد جماعة الإخوان والرئيس مرسي: "المرة دى بجد مش هنسيبها لحد"، و"يا بلتاجى قول لبديع مصر بلدنا مش للبيع"، و"ابعت ابعت بلطجية مش هتنسينا القضية"، و"على صوتك يابن الشعب مش هنعيش تانى فى رعب"، و"اللى فاكر نفسه كبير لسه الثورة فى التحرير". كما وزع حزب التجمع بياناً على المتظاهرين أدان فيه رفض وتحدى الرئاسة للمتظاهرين وتمسكها بعدم الغاء أو تعديل الإعلان الدستوري، وقال الحزب إن مرسى يتحول إلى حاكم مستبد وديكتاتور غير مسبوق بهذا الإعلان، مؤكداً أن إعلان مرسى ما هو إلا انقلاب على الثورة، داعياً فيه إلى حل الجمعية التأسيسية لوضع الدستور وتطبيق أهداف الثورة من عيش وحرية وعدالة اجتماعية. وعلى صعيد متصل، بدأت المسيرات الخروج من مقراتها وذلك من مسجد مصطفى محمود, والتى قادها حمدين صباحى, المرشح الرئاسى السابق, متجهة إلى الميدان للتنديد بالإعلان الدستورى والمطالبة بحل الجمعية التأسيسية، فى الوقت الذى خرجت فيه مسيرة حاشدة من دوران شبرا إنضم لها د.محمد البرادعى, وخالد على, المرشح الرئاسى, حتى وصلوا إلى ميدان التحرير فى تمام الساعة الثامنة. وبقدوم النخب السياسية إلى الميدان زادت حدة الهتافات بقولها:"الشعب يريد إسقاط النظام"،و"ويسقط يسقط حكم المرشد"، وذلك فى الوقت الذى بدأ الإعلامى حسين عبد الغنى فى تقديم النخب للمتظاهرين من أعلى المنصة الرئيسية بالميدان وكانت بدايه بكلمة حمدين صباحى والذى أكد فيها على عدم مغادرة ميدان التحرير إلا بعد إسقاط الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى, الذى حصن فيه الجمعية التأسيسية للدستور ومجلس الشورى وإقالة النائب العام، قائلا:"الإعلان الذى أصدره الرئيس مرسى هو الخروج عن الشرعية التى انتخبه الشعب المصرى على أساسها وعليه التراجع واحترام كلمة الشعب المصرى والقوى المدنية التى تقول له لا للخروج عن الشرعية، لأنه بهذا الشكل عدوانى ولا يحترام إرادة الشعب المصرى". وأضاف المرشح الرئاسى السابق: "الخروج عن الشرعية هو عدوان على الشعب ومحاولة لتصفية الحسابات مع أشخاص"، مؤكداً أن هذا الإعلان تسبب فى توحيد القوى المدنية لإجبار الرئيس على التراجع عن هذا الإعلان المشوه وأن الكلمة أصبحت للشعب المصرى الذى خرج اليوم فى ميادين مصر يقول للرئيس مرسى لا للإعلان الدستورى العدوانى. وأشار مؤسس التيار الشعب إلى أنهم كقوى مدنية لن يتراجعوا عن مطالبهم ولم يتحاوروا مع الرئيس إلا تحت غطاء إلغاء هذا الإعلان حتى لا نتيح الفرصة لأن تتحكم فينا جماعة أو حزب سياسى يسعى أن يكون رئيسه ديكتاتوراً على حساب الشعب مختتماً كلمته: "سننتصر على الديكتاتور وتكون الكلمة للشعب المصرى مرددا: "تحيا مصر تحيا مصر..". وتحدث خالد على, المرشح الرئاسى، مؤكداً على أن الإعلان الذى أصدره الرئيس مرسى ليحتكر به السلطة غير دستورى وتعدى سافر على السلطة القضائية التى تعتبر حصن حصين للأمة المصرية من الحكام الديكتاتورين، قائلا:" إعلان مرسى غير دستورى ولن نهدأ حتى يتراجع عنه". وأنكر على إصدار الرئيس لقانون النقابات العمالية الذى صدر عقب الإعلان الدستورى، مؤكداً على أنه طبق الأصل من قانون مبارك الذى يتعسف على العمال، وأن العدالة الإجتماعية هى المسار الحقيقى للخروج من الأزمة التى تمر به البلاد. وهتف المرشح الرئاسى السابق "ثورة مصر لها شعب يحميها": "الشعب يريد إسقاط النظام.. يسقط يسقط حكم المرشد"، موهجا رسالة للدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة:"أنا بقول لبديع يقول للإخوان الثورة لسه فى الميدان". وطالب على الرئيس مرسى بالتراجع عن الإعلان الدستورى الذى كرس فيه سلطات لا توكل إلا لديكتاتور، قائلا:"على الرئيس مرسى التراجع وإلا سيكون ساحب للشرعية من نفسه". كما وصف زياد العليمى, عضو مجلس الشعب, الرئيس محمد مرسى بأنه ما هو إلا خليفة للمخلوع مبارك ولكن ب"ذقن"، قائلا:"نحن قمنا بثورة من أجل إقتلاع النظام وليس خلع مبارك ولكن أتانا الرئيس مرسى ليعيد نظام مبارك ولكنه بذقن ليس إلا". وأضاف العليمى أثناء كلمته : بإسم شهداء ثورة يناير لا نقبل بأى ديكتاتور جديد فى مصر بعد اليوم وأننا سنستمر حتى إسقاط النظام الفاسد الذى ما زال يحكم حتى الآن ولكن بوجوه أخرى". من جانبه قال جمال زهران, أستاذ العلوم السياسية:" الثورة ستظل مستمرة ضد الطغيان, محملاً جماعة الإخوان ضياع عامين من الشعب المصرى بسبب الصفقات التى كانوا يعقدونها مع المجلس العسكرى". وأكد زهران على أن الرئيس مرسى حاكم لجماعته وحزبه فقط وليس رئيس كل المصريين كما يردد بإستمرار، قائلا:"على مرسى التراجع عن الإعلان الديكتاتورى لأننا لن نقبله أبداً". ومع برودة الجو بدأ المتظاهرون فى الإنسحاب من جديد ليعود الميدان إلى هدوئه المعتاد الذى يسيطر عليه دائما فى الوقت الذى هدد فيه المتظاهرون بالعودة من جديد إذا أصر الرئيس مرسى على إعلانه الدستورى فى الوقت الذى يستمر فيه المئات من المعتصمين من مختلف القوى السياسية فى تواجدهم بالميدان . أخار ذات صلة: فيديو..نادر السيد: "يسقط حكم المرشد" متظاهرو التحرير ينقذون فتاة من أيدى متحرشين صباحى لمرسى: إذا لم تتراجع فأنت عدوانى
