صلة الارحام من اسباب دخول الجنة وجاء في صحيح مسلم أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ اللَّهَ خَلَقَ الخَلْقَ حتَّى إذا فَرَغَ منهمْ قامَتِ الرَّحِمُ، فقالَتْ: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطِيعَةِ، قالَ: نَعَمْ، أما تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَن وصَلَكِ، وأَقْطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالَتْ: بَلَى، قالَ: فَذاكِ لَكِ"، ثُمَّ قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: "اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ: {فَهلْ عَسَيْتُمْ إنْ تَوَلَّيْتُمْ أنْ تُفْسِدُوا في الأرْضِ وتُقَطِّعُوا أرْحامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فأصَمَّهُمْ وأَعْمَى أبْصارَهُمْ، أفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ أمْ علَى قُلُوبٍ أقْفالُها}". فالقاطع هو من يقطع أرحامه، وقطع الأرحام كبيرة من الكبائر يُحرم صاحبها من الجنّة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ"، وكذلك قاطع الرحم يحبط عمله ولا يقبل منه؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أعمالَ بني آدمَ تُعرضُ كلَّ خميسٍ ليلةَ الجمعةِ فلا يُقبَلُ عملُ قاطعِ رحِمٍ"،[8] . ولصلة الأرحام أو الرحم في الإسلام فوائد عظيمة أجلّ من أن تُحصى، يُذكر منها الحديث الذي رواه أنس بن مالك -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: "مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"،[9] والله أعلم.