ما الذي يحدث فى سيناء؟، من الذى يحمى المواطنين هناك؟، هل ستظل سيناء ساحة لاستشهاد جنود وضباط الشرطة؟، هل سنستيقظ كل صباح على أخبار الهجوم على منشآت وكمائن الشرطة؟، ما الذى تفعله القوات المسلحة هناك؟، ولماذا فشلت فى الحماية وإلقاء القبض على المتطرفين الإسلاميين؟، ولماذا تقع العمليات الإرهابية فى شمال سيناء وليس فى جنوبها؟، لماذا يهاجم الإرهابيون قوات الجيش والشرطة الموجودة فى رفح والعريش وتوابعهما ولا يهاجمون زملاءهم فى شرم الشيخ ودهب وتوابعهما؟، هل لأن قوات الشمال كفار وقوات الجنوب من المؤمنين؟، هل لأن الشمال تجاور حماس وقطاع غزةوالجنوب تجاور إسرائيل؟. بعد الاعتداء على سيارة شرطة واستشهاد ثلاثة جنود، والاعتداء فى اليوم التالي على مفتش المباحث خلال معاينته لموقع الحادث، أعلنت الحكومة عن تعزيز الأماكن والمناطق فى شمال سيناء بقوات من الجيش، وذكر يومها أن القوات المسلحة دفعت بعربات مجنزرة ودبابات وأسلحة وجنود إلى سيناء، وأن هذه القوات سوف تتمركز حول المنشآت الحيوية والأمنية، كما أنها سوف تتمركز فى الكمائن لحماية القوات الشرطية، وقيل كذلك إن وزارة الداخلية سوف تقوم بتسليح الأفراد والأمناء والضباط بأسلحة مناسبة تساعدهم علي أداء مهمتهم، وكالعادة مثل كل مرة تفاءلنا واعتقدنا أن هذه هى المرة الأخيرة التى تشهد فيها شمال سيناء وقائع اعتداء من المتطرفين، لكن للأسف الشديد لم تمر عدة أيام حتى استيقظنا على وقائع جديدة، فقد نشرت الصحف بالأمس خبرا عن هجوم بعض المتطرفين على كمين بمدينة القنطرة شرق، ذكر الخبر قيام سيارتين بدون لوحات معدنية بالهجوم على الكمين الذى يقع على الطريق الدولى(القنطرة العريش)، وأشار الخبر إلى أن الحادث وقع فى ساعات الفجر، حيث قام المسلحون بإطلاق وابل من الرصاص على قوة الكمين التى بادلت المجهولين إطلاق النار، وانتهت الواقعة بإصابة أمين شرطة بطلق نارى فى ساقه وفرار السيارتين. الصحف التى نشرت الخبر لم تشر إلى قيام قوات الكمين بمطاردة السيارتين بعد هروبهما، ولم تذكر ان القوات المسلحة كانت تتمركز فى الكمين لمساعدة رجال الشرطة، ولم تذكر الصحف أن القوات طلبت من أى جهة مساعدتهم فى مطاردة السيارتين، سواء على طول الطريق الدولى أو مطاردتهما بطائرة هليكوبتر. الغريب أن هذه الواقعة جاءت بعد ساعات من حادثة تفجير إحدي المنشآت التابعة للأمن المركزي فى مدينة رفح، حيث أسفر الحادث عن هدم المبنى الذى قيل إنه تحت الإنشاء، وإصابة 3 من العاملين، وذكر ان الموقع يتبع قوات حرس الحدود، وقيل أيضا إن عملية التفجير طالت مقراً للمخابرات العامة برفح، أحد المصادر أكد للصحف أن قوات الجيش والشرطة فى سيناء رفعت حالة التأهب القصوى، وتم نشر تعزيزات أمنية مكثفة فى شبه جزيرة سيناء.. أين كانت هذه التعزيزات عندما هاجمت سيارتان كمين القنطرة شرق؟، ولماذا لم تتمكن هذه القوات من قتل المهاجمين؟، ولماذا لم تقم بمطاردتهم؟، لماذا لم يتم تضييق المسافات بين الكمائن لكى يساعد أفرادها زملاءهم في الكمائن المجاورة عند مهاجمتهم؟، لماذا لم تستخدم هذه القوات أسلحة ثقيلة تساعد علي تحطيم السيارات؟، لماذا لا تستخدم طائرات هليكوبتر لإغاثة الأفراد والضباط ولمطاردة الهاربين؟، لماذا لم تضع متاريس تعطل السيارات وتغلق عليها الطريق؟، لماذا لم تستخدم الكشافات الضوئية لإنارة المساحة المحيطة بالكمائن؟، إلى متى سنترك أولادنا تراق دمؤئهم فى كمائن فاشلة؟. أظن أن هذه الأسئلة التى توضح القصور في الفكر الأمني بسيناء، تدفعنا للتساؤل الجاد: من الذي يهاجم الكمائن والمنشآت؟، ولماذا فشلت القوات المسلحة وقوات الشرطة حتى اليوم فى القبض على المعتدين أو تصفيتهم؟، لماذا لم يعلنوا علينا اسما واحدا لمن هاجم أو خطط أو حرض؟، والسؤال الأهم: لماذا تنحصر الهجمات الإرهابية فى شمال سيناء فقط؟، لماذا تقع جميعها فى رفح والعريش؟، لماذا لم تمتد إلى جنوبسيناء؟، هل لأن جنوبسيناء تقع حدودها مع الكيان الإسرائيلي وشمال سيناء تجاور حماس وقطاع غزة؟، ولماذا لا يهرب المتطرفون من الشمال إلى الجنوب؟، ولماذا يصرون على مهاجمة المنشآت والقوات المتمركزة فى رفح والعريش وغيرها من مدن وقرى شمال سيناء؟، هل هؤلاء الجنود والضباط من الكفار وزملائهم فى جنوبسيناء من المؤمنين؟، أظن أن لغز تركز الأعمال الإرهابية فى شمال سيناء يحتاج إلى تفسير وتوضيح؟، لماذا قوات رفح والعريش وتوابعهما وليس شرم ودهب وتوابعهما؟.