عقب قارعة سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي أدت لقتل الآلاف من المدنيين من الأبرياء عقب التفجيرات التي حدثت في مدينتي واشنطن ونيويورك، ومع بدء العمليات الأمريكية الانتقامية ضد حركة طالبان وتنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن المتهمين عن الأحداث.. بدأت وسائل الإعلام الأمريكية تطالعنا بأخبار عن إصابة عدد من الأمريكيين بمرض الجمرة الخبيثة وهو ما أثار المخاوف من احتمال تعرض العالم لحرب بيولوجية فتاكة تقضي على الأخضر واليابس. ومن هنا تأتي أهمية موضوع الإرهاب البيولوجي والحرب البيولوجية، قال صاحبي مقاطعاً: هلا حدثنا عن ماهية الإرهاب أولاً، والحرب البيولوجية ثانياً؟ قلت: الإرهاب هو فعل غير أخلاقي يسلك سلوكا عسكريا غير شرعي ويعتمد على التهديد بالعنف أو استعماله فعلا وقد يقوم به فرد أو عدة أفراد ينتمون إلى جماعة معينة ذات فكر متطرف عادة. ويشمل الإرهاب جميع أعمال القتل والاغتيال والتخريب والتدمير وإتلاف المرافق العامة، ولا يقيم وزناً للأخلاق ولا يضع حقوق الإنسان في اعتباره. أما الحرب البيولوجية وكذلك الإرهاب البيولوجي، فهو الاستخدام المتعمد لبعض الكائنات الحية الدقيقة والتي يعرف اختصاراً باسم الميكروبات وكذلك إفرازاتها السامة لإحداث المرض أو القتل الجماعي للإنسان أو ما يملكه من ثروة نباتية أو حيوانية أو تلويث لمصادر المياه أو الغذاء أو تدمير البيئة الطبيعية التي يعيش فيها الإنسان. قال صاحبي: أفدني أفادك الله.. عن تاريخ وتطور استخدام هذه الأسلحة البيولوجية الفتاكة. قلت: إن الإنسان البدائي في مستهل تاريخ البشرية قد استخدم السلاح البيولوجي "الميكروبي" قبل عصر ما قبل التاريخ بزمن بعيد، فقد استخدمت القبائل البدائية المواد السامة المستخلصة من بعض النباتات والحيوانات عوملت بها رؤوس رماحها وسهامها المسمومة وذلك لقتل حيوانات الصيد وأعدائها من البشر.. وما تزال هذه الطريقة مستخدمة في بعض القبائل الخاصة بالهنود الحمر في أمريكا الجنوبية. وفي عام 600 ق.م، قام حاكم أثينا بإلقاء جذور نبات يعرف باسم هليورس في نهر صغير كان أعداؤه يشربون منه فسبب ذلك لهم إسهالا شديدا أدى إلى هزيمتهم. وفي عام 200 ق.م، قام قائد قرطاجي بالانسحاب أمام أعدائه بعد أن ترك كميات كبيرة من النبيذ، ووضع فيها نباتا عشبياً مخدراً، فلما شرب منه أعداؤه تخدروا وغلبهم النعاس والنوم فعاد إليهم القائد القرطاجي وجنوده وقضوا عليهم. وفي العصور الوسطى كان من المألوف قذف جثث الحيوانات النافقة وضحايا مرضى الطاعون والجدري من فوق أسوار المدن المحاصرة بواسطة المنجانيق مما كان يؤدي إلى مرض الجنود المحاصرين وانتشار الوباء بينهم مما يعجل من استسلامهم. وخلال الحرب العظمى الثانية شن اليابانيون حربا بيولوجية قاتلة ضد الصينيين حيث أطلقوا قنابل البراغيث الحاملة لمرض الطاعون فوق المدن الصينية، وأثناء حرب العراق وإيران (1980 – 1988م)، استخدمت القوات المسلحة العراقية بعض الغازات في حربها ضد إيران لاستعادة بعض الأراضي والجزر العراقية التي استولت عليها إيران خلال الحرب، من هذه الغازات غاز الخردل وغاز السيانيد السام، وقد سبق للولايات المتحدة أن استخدمت أسلحة كيماوية في حرب فيتنام (1957 – 1973م)، ضد ثوار فيتنام مثل غاز الهلوسة والغازات المسيلة للدموع كما استعملت القوات الأمريكية مادة الدايوكسين، وهي مادة شديدة السمية للإنسان، وجدير بالذكر أن إسرائيل وحدها في منطقة الشرق الأوسط تصنع أسلحة بيولوجية ولديها مخزون استراتيجي. أما من خارج المنطقة فهناك دول مثل كوريا الشمالية والجنوبية وكوبا وإيران والصين تمتلك تلك الأسلحة. نقلا عن صحيفة الشرق القطرية