أما الآن في عهد الرئيس مرسي, فهناك 6 كوارث للقطارات في 5 أشهر فقط, ولعل كارثة أسيوط نوفمبر 2012, هي التي أثارت الرأي العام بقوة ضد مرسي وحكومته كاملة، حيث إصطدم أتوبيس مدرسة صباح السبت 17 نوفمبر بالقطار رقم 165, القادم من أسيوط بإتجاه المنيا، حال عبور الأتوبيس لمزلقان السكة الحديد بقرية المندرة بدائرة مركز منفلوط، مما أدى إلى وفاة سائق الأتوبيس و52 طفل، بالإضافة إلى إصابة 13 آخرين, كانت فاجعة إضافية تضاف الى فاجعات حوادث القطارات بسبب الإهمال والتردي, والإنسياب والتعدي, من الحكومة بصفة عامة, ومن رئيس الهيئة ووزير النقل على وجه الخصوص, فجميع وزراء النقل ورؤساء الهيئة منذ عهد القاتل مبارك وحتى الآن فهم وزراء ورؤساء هيئة فاشلون وأغبياء, هم كالأنعام بل هم أضل سبيلا, وسأكون ظالما للأنعام إذا وصفت جميع وزراء النقل ورؤساء هيئة سكك حديد مصر ومعهم رؤساء الحكومات جميعا بالأنعام, لأن هؤلاء المسؤلين الأغبياء هم أضل من الأنعام, بل هم أضل من الحمير, لأن الحمار يحمل أسفارا, لذا هناك فائدة كبرى من الحمار, فما هى إذن فائدة هؤلاء الوزراء والمسئولين؟ فهم فقط يجلسون على مكاتبهم, كالقردة, يفتتحون, ويندبون, وينددون, ويفرحون, ويسافرون, ويهنؤن, ويسعدون, والناس يقتلون ويذبحون, لذلك إذا ماوضعنا هؤلاء المسئولين في كفة, وفي الكفة الأخرى وضعنا الأنعام والبهائم والحمير والقردة, فكفة من سترجح؟ أو بمعنى آخر, من المفيد ومن المستفيد؟ فنحن جميعا نستفيد من كفة البهائم والأنعام, ولم يستفيد الشعب المصري من كفة الحكومة والوزراء والمسئولين إلا الدم والدمار والكوارث والحوادث والقتل والتشريد!! مما يضع أمام أعيننا سؤالاً هامًا إلى متى ستظل هذه المهزلة, وهذا التهاون في أرواح البشر, وهذا الإستهتار بعقول الشعب, الى متى ستظل مزابح القطارات مستمرة في مصر؟ وفي الأول من نفس الشهر, وهو نوفمبر 2012, تصادم القطارين رقمي 3265 القادم من الإسكندرية للفيوم, والقطار 3607 المتوجة من الفيوم للوسطي، مما تسبب في وفاة أربعة أشخاص وإصابة 31 آخرين في الحادث. وتعتبر حادث قطار البدرشين أول حادثة قطار في عهد الرئيس محمد مرسي، في يوليو 2012 عندما إصطدم القطار رقم 990 الأسباني المتجة من القاهرة إلى سوهاج, مع القطار 162 الفيوم الذي كان يقف بمحطة البدرشين لحظة التصادم، وأسفر الحادث عن إصابة 15 مواطن. وفي 3 نوفمبر إصطدم قطار الركاب رقم 14 القادم من الإسكندرية، بسيارة نقل أثناء عبورها شريط السكة الحديد، فى "قها" الواقعة بين قليوب وطوخ، وأدى هذا الحادث لتوقف حركة القطارات بين القاهرةوالإسكندرية من الاتجاهين لأكثر من 7 ساعات. وفي 20 أكتوبر الماضي قتل 6 أشخاص، أصيب 12 آخرين في قطار قليوب القاهرة، بسبب توقف القطار فجأة فتدافعت عربات القطار، مما أدى إلى سقوط عدد من الركاب أسفل العجلات، وقبل 10 أيام من نفس الشهر سقط قتيلان و12 مصابًا ضحايا تصادم القطار المطور رقم 523 بسيارة نقل ثقيل "تريلا" أثناء عبورها مزلقان "ميت حلفا" الواقع بين شبرا الخيمة وقليوب. يحدث في العالم مثلا كل ثلاثين أو أربعين سنة حادث قطار هذا إذا حدث أصلا, ولكن في مصر, يحدث مرة شهريا, ونحن نريد التفوق في أشياء أخرى, وليس التفوق في الحصول على الأرقام القياسية في حوادث القطارات. ماهي أسباب حوادث القطارات في مصر ؟ وماهي الطريقة المثلى, والأسلوب الأمثل, والوزير المثالي, ورئيس الهيئة الماثل, ورئيس الحكومة الذي لا مثال له, لتلافي نزيف الدم في الفترة القادمة؟ وكيف يمكن إعادة هيكلة قطاع السكك الحديدية بشكل تدريجي وملائم ؟ و هل ستظل الإقالات للمسئولين في كوارث القطارات لإرضاء الشعب هى الحل؟ ("المصري اللي على حق.. بيقول للغلط لأ").. شعار رفعته وزارة النقل طوال شهر رمضان 2012, بحملة إعلانات مكثفة أذهلت الجميع، وجعلتنا نشعر جميعا, بأن منظومة النقل بهيئة سكك حديد مصر, شهدت تطورًا ملموسا, وتقدما ملحوظا، وتحديثا مشهودا, وتكتيكا كان مفقودا, ولكن حسب رؤيتي, أنه كان من الأولى للهيئة بدلا من صرف 30 مليون جنيه, وهي قيمة هذه الإعلانات, كان لابد من صرفها في تطوير حقيقي, وتقدم مرئي, لسكك حديد الجمهورية، بدلا من الأوهام التي عشناها من خلال هذه الإعلانات, وكان يجب إصلاح القضبان، والإشارات الضوئية، وتدريب السائقين. فالأزمة الحقيقية تكمن في عدم إتخاذ الخطوات الإيجابية الإجرائية من أجل تصحيح أخطاء الماضي، والإيمان بأن الإعلانات لا تعالج أزمة، بل إنها تؤكد على عمق هذه الازمة، فأين العقل والمنطق؟ فكيف تقوم هيئة بمعاونة الوزارة بعمل هذا الحجم والكم الكبير من الإعلانات عن السكك الحديد, وخدماتها, وإمكانياتها, وعرباتها المهلهلة, المرقعة, التي تملأها الفأران والحشرات, والتي أراها بعين رأسي وأنا جالس في العربة الممتازة, المكيفة, ذات الدرجة الأولى, فما بال العربات العادية, والدرجات الثانية والثالثة السيئة, التي تزداد سوءا يوما بعد يوم؟. الحكومة و الهيئة والوزارة, إن إستطاعت أن تضحك على الشعب في تطور وتقدم السكة الحديد, فهى لا تستطيع أن تضحك على الله. وسنواصل غدا الحلقة الثالثة من هذه السلسلة بعنوان ( كوارث القطارات.. مالفرق بين الوزير والزير؟ ). مستشار دبلوماسي ورئيس الإتحاد الدولي للشباب الحر