قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إنه إذا لم تنتهِ جولة العنف المتصاعدة بين إسرائيل وحماس فى قطاع غزة اليوم الأحد وقبل بداية الأسبوع الجديد، فإن القصف بالصواريخ سوف يستمر في الأسبوع المقبل، مع تنامي خطر هجوم بري واسع النطاق من قبل اسرائيل وارتكاب مذابح ودمار لا مفر منه. وأكدت المجلة أنه بالنسبة لكل من إسرائيل وحماس، فإن السؤال الرئيسي هو" هل ما يحدث سيعتبر نصرًا أمام الرأى العام سواء لحماس فى غزة أو ل"بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلى فى الداخل الإسرائيلى؟. فالبنسبة ل"نتنياهو"، مع اقتراب الانتخابات العامة في 22 يناير المقبل، يعتبر هذا السؤال مهمًا بشكل خاص، فقد لاقى اغتيال "أحمد الجعبري"، القائد العسكري لحركة حماس، ترحيبًا واسع النطاق من قبل الإسرائيليين، وكان نجاح سلاح الجو في تدمير العشرات، وربما المئات، من الصواريخ بعيدة المدى من طراز " فجر" الإيرانية الصنع والمخزونة من قبل حماس فى غزة وغيرها من الجماعات الاكثر تطرفا مثل "الجهاد الإسلامي"، بمثابة إنجاز للمخابرات الاسرائيلية، وهو ما يحاول "نتنياهو" استغلاله سياسيًا، خصوصا بعد أن أعلن منافسه القوى، إيهود أولمرت، تأجيل إعلان خوضه الانتخابات القادمة ضد " نتنياهو" والذى كان مخططًا له يوم 15 نوفمبر الجارى. أما حماس ورئيس وزرائها "إسماعيل هنية"، فمن المؤكد أنها ستحاول استغلال نجاحها فى إثبات قدرتها على ضرب تل أبيب، فى تدعيم موقفها السياسى، ويعتقد أن ثلاثة صواريخ قد سقطت بالقرب من مناطق سكنية فى تل أبيب على الرغم من نشر إسرائيل لنظامها الجديد المضاد للصواريخ والمسمى بالقبة الحديدية، والتي، ويقول الجيش، إنه اعترض نحو 160 من 510 صواريخ أطلقت من غزة على اسرائيل . واوضحت المجلة أن مصر، في ظل رئيسها، محمد مرسي، الذى ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين، تحاول التوسط في وقف إطلاق النار، وإذا كان العنف لا نهاية له في وقت قريب، فإن المصريين سيتحملون المسؤولية. فقد زار رئيس الوزراء المصرى، هشام قنديل، غزة يوم 16 نوفمبر، ووصف مهمته كعمل من أعمال "التضامن" مع حماس، لكنه اكد أيضا الرغبة في رؤية نهاية للعنف. وفي الوقت الذى تؤكد فيه إسرائيل حقها فى الدفاع عن نفسها من الهجمات الصاروخية المتواصلة، حثت أمريكا، مصر وتركيا ودول اخرى في المنطقة لممارسة نفوذها على حماس للتوصل إلى وقف إطلاق النار، فقد اتصل الرئيس الامريكى "باراك أوباما" هاتفيا بكل من "نتنياهو" و "مرسي" . وقالت المجلة ان النهاية السريعة لهذه الجولة من العنف يمكن أن تبشر بشكل جيد لمزيد من الدبلوماسية الأمريكية النشطة في الشرق الأوسط خلال فترة " أوباما" الثانية، كما أن فرنسا وبريطانيا والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ينشطون جميعا دبلوماسيا هذه الايام، ويعتزم " بان كي مون" زيارة الشرق الاوسط الاسبوع المقبل. وحذرت المجلة من أنه إذا لم تستغل الاطراف الفرصة، يمكن أن تتدهور الأمور بسرعة، واذا كانت الحكومة الإسرائيلية والجيش يفخران بصمود "الجبهة الداخلية" الخاصة بهم حتى الآن، إلا أنه فى ظل استمرار سقوط الصواريخ على نحو متزايد، فإن الناس في جنوب إسرائيل سيقومون بحزم حقائبهم ويهربون للعيش مع العائلة أو الأصدقاء في أماكن أخرى من البلاد وهو ما بدأ بالفعل. ولوقف الهجرة الجماعية، التى تعتبر دليلا على أن سياسة إسرائيل في الردع فاشلة، قد يميل "نتنياهو" إلى الأمر بشن هجوم بري، والذي من شأنه تغيير الحسابات بشكل كبير.