فى السادسة والنصف مساء اليوم بتوقيت تونس السابعة والنصف بتوقيت القاهرة يدخل فريق الأهلى لكرة القدم واحدة من اهم مبارياته منذ نشأته عام 1907 عندما يواجه الترجى التونسى فى لقاء العودة لاستعادة اللقب الأفريقى والعودة مجددا إلى اليابان للمشاركة فى مونديال الاندية .. لقاء اليوم هو مفترق طرق للكرة المصرية بوجه عام وليس النادى الاهلى فقط لأن الفوز يعنى استعادة الجماهير أفراحها والإحساس بكرة القدم من جديد بعد فترة ركود منذ أحداث مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها 74 مشجعا من جماهير الاهلى لتلقى بظلالها على كرة القدم وتدخل بها فى منعطف التجميد والإلغاء أمام سياسة العناد التى تتبعها جماهير الالتراس برفضها عودة الدوري إلا بعد القصاص لشهداء بورسعيد واستسلام الدولة لعناد الالتراس خوفا من خسارتهم قبل الانتخابات البرلمانية القادمة .. الاهلى استعد للمباراة كالعادة بدون مباريات فى ظل توقف المسابقات المحلية حتى اللقاءات الودية لم يكن للفريق نصيب منها، ولم يجد المدير الفنى حسام البدرى إلا اللجوء إلى تقسيمة ودية بين لاعبى الفريق قبل السفر إلى تونس.. ورغم الإعداد الذى لا يتفق مع فريق ينافس على بطولة بطل القارة إلا أن ومن خلال الرحلة التى جمعتنى مع الفريق إلى تونس كشفت أمراً جديداً لم أشعر به من قبل رغم مرافقتى للفريق فى العديد من البطولات المهمة وهو الإحساس من جانب اللاعبين بأن الفوز هذه المرة ليس إضافة إلى تاريخهم بقدر ماهو محاولة لإنقاذ ملايين العاملين فى المجال الكروى من السقوط فى بئر الإفلاس وضياع المستقبل، بالإضافة إلى رغبتهم العارمة فى تخليد ذكرى شهداء بورسعيد بإهدائهم اللقب وهو ما أضفى على الجميع حالة من الانضباط وليس الحماس الكل يحاول التركيز فى المبارة ليكون سلاحهم فى مواجهة ضعف الاعداد وقلة الاحتكاك. استقرار أما على المستوى الفنى فقد وضح تماماً ان حسام البدرى المدير الفنى للفريق استقر على طريقة اللعب بل وتشكيل ضربة البداية خلال وجوده فى القاهرة وقبل الوصول إلى تونس وان الفريق سيلعب بدون الليبيرو الصريح فى الدفاع ولن يغامر ايضا باللعب برأسى حربة من بداية المباراة وان الهدف سيكون استغلال حماس الفريق التونسى وهجومه بشكل مكثف، وبالتالى خلق مساحات فى وسط ملعبه لخطف هدف مبكر يربك حسابات الفريق وجهازه الفنى مع امتلاك وسط الملعب واستنزاف الوقت ثم الدفع برأس حربة آخر لزيادة الضغط على الخصم..وتبدو في الذاكرة ذكرى نهائي عام 2006 والذي جمع بين الأهلي والصفاقسي التونسي وانتهى بفوز أهلاوي بهدف محمد أبوتريكة في ستاد رادس. طلاسم دفاع الترجى وركز البدرى وجهازه المعاون محمد يوسف المدرب العام وأحمد أيوب المدرب على الوصول إلى افضل صيغة لفك طلاسم دفاع الترجى وكيفية اختراقه وضربه سيسهل كثيرا من مهمة الاهلى خلال اللقاء.. وشهد المران الاول للفريق فى تونس تركيز البدرى على تنفيذ هذه الحلول عن طريقتين الاولي عن طريق اللعب السريع والمباشر مع التسديد القوى والمحكم من خارج منطقة الجزاء والابتعاد عن الزحام داخل المنطقة.. والثانىة هي الألعاب الجانبية لظهيرى الوسط احمد شديد قناوى الذى وضح استقرار البدرى عليه فى الجبهة اليسرى وأحمد فتحى فى الجبهة اليمنى وتنوعت الألعاب العرضية بين الارضية والهوائية على السواء خاصة ان مدافعى الترجى يجيدون ألعاب الهواء وبالتالى فاللعب على الأرض سوف يفقدهم هذه الميزة .
إخفاء الأوراق وانتقل البدرى بعد ذلك إلى تقسيمة ودية حرص خلالها على إخفاء أوراقه بالنسبة للاختيارات وان كانت السمة المميزة للتقسيمة هي محاولة إيجاد وخلق تجانس بين بعض اللاعبين داخل الملعب سواء ثنائية أو ثلاثية لتنفيذ عملية الاختراق من وسط الملعب.. ثم انتهى المران بالتدريب على تسديد الضربات الترجيحية التى قد تكون أحد الحلول لإنهاء المباراة وحسم صراع اللقب . 14 جانفى بينما فرض البدرى سرية تامة على المران الأخير للفريق امس خوفا من جواسيس الترجى بالملعب المخصص للمباراة والذى تم تغييره من ملعب 7 نوفمبر إلى ملعب 14 جانفى بعد الثورة نسبة إلى تاريخ هروب زين العابدين بن على من تونس وركز البدرى خلاله على اللمسه الأخيرة للاعبين وتنفيذهم المطلوب منهم خلال المباراة وعدم تكرار الأخطاء التى شهدتها مباراة الذهاب فى القاهرة من رعونة واستعجال تسبب فى ضياع فوز كبير ووضع الفريق فى موقف صعب للغاية خلال لقاء العودة. 11 ضد 11 ورفض البدرى الرد على سؤال حول الغيابات فى فريق الترجى أو فى فريق الاهلى قائلا بانفعال أنا مش عارف انتو بتشغلوا بالكم بالغيابات ليه المحصلة فى النهاية ان هناك 11 لاعباً سوف يواجهون 11 لاعباً آخرين والفوز سيكون للأكثر هدوءا داخل الملعب مشيرا إلى ان كرة القدم لا تعرف الثوابت وان كل مباراة لها ظروفها الخاصة وانه يرفض الحديث حول الطريقة أو التشكيل الذى سيخوض به المباراة رغم كل ما يقال عن أن الفريقان بمثابة كتاب مفتوك وان السرية أمر لا داعى له. وحول الحديث عن عودة المصابين فى الترجى والأعداد التى ستحضر من الجماهير قال البدرى ان الأمر لا يشغله وان كان المقصود هو الضغط النفسى والعصبى عليه فهو كلام غير مقبول لأنهم هم الذين يعرضون انفسهم للضغوط. الترجى يسعى للاحتفاظ باللقب أما فريق الترجي التونسي فقد اختتم استعداداته للقاء بأداء مران أخير امس الجمعة علي ملعبه بدون جماهير حرص خلاله نبيل معلول المدير الفني للفريق علي تحديد معالم التشكيل الأساسي وأعلن للاعبيه خطة اللعب وحدد لكل منهم دوره في المباراة ويسعي الترجي الي الحفاظ علي لقبه الافريقي الذي حصل عليه بالموسم الماضي ولكن ورغم قطعه لأكثر من نصف الطريق في مباراة الذهاب التي تعادل فيها بهدف لكل فريق الا ان هوجة الغيابات التي يتعرض لها الفريق تثير مخاوف معلول ولاعبيه بل جماهير وإدارة الترجي !!! وكشف معلول خلال مران امس عن اسم المدافع الذي سيشغل مركز الظهير الأيمن في ظل غياب كل من سامح الدربالي وهاريسون أفول وتبقى ثلاثة أسماء مرشحة وهم سيف الله حسني وأيمن بن عمر وخالد المولهي وبالتالي فان التنافس سيكون على أشده بين هذا الثالوث للاستحواذ على ثقة المدير الفني وأكد معلول على ان فريقه لن يتأثر بالغيابات فى ظل وجود البديل الجاهز فى جميع المراكز . تنافس بين البلايلي والمساكني الكبير كما أن التنافس سيبقى قائما بين ايهاب المساكني والجزائري يوسف البلايلي من أجل المشاركة في التشكيلة الأساسية لمباراة اليوم ولو أن المعطيات الأخيرة تحكم لصالح الجزائري الذي أظهر استعدادات طيبة للغاية في اللقاء الأخير ضد الأوليمبي الباجي ويتوقع الترجيون ان يتألق البلايلي الذي يتمتع بمهارة وسرعة عالية ويشبه الي حد بعيد أداء لاعب الاهلي السابق أمير سعيود . كان نبيل معلول قد تلقى ضربة موجعة زادت من مشاكله وجراحه قبل يومين من المباراة حيث تعرض لاعب الوسط مجدي تراوري لإصابة قوية بعد اصطدامه بزميله أيمن بن عمر في مران الأربعاء وخضع تراوري لعملية جراحية استلزمت اجراء 14غرزة في قدمه اليمني، مما يؤكد استحالة لحاقه بالمباراة وبالتالي استبعده معصلة مرح مع اللاعبين من القائمة وقد يلعب البليلي بدلا منه في التشكيل الأساسي. يذكر أن الترجي يعاني من غياب هاريسون أفول وسامح الدربالي للايقاف، وتزداد فرص غياب يوسف المساكني وشقيقه إيهاب المساكني عن المباراة بسبب عدم اكتمال الشفاء والتأهيل من الإصابة . ويعتمد الترجي بشكل أساسي علي الكرات الثابتة التي اجتاز بها مبارياته الأربع الأخيرة سواء أمام مازيمبي في ذهاب وإياب الدرو قبل النهائي للبطولة الافريقية أو امام أوليمبي الباجي بالدوري التونسي وكذا مباراة الذهاب امام الاهلي كما يعول الترجي علي المؤازرة الجماهيرية و الانكماش المتوقع من الاهلي لكون المباراه تقام خارج ملعبه !!! وبسبب الاصابات المتتالية والغيابات الكثيرة التي تؤرق معلول ولاعبيه التي حرص المدير الفني علي إضفاء جو من المرح خلال التدريبات الأخيرة لاخراج اللاعبين من حالة الخوف والرهبة الواضحة علي وجوههم كما حرص معلول علي عقد أكثر من اجتماع سواء بجميع اللاعبين او اجتماعات فردية أو ثنائية لشرح دور كل لاعب في المباراة وإكسابهم مزيدا من الثقة في أنفسهم قبل ساعات من اللقاء .