رغم أن دور وزارة الثقافة يتمثل في مواجهة الجهل والعمل علي نشر الوعي بدعم الأنشطة التي تسهم في تنوير المجتمع ،إلا ان هذا الدور انحسر كثيراً خلال العقود الأخيرة مع تجاهل وزارة فاروق حسني «المعمرة» للثقافة والاكتفاء بقشورها في مخطط كان يهدف لتجريف العقل المصري، وللأسف مازالنا نواجه نفس آليات النظام القديم مع استمرار الهدف والمخطط الذي مازال قائماً باستبدال نظام مبارك بنظام يهدف لتصحير مصر وتجريدها من أسلحتها الحضارية التي تتمثل في الآداب والفنون. وبعد تراجع وزارة الثقافة عن دعم مهرجانات السينما المتخصصة وتخليها عن المسرح الذي يعاني من رقابة الإخوان التي حرمت نقد النظام الحاكم في رده لما قبل الثورة، ناهيك عن ضعف الإنتاج الذي لم يزد علي بضعة عروض جديدة منذ بداية السنة المالية الحالية، التي واكبت تولي مرسي لمنصب الرئاسة لتدير وزارة الثقافة ظهرها للفرق المسرحية المستقلة التي استطاعت الظهور علي الساحة الإقليمية والدولية، كما حدث مع فرقة «فرغلي المستقلة للفنون الأدائية» التي حققت حضوراً واضحاً في الإسكندرية مما دفع مهرجانات مسرحية للمطالبة باستضافتها وهو ما استجابت له الفرقة وتقدمت بالدعوات التي تلقتها من مهرجان «توجو الدولي للمسرح» و«مهرجان دلهي» للفنون لقطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة التي تأكدت من جدية مهرجان توجو عن طريق السفارة المصرية ورفضت دعم الفرقة في السفر لمهرجان «دلهي» رغم تخيرهم بين المهرجانين واختيارهم للهند، ولكن نائب رئيس العلاقات الخارجية أكد تفضيله لتوجو لتحسين العلاقات مع أفريقيا ولأن التعامل مع الهند يتم من خلال بروتوكول خاص فوافقت الفرقة وطلبت تقديم اعتذار رسمي لمهرجان «دلهي». وفي منتصف شهر أكتوبر صدر القرار الوزاري 909 لسنة 2012، الخاص بسفر الفريق لتوجو وتم تطعيمهم في 31 أكتوبر بناء علي هذا القرار، وفي 1 نوفمبر تم إرسال تذاكر السفر لأعضاء الفريق، وفي مساء نفس اليوم تم إرسال مخاطبة من وزارة الخارجية لوزارة الثقافة، تعلن فيها وجود خطر علي الفريق، وتنصح بعدم المشاركة في مفارقة غريبة، حيث عملت السفارة المصرية علي إبلاغ الفريق بتعديل موعد المهرجان وتطوراته من خلال اجتماعات دبلوماسية تطرقت للتعاون الثقافي بين البلدين علي الرغم من تواصل الفريق مع إدارة المهرجان التي أكدت رغبتها في العمل علي تذليل كافة العقبات في سبيل استضافة فريق مسرحي مصري. يقول المخرج محمد خميس «مدير فرقة فرغلي»: إن هناك تربصاً واستخفافاً بالفرق المستقلة يتمثل في موقف وزارة الثقافة من التمثيل المصري في المهرجانات الدولية، وهو ما يتضح في تخيير الفريق بين الهند وتوجو ثم اختيار توجو ثم إلغاء السفر رغم صدور قرار وزاري ترتبت عليه العديد من الاستعدادات والتعاقدات التي تؤدي لضرر مادي ناتج عن تخبط قرارات وزارة الثقافة، ناهيك عن الضرر المعنوي الذي وقع علي أعضاء الفريق بعد خروجهم من المنافسة في المهرجان الذي اختار الفريق للمشاركة في حفل الافتتاح. ويضيف خميس: توجهت بشكوي لكاميليا صبحي مدير قطاع العلاقات الخارجية بوزارة الثقافة، مبيناً المضار العديدة علي المستويين المادي والمعنوي والسعي لإيجاد حل وتم إخطاري بسفرها فحددت موعداً للقائها ولكن مدير مكتبها قال إنها «مش فاضية» وأنها ستسافر مرة أخري فتقدمت بشكوي مشابهة لوزير الثقافة الذي اتضح أنه أيضاً مسافر، وحتي الآن لم يتم إبلاغ الفرقة بشكل رسمي للعدول عن السفر، ولكن تم ذلك عن طريق التليفون، وهو ما يقلقنا إذا لم نسافر أن يتم الادعاء أننا تخلفنا عن السفر. وأشار «خميس» إلي أنه عندما خاطب المهرجان حول خطاب السفير المصري أبدوا ذهولهم، وأعلنوا أن الفندق الذي يستضيف الوفود المشاركة نزلت به الوفود الفرنسية والبلجيكية في الدورة السابقة وأنهم علي استعداد لتغييره لحرصهم علي المشاركة المصرية في المهرجان، مؤكدين أنه ليس مجهول الهوية لأن واجهته الإعلامية يمثلها وزراء الثقافة والصناعة والفنون ومؤسسة اليونسكو، وهو ما يجعل ادعاءات الخارجية والثقافة واهية وتهدف لعرقلة الفرقة التي التزمت بعقود تتضمن شروطاً جزائية تصل ل 26 ألف جنيه مصري، بناء علي القرار الوزاري، بالإضافة للتعامل مع الفرقة باستخفاف وتهاون غريبين وهو ما قد نعتبره اتجاهاً عاماً ضد المسرح. إلي هنا انتهي كلام مدير فرقة فرغلي المسرحية ولكن مهازل وزارة الثقافة التي ترتكبها ضد الفنون لم تنته، وبالفعل هناك اتجاه عام ضد الثقافة تقوده وزارة محمد صابر عرب.