قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، في ذكرى ميلاد الإمام الحسين، رضى الله عنه، في مثل هذا اليوم من 3 من شهر شعبان عام 4ه إنه هو: الحسين بن علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو عبد الله ريحانة النبي صلى الله عليه وسلم وشبهه من الصدر إلى ما أسفل منه، ولما ولد أذن النبي صلى الله عليه وسلم في أذنه وهو سيد شباب أهل الجنة وخامس أهل الكساء. وتابع فضيلة المفتي السابق أن أمه السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سيدة نساء العالمين. وأبوه سيف الله الغالب سيدنا عليُّ بن أبي طالب، رضى الله عنه. ولد الإمام الحسين (أبو عبد الله) رضى الله عنه، في الثالث من شعبان سنة أربع من الهجرة، بعد نحو عام من ولادة أخيه الحسن رضى الله عنه، فعاش مع جده المصطفى صلى الله عليه وسلم نيفًا وست سنوات.. عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: لما ولد الحسن سميته حربا فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أروني ابني ما سميتموه" قلنا: حربا قال: "بل حسن" . فلما ولد الحسين سميته حربا فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " أروني ابني ما سميتموه" قلنا: حربا قال: "بل هو حسين".. وكتب جمعة، عبر صفحته الشخصية على فيسبوك، مستندًا إلى كتاب (مراقد أهل البيت في القاهرة - الإمام الرائد محمد زكي الدين إبراهيم): وقد استشهد الحسين، وله من العمر سبعة وخمسون عامًا، واستُشْهِدَ في يوم الجمعة أو السبت الموافق العاشر من المحرَّم في موقعة كربلاء قريبًا من (نِينَوَى) بالعراق، عام إحدى وستين من الهجرة. قتله حولي بن يزيد الأصبحي، واجتزَّ رأسه الشريفَ سنانُ بن أنس النخعي، وشمر بن ذي الجوشن، وسلب ما كان عليه إسحاق بن خويلد الخضرمي. وقد شهد الحسين مع والده واقعتي (الجمل)، و(صِفِّينَ)، وحروب الخوارج وغيرها، كما شارك بعد وفاة أبيه في فتح أفريقيا وآسيا، كما سجَّله سادة المؤرخين. وقد دفن جسده الطاهر بكربلاء بالعراق، أمَّا الرأس الشريف فقد طيف بها إرهابًا للناس حتى استقر أو حُفِظَ بعسقلان، من ثغور فلسطين على البحر المتوسط، ثم لما اشتعلت الحروب الصليبية، وخاف الخليفة الفاطمي على الرأس؛ فأذن وزيره (الصالح طلائع بن رزيك) فنقلها إلى مصر بالمشهد المعروف بها الآن، بتحقيق أعلم المؤرخين وأصدقهم. وهي تجذب إليها الزائرين على عكس كل الأماكن المنسوبة لسيدنا الحسين في العالم، وذلك أن رأسه الشريف استقرت بالقاهرة فنوّرتها، وباركتها، وحرستها إلى يوم الدين، فالحمد لله رب العالمين. وقد تزوج الحسين رضى الله عنه بعدد من النساء؛ رجاء كثرة النسل، لحفظ أثر البيت النبوي، كما فعل أبوه من قبل، وقد حَقَّقَ الله هذا الرجاء، فحفظ ميراث النبوة وعصبتها في نسل الحسن والحسين وزينب أخت الحسين، وفاطمة ابنته، رضي الله عن الجميع. أمَّا أبناؤه، فهم: عليٌّ الشهيد، أمُّه: برة بنت عروة بن مسعود الثقفي من أشرف بيوت العرب. عليٌّ الأوسط (أو المثنى)، واشتهر بالإمام ، وعليٌّ الأصغر (أو المثلث)، واشتهر بزين العابدين السَّجَّادِ، وأمهما: الأميرة مشهر بانو بنت كسرى شاهنشاه ملك الفرس. محمد، وعبد الله، وسكينة الكبرى، والصغرى، وأمهم: الرباب بنت امرئ القيس الكندية من ملوك العرب. جعفر، وأمه: القضاعية. فاطمة، وزينب، وأمهما: أم إسحاق بنت طليحة بن عبدالله من كبار الصحابة. وأوضح فضيلة المفتي السابق أن نسل الحسين رضى الله عنه كله كان من عليٍّ الأصغر (زين العابدين السجَّاد - لأنه كان كثير السجود -) فمن بنتيه: فاطمة وزينب، وإن كانت ذرية فاطمة قليلة ونادرة. وقد روى الحاكم وصححه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «حُسَيْنٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ، اللهمَّ أَحِبَّ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا، حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنَ الأَسْبَاطِ، الحَسَنُ والحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الجَنَّةِ». وروى ابن حِبَّانَ وابن سعد وأبو يعلى وابن عساكر عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من سَرَّهُ أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة؛ فلينظر إلى الحسين بن عليٍّ رضى الله عنه».