.. لن أخشى الوقوع في حرج توجيه الرسالة اليكم.. لأنكم الشخص الوحيد القادر على حل هذه «المسألة» دون أن توجه اليكم الانتقادات بالعنصرية، أو سهام الفتنة الطائفية حاشا لله. البابا تواضروس.. تفاءلنا نحن المسلمين شركاءكم في الوطن بوصولكم لكرسي البابوية اعتمادا على السمعة الحسنة التي تتمتعون بها.. والتفهم الواعي لما تمر به مصرنا من ظروف. وسأدخل مباشرة في الشكوى التي فجرها عشرات المصريين – مسلمين ومسيحيين – من دعاة حماية البيئة احتجاجا على «أخذ» - أو سم الفعل ما شئت – مجموعة من الرهبان يتزعمهم الراهب «باخوميوس» مساحة 9 آلاف فدان – أي 37 مليونا و800 ألف متر مربع – من الظهير الصحراوي لمدينة الفيوم، بمنطقة «وادي الريان» السياحية الشهيرة والتي تعد محمية طبيعية مسجلة يأتي إليها السائحون، وقام الرهبان ببناء سور من الخرسانة المسلحة بطول 10 كيلو مترات، ووضعوا بوابة كتبوا عليها «دير الانبا مكاريوس»!! وعندما اكتشفت جمعيات حماية البيئة ما يحدث نظمت وقفة احتجاجية أمام بوابة الدير، فخرج لهم الراهب باخوميوس الريان، ليقول: «إن هذه الصحراء لا يسكنها ساكن، وما نفعله هو إحياء للتراث الديني القبطي، وتمتد غربا حتى المحيط» وعندما واجهه الناشط البيئي «جاري جابيس» بعدم امتلاك أي موافقات أو أوراق ملكية من الدولة؟ رد الراهب أنه لا يوجد ولكن لابد أن يكون هناك تفهم للموقف!! أنا شخصيا لم استطع «تفهم الموقف»، والمسألة بالنسبة لي ليست مسألة رهبان وأديرة، أو أئمة ومساجد، بل مسألة مبدأ ينتهك، ودولة تضيع هيبتها أمام إسلاميين «يأخذون» أرضا مخصصة لمبنى ديني مسيحي ويضعون عليها يافطة مسجد أو يقيمون فيها الصلاة، ورهبان «يأخذون» 38 مليون متر مربع من ارض الدولة، والمسجلة محمية طبيعية ويبنون حولها سوراً ويضعون لافتة الأنبا مكاريوس!! ويمنعون حتى الحيوانات في المحمية من سقيا الماء من العين الوحيدة التي أمست داخل الدير!! اصبحنا في دولة بلا هيبة، «تطبطب» على الجميع خوفاً من غضبه او اتقاء لشره او حتى لا تتهم بالعنصرية، واثارة الفتنة.. والحق ان ما حدث في الفيوم هو «إثارة» الفتنة بعينها، فقد ذهب الاهالي للمحافظ فأبلغهم انه ابلغ رئاسة الوزراء، ولم يتحرك احد!!.. هل ننتظر ان تتحرك «الجموع» لهدم السور، واستعادة ملايين الامتار «المأخوذة» من المحمية الطبيعية، وعندها تقع الفتنة التي لن تحمد عقباها. اما لماذا أوجه رسالتي الى «البابا تواضروس» تحديداً ولا أرسلها الى الرئيس المنتخب؛ فذلك لأن كل المناشدات السابقة بضرورة استعادة هيبة الحكومة، وتشديد قبضة الحكم حتى لا ينفرط عقد الدولة ومفهومها ومعناها.. كل ذلك ذهب أدراج الرياح.. ويبدو ان المحافظ.. وفوقه وزير التنمية المحلية، وفوقهما رئيس الوزراء.. وفوقهم الرئيس المنتخب «محرجون» من مطالبة «البابا» بالتدخل والأمر باعادة المحمية «المأخوذة» الى الدولة. فها أنا أرفع عنهم «الحرج» كافة.. وأطالب البابا تواضروس بالتدخل.. احقاقاً للحق.. ودرءاً للفتنة. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66