قامت قوات الأمن السورية السبت بحملة اعتقالات واسعة غداة التظاهرات التي اندلعت في مدن سورية عدة شارك فيها الالاف، واسفرت عن مقتل تسعة اشخاص على الاقل، بحسب ناشطين حقوقيين. واشارت مصادر حقوقية الى ان قوات الامن اعتقلت اكثر من 60 شخصا في دوما (15 كلم شمال دمشق) وحمص (160 كلم شمال دمشق) ودرعا، جنوب البلاد. وقال بيان مشترك موقع من قبل ثماني منظمات حقوقية السبت ان اجهزة الامن اعتقلت في دوما 11 شخصا كما قامت باعتقال سبعة جرحى، معربة عن "إدانتها واستنكارها للسلوك العنيف وغير المبرر" الذي اتبعته السلطات الأمنية السورية أثناء تصديها وتفريقها للتجمع الاحتجاجي السلمي الذي جرى في دوما الجمعة. واشار البيان الى استخدام قوات الامن "القوة المفرطة ضد المحتجين الأمر الذي أدى إلى سقوط أكثر من أربعة قتلى وعشرات الجرحى من الضحايا المدنيين". واوضح البيان ايضا ان مجموعة من المحتجين "اغلقت على نفسها باب جامع الرفاعي في منطقة كفرسوسة في دمشق، خشية اعتداء رجال الامن عليهم بعد ان حاولت مجموعة من المصلين التظاهر والمطالبة بالحرية". واوضح البيان ان الاجهزة الامنية اعتقلت ثمانية اشخاص في هذا المكان، كما اعتقلت في برزة، احد احياء دمشق، اربعة اخرين. ومن المنظمات الموقعة الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان، المرصد السوري لحقوق الإنسان، المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سوريا، المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا. كما قال ناشط حقوقي لوكالة فرانس برس ان "قوات الامن فرقت اليوم (السبت) اعتصاما كان يشارك فيه محتجون منذ ايام امام القصر العدلي في درعا واعتقلت نحو عشرة اشخاص منهم وزجتهم في باص". وافاد ناشط اخر ان المتظاهرين كانوا يهتفون "الموت ولا المذلة" و"مطالبنا هي هي" (اي لم تتغير). وفي مدينة دوما (شمال دمشق) التي شهدت الجمعة احداثا دامية اسفرت عن مقتل ثمانية اشخاص وجرح العشرات، لم تسلم قوات الامن الا جثامين اربعة قتلى الى ذويهم، بحسب ما افاد ناشط عبر الهاتف. وكان شاهد من دوما افاد الجمعة في اتصال هاتفي ان متظاهرين قاموا الجمعة بعد خروجهم من مسجد المدينة اثر الصلاة برشق قوات الامن بالحجارة فردت الاخيرة باطلاق النار عليهم، ما ادى بحسب قوله الى سقوط اكثر من عشرة قتلى موردا اسماء ستة منهم، والى اعتقال العشرات. وفي وقت لاحق مساء الجمعة، اعلن مصدر سوري مسؤول ان مسلحين اطلقوا النار الجمعة على متظاهرين في مدينة دوما شمال دمشق ما ادى الى مقتل عدد منهم واصابة العشرات من المدنيين وعناصر قوات الامن. وبث التلفزيون السوري الرسمي ظهر السبت في نشرته الاخبارية لقاءات اجراها مع ثلاثة من عناصر الامن افادوا انه تم استهدافهم من قبل قناصة وراكبي دراجات نارية ملثمين اثناء تظاهرة الاحتجاج التي جرت في مدينة دوما الجمعة. وقال احد الجرحى "بينما كنا في التظاهرة تعرضنا لاطلاق نار من قناص كان على سطح احد الابنية". واشار اخر الى استفزاز تعرض له "من قبل شخص ملثم الوجه كان على دراجة نارية". كما اكد المرصد السوري لحقوق الانسان الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان السبت ان الاجهزة الامنية في مدينة حمص اعتقلت 17 شخصا "على خلفية التظاهرات الاخيرة". وشيعت مدينة انخل المجاورة لدرعا السبت "احد شباب مدينة انخل البالغ من العمر عشرين عاما قتل الجمعة على ايدي قوات الامن اثناء تظاهرة في مدينة الصنمين ما ادى الى سقوط عدد من القتلى وعشرات الجرحى من المواطنين وقوات الشرطة والامن" بحسب ناشط حقوقي. وتقع المدينتان بالقرب من درعا (100 كلم جنوبدمشق) التي شهدت اعنف موجة احتجاجات. وذكر التلفزيون السوري السبت ان بعض المحتجين قاموا بطلاء ثيابهم باللون الاحمر لتضليل الاعلام والايهام بانهم جرحى. ومن جهة ثانية، بث موقع "يوتيوب" السبت شريط فيديو يظهر فيه نائب سوري يتهم خلال مداخلة في البرلمان قوات الامن باطلاق النار "بدون هوادة" على المتظاهرين في درعا، موجها اللوم الى الرئيس بشار الاسد لعدم زيارته المدينة وتقديم العزاء لاهالي الضحايا حقنا للدماء. وبث على الموقع شريط للنائب يوسف ابو رومية السعدي، وهو يقول في مجلس الشعب "ان ما جرى في حوران ليس ضد الرئيس (السوري ) بشار الاسد وانما بسبب رعونة مسؤول الامن السياسي في درعا الذي استدعى قوات الامن في هليكوبتر نزلت وباشر العناصر فيها على الفور اطلاق النار على المواطنين في درعا فسقط من سقط من قتلى وجرح من جرح". وبحسب ناشر الفيديو على يوتيوب فان الشريط يعود الى جلسة مجلس الشعب التي عقدت في 27 اذار/مارس. واضاف النائب "ان اهل حوران موصوفين بولائهم ووطنيتهم وباخلاصهم ولكن للاسف الذي جر البلاد كلها فروع الامن في درعا التي باتت تقتل عن جنب وطرف دون هوادة". وتوجه النائب باللوم الى الرئيس السوري لعدم قدومه شخصيا لتعزية الضحايا "ان الحوارنة (اهل حوران) كانوا ينتظروا فعلا قدوم الرئيس واعتذاره لاهل حوران وتعزيته" اياهم، معتبرا انه "لو تم هذا الامر لما حصل اي شيء في حوران رغم عدد القتلى والجرحى". وشهدت درعا، مركز الحركة الاحتجاجية، سقوط اكبر عدد من القتلى منذ 18 اذار/مارس. وراوحت حصيلة القتلى بين ثلاثين وفق السلطات، و55 حسب منظمة العفو الدولية واكثر من سبعين بحسب هيومن رايتس ووتش و130 بحسب