نكتب إليكم من المكان الذي يشهد أبغض الحلال.. عذاب ما بعده عذاب.. دمار وبهدلة وحرقة دم.. ذل وانتظار وقلة حيلة.. زوجات وأمهات علي وجوههن كآبة وحسرة وتعب، وفي قلوبهن غم وحزن وقهراً لا يعلمه إلا الله. أطفال لا تتعدي أعمارهم 7 سنوات برفقة أمهاتهم، منهم من يرتدي ملابس المدرسة، والآخر لا يعلم أين هو، من داخل أروقة محكمة الأسرة بزنانيري تجد تلك الصورة المأساوية، أشكال تصعب علي الكافر وحكايات يندي لها الجبين، من يفكر في زيارة هذا المكان حتماً سيخرج منها بقرار مصيري يقيني بعدم التفكير في الزواج والانجاب نهائياً. الأوراق الرسمية لمحكمة الأسرة تؤكد ان معدلات الطلاق بلغت 387 حالة يومياً، وزادت أحكام الخلع لتصل إلي 3 آلاف و335 حكما بنسبة 66٪ من جملة الأحكام علي مستوي الجمهورية. والجديد كما صرح به مصدر مسئول بمكتب تسوية المنازعات الأسرية الخاص بمنطقتي الزاوية والشرابية التابعة لمحكمة شمال القاهرة بوجود 400 حالة يومياً ما بين طلاق ونفقة وضم صغار وعدة ورؤية وخلع بمنطقتي الزاوية والشرابية التي يقطن بها 600 ألف نسمة تقريبا أي ما يقرب من 15 ألف أسرة، كما أكد نفس المصدر ارتفاع حالات الخلع لتصل إلي 600 حالة سنوياً، يليها حالات التسوية لنفقات الصغير والأجور ل 500 حالة، والحضانة والضم 250 حالة، وإثبات الزواج والطلاق 80 حالة. تلك الأرقام المفزعة والتي تنشر وتؤكد علي خطر ينسف كيان الأسر المصرية في منطقتين فقط فما بالنا بباقي محافظات مصر؟!! من داخل محكمة الأسرة بزنانيري رصدنا أوجاع المعذبات في مصر فقلن: أمينة عطا الله 34 عاماً - أم لطفل عمره 3 سنوات، تركها زوجها بعد شهر ونصف لتعيش ظروفاً شديدة الأسي والألم. قالت: طليقي طردني وأنا حامل في الشارع ولم أجد مكاناً لأذهب إليه إلا منزل أخي رغم أنه يقيم في غرفة وصالة وحمام مشترك مع زوجته وأبنائه الأربعة، ويقدم شهادات مزورة عن دخله الشهري وأنه يتحمل مسئولية الانفاق علي والدته وأخواته البنات الثلاث ليتهرب من دفع النفقة ولكن الحقيقة عكس ذلك فوالدته تعمل ممرضة في أحد المستشفيات الحكومية وأخواته متزوجات، بعد معاناة طويلة في المحكمة بهدلة ومشقة وتأجيلات ومصاريف ومداولات استمرت لمدة 16 شهراً داخل المحاكم حصلت علي حكم تنفيذي بمبلغ 700 جنيه نفقة شهرية لابني وبعد ان تنفست الصعداء جراء هذا الحكم فوجئت بتهرب طليقي من حكم القضاء ولم أتمكن من أخذ نفقة صغيري حتي الآن. مني عبدالمقصود - أم لطفلة عمرها 7 سنوات قالت: أنا مطلقة منذ أربعة أعوام وانتقلت حضاتة طفلتي الصغيرة إلي والدها بعد أن تزوجت، وطليقي رفض بشكل قاطع تمكيني من رؤية فلذة كبدي بالطرق الودية، فلجأت مؤخراً إلي محكمة الأسرة بزنانيري وحصلت علي حكم قضائي بتمكيني من رؤية صغيري لمدة ثلاث ساعات أسبوعيا بنادي النصر بمدينة نصر بتاريخ 1/10/2010 وعلي الرغم من صدور الحكم لم أر ابنتي.. لا في مكان الرؤية.. ولا حتي عند والدتي، انتظر وقت الرؤية أياما وليالي ولكن دون جدوي، فهل سيأتي اليوم الذي تكبر فيه ابنتي دون أن تعرفني.. أشعر بأن نهايتي اقتربت قبل أن أري ابنتي. هدي عبدالظاهر - 40 عاماً - أم ل «3 بنات» أنا تزوجت منذ 13 سنة وزوجي أرزقي كان يعاملني معاملة كريمة علي مدار سنوات زواجنا، لكن من شهرين ماضيين تغير كل شيء، تيقنت بوجود امرأة اخري في حياته لكونه تغير للنقيض وبعد معرفتي بزواجه من أخري لجأت للتطليق ورفعت قضية طلاق بتاريخ 11/8/2012 لاستحالة تكملة باقي العمر مع هذا الزوج الخائن. مها عطية - 45 سنة - أم لطفل عمره 6 سنوات، تزوجت منذ 7 سنوات وبعد سنة من زواجها تغير كل شيء من معاملة ووعود بحياة أسرية سعيدة،بالإضافة إلي اهانة زوجي المستمرة ففضلت ان اتنازل عن حقوقي لكي أخلص نفسي سريعاً بدلا من الانتظار سنوات طويلة في المحاكم حتي يحكم لي القضاء بالتطليق للضرر، لذلك أقيمت دعوي خلع بتاريخ 1/5/2012 وهي منظورة أمام القضاء الذي انتظر كلمته فيها الآن.