تواجه صناعة الزجاج حالياً أزمة شديدة وصلت الي تهديد وجود هذه الصناعة علي المستوي المحلي. وتعود هذه الازمة الي 6 أعوام مضت رغم ان صناعة الزجاج تعد من أهم الصناعات في مصر ويتم استخدام خام الزجاج في صناعات مختلفة مثل الاضاءة والواجهات والديكور وصناعات أخري متعددة. وصلت الازمة الي قرب توقف الانتاج في شركات صناعة الزجاج في محافظة سيناء وبالتالي توقف استلام المصانع المحلية لخام الزجاج في أنحاء مصر. وتعود الازمة الي غلق «المعدية» الخاصة بمحافظة جنوبسيناء والتي كان يتم من خلالها نقل احتياجات المصانع الي السوق المحلي مما تسبب في اضطرار للشركات المنتجة للزجاج الي استخدام معدية القنطرة حتي شمال الاسماعيلية بمسافة 180 كيلو متراً في الذهاب والعودة ثم الوصول الي السوق المحلي. وتفاقمت الازمة مع فتح مصنع الجيش والاسمنت حيث ازدادت بذلك الحمولة علي المعدية وتسببت في تكدس سيارات النقل مما أدي الي توقف السيارات حوالي 4 أيام حتي تعبر قناة السويس لتقوم بتفريغ المنتجات في مناطق الاسكندرية و6 أكتوبر. ويصل عدد المصانع التي تعمل في مجال تصنيع الزجاج في مصر الي 23 مصنعاً في القاهرة والعاشر من رمضان و6 أكتوبر والاسكندرية. ويصل عدد الشركات التي تقوم بانتاج مواد الزجاج الخام في سيناء الي 13 شركة زجاج وشركتين للسيراميك كما يصل عدد العمال الي ما يقرب من 1700 الي 1800 عامل ويصل عدد المقاولين الي 10 آلاف مقاول وجميعهم من البدو كما يصل أجر العامل الفني من العمال والمقاولين والسائقين الي ما يقرب من 3 الي 4 آلاف جنيه شهرياً. وقال «هاني صقر» عضو مؤسسي جمعية صناع مصر ومدير عام شركة سيناء العالمية ان أصحاب الشركات تقدموا بمذكرة عاجلة الي رئيس هيئة قناة السويس في 15 أكتوبر الماضي ورغم ذلك لم يتم اتخاذ أية اجراءات تجاه هذه الازمة. وأكد «صقر» ان صناعة الزجاج تواجه انهياراً مؤكداً خلال أيام حيث انه من المفترض أن يصل مخزون الشركات الي 45 يوماً بينما لا يكفي المخزون المتوفر الآن 3 أو 4 أيام. ويقول «صقر» ان خطورة ذلك تتمثل في توقف الافران عن الانتاج حيث اذا توقف الفرن لمدة يومين فقط فانه لا يصلح للعمل ويستلزم بناء فرن آخر وتصل مدة البناء الي 6 شهور وتصل التكلفة الي ما يقرب من 500 مليون جنيه، مما يضطر العاملين في الشركات الي تكسير منتجاتهم من الزجاج واعادة دخولها الافران لضمان استمرار عمل الافران. وطالب «صقر» بضرورة فتح جميع المعابر المؤدية لجنوبسيناء وفي مقدمتها معدية السويس المخصصة لعبور سيارات النقل الثقيل بمحافظة جنوبسيناء الي داخل السوق المحلي والتي تم غلقها ولا يسمح بالمرور إلا من نفق الشهيد أحمد حمدي بحمولات لا تتعدي 30 طناً طبقاً للرخص الفعلية للسيارات. وأكد «صقر» ان تكاليف النقل تزيد من خلال معدية القنطرة من حيث الطاقة حيث تستهلك الرحلة 80 لتر سولار اضافية في كل مرة بسعر 101 قرش لكل لتر بمتوسط 350 رحلة يومياً لتصبح القيمة 30 ألفاً و800 جنيه يومياً بالاضافة الي قيمة دعم السولار الذي تتحمله الحكومة ويمثل 5 أضعاف سعر بيع السولار باجمالي 145 ألف جنيه يومياً من الخزانة العامة. كما تزيد تكاليف النقل لقطع الغيار والكاوتش حيث تستهلك الرحلة 50 جنيهاً اضافية بمتوسط 350 رحلة يومياً بقيمة اجمالية 17 ألفاً و500 جنيه. وقال «صقر» ان انتاج الشركات يومياً يصل الي 10 آلاف طن مما يعني خسارة فادحة بسبب عرقلة السيارات التي تحمل البضائع التي تغذي جميع مصانع مصر.