"هناك دائما الميزان الذى أعرف منه آراء الشارع وهو القهوة تحت منزلى فى وسط البلد وطوال الوقت أتعلم من وجهات النظر فى الشارع ومن المواطن العادى الذى يرى الموضوع بشكل جيد؛ ولديه تساؤلات تنبهنى أن ليس كل ما يقال عن الرأى العام فى الثورة صحيح". بهذه الكلمات بدأ الكاتب الصحفى "عمر طاهر" لقاءه بجمهور معرض تونس الدولى للكتاب؛ حيث ألقى طاهر نصين من أشعاره "تخيل نفسك"، و"الخريطة"، وقال: "كتاباتى لا أكتب بها شيئا ساخرا فقط؛ إنما التقط الكوميديا فى ظل ما نعيشه، وفى بداية عملى بالكتابة الساخرة كنت أكتب فى جريدة "اضحك للدنيا" وكان لها طابع ساخر وهذه كانت تجربة جديدة فى مصر رغم قصر عمرها فصدر منها 50 عددا فقط؛ وهذا جعلنى أفكر كيف أعمل بالتفكير الساخر على علاقتنا بالشارع؛ وجاءت خطوتى الثانية بظهور جلال عامر الذى استطاع أن يقول إن الكتابة الساخرة يوضع بداخلها كلام عن الاقتصاد أو الزراعة أو السياسة لتكون مفيدة". أما عن اتجاهه للكتابة عن الدين فى الفترة الأخيرة، فقال عمر طاهر: "بعد الانتخابات الرئاسية قررت ألا أكتب فى السياسة وإن نزلت الميدان يكون مكانى فى المستشفى الميدانى والجانب الإنسانى"، وأضاف طاهر: "عندما ظهرت التيارات الإسلامية وسيطرت على المشهد أصبح الجميع يتحدثون بقال الله وقال الرسول وهذا كان محفزا لأن اقرأ فيما قال الله وقال الرسول لأفهم أكثر عن الدين وأستطيع أن أرد على من يكفرنى طوال الوقت، وعندما قرأت فى الدين فُتنت بأشياء أخرى غير ذلك؛ واكتشفت أن هناك مناطق فى الدين للمحبة والشعر وأصبحت منجذبا لها ومغرما بالكتابة فيها".