في العهد البائد ظل كبار رجال الدولة في مصر يتنعمون بممتلكات ليس لهم حق فيها وإنما يحصلون عليها بالنفوذ وبحكم مناصبهم، وهؤلاء نموا وترعرعوا في عهد الفساد، حيث كان يتم تخصيص كل شيء في مصر لهم بأسعار رمزية، وشكلوا فيما بينهم ما يمكن أن نطلق عليه عش الدبابير لا يجرؤ علي دخوله سوي هؤلاء وأسرهم وأصدقائهم الذين يحصلون علي هذه المزايا بجميع المحافظات ولا عزاء للشعب. »الوفد الأسبوعي« اقتحمت هذا العش الذي كبر حجمه كثيراً في الإسكندرية، ومن هناك جاء بحكاية فضائح قصر المنتزه وأسرار الكبار الذين حصلوا علي الشاليهات والوحدات الفاخرة بأبخس الأثمان فوق رمال الإسكندرية. هنا في أجمل بقعة لعروس البحر المتوسط، حيث القصر الفريد الذي اختاره الملك فاروق مقراً له حتي أصبح مزاراً سياحياً عالمياً في أرقي شواطئ الإسكندرية، استطاع الكبار الحصول علي الفيلات والكبائن والشاليهات بأسعار رمزية مجاملة لهم، في حين أن هذه الأماكن لو طرحت في مزاد علني لتم بيعها بالملايين.. وهو مطلب كل الشعب السكندري. وتكمن أهمية هذه البقعة من الإسكندرية في أنها تخضع مباشرة لرئآسة الجمهورية وتحت إشراف وزارة السياحة، ولا يحصل علي فيلا أو شاليه أي شخصية مهمة فقط، فأول شرط تصطدم به أن تكون وزيراً وعلاقتك طيبة بعلاء وجمال مبارك والدكتور زكريا عزمي ومرضي عنك فعلي الفور سيقوم وزير السياحة بالموافقة والتعاقد معك علي حق انتفاع كابينة أو شاليه أو فيلا علي شواطئ المنتزه، أما عكس ذلك فعليك الذهاب إلي قضاء يومك بشواطئ الإسكندرية المجانية التي تحولت منذ أسابيع بسيطة إلي وكر للبلطجية. وفي مناخ كهذا، لم يكن صعباً أن يحصل علاء مبارك وصفوت الشريف والمرحوم كمال الشاذلي ومحمد إبراهيم سليمان والدكتور زكريا عزمي وفتحي سرور وعاطف عبيد ورشيد محمد رشيد والمغربي وسامح فهمي وأحمد نظيف وحبيب العادلي وهشام طلعت مصطفي وجيهان السادات وغيرهم علي فيلات أو شاليهات وكبائن علي شواطئ المنتزه الساحرة، ومارينا وغيرها من المصايف، وبعد قيام ثورة 25 يناير تحركت الأجهزة الرقابية ومنها جهاز الرقابة الإدارية وإدارة الأموال العامة لحصر هذه الممتلكات، وقد حصلت الوفد علي صورة من المخاطبات بين إحدي الأجهزة وشركة المنتزه، واكتشفت »الوفد« أن بعض الكبار حصلوا علي الشاليهات ولم يسددوا قيمة حق الانتفاع يعني البلد بلدنا ومش حندفع كمان، ومن هؤلاء صفوت الشريف الذي يمتلك شاليهاً بشاطئ إيزيس رقم 3/88 ويرفض سداد قيمة حق الانتفاع منذ عام 2001 حتي بلغت ديونه للشركة 97 ألفاً و490 جنيهاً، وبالرغم من مطالبات الشركة المستمرة لصفوت الشريف الذي حرر عقد الشاليه باسم ابنه أشرف إلا أن أحداً لم يستجب، ومازالت المديونية عليه منذ 10 سنوات. تتحدث الإسكندرية عن الدكتور أحمد نظيف الذي حاول منذ أن كان وزيراً للاتصالات بالحصول علي شاليه ولم يتمكن لعدم وجود شاليهات آنذاك وعندما تولي رئاسة الوزارة أصر علي امتلاك شاليه مميز بحق انتفاع قدره 2136 جنيهاً، واضطر أحمد المغربي، وزير السياحة آنذاك، الاستيلاء علي الشاليه الخاص بالملكة دينا زوجة المرحوم الملك حسين ملك الأردن الأول، ولا نعلم إذا كان المغربي حصل علي موافقة العائلة المالكة أم لا، ولم يكتف نظيف بامتلاكه للشاليه المميز والفريد بحجمه أو موقعه بل امتد طموحه إلي إدارة الوزارة في فصل الصيف من مكتب اللواء رأفت عبدالمتعال، رئيس الشركة، ولكي يسهل هذه المهمة تم نقل اللواء رأفت إلي مكان آخر حتي يستطيع أن ينهي عمله، ويكون قريباً من الشاطئ بغض النظر عن قيام رئيس الشركة بعمله من عدمه، وفي الوقت نفسه يتمكن نظيف من تصفية حسابات قديمة لعدم حصوله علي شاليه منذ أن كان وزيراً. يذكر هنا أن أحمد نظيف عندما كان يود ممارسة رياضة السباحة كان يذهب إلي شاطئ عايدة هو والمرحومة زوجته بالرغم من أن الشاليه الخاص به رقم 54 يقع علي شاطئ نفرتيتي وكان يرفض الاستحمام مع أصحاب الكبائن فكان يخصص الحرس الخاص به نصف الشاطئ لوحده هو وزوجته والنصف الآخر لباقي أصحاب الكبائن، وكان أيضاً يرفض التصوير عند خروجه بملابس البحر. ويمتلك الدكتور زكريا عزمي كابينة علي شاطئ عايدة بحق انتفاع قدره 2117 جنيهاً، ويحب دائماً الاستحمام بالشاطئ صيفاً، بالرغم من امتلاكه لكابينة أخري بكبائن الحرس الجمهوري بالمعمورة، ويذكر أن زكريا عزمي أصر علي منع الجماهير الحاملين للكارنيهات التي كانت تصدرها الشركة من الدخول لشاطئ عايدة. أما بخصوص فيلا علاء مبارك المميزة علي شاطئ الحرملك رقم »7 ب« فهي تعتبر من أكبر وأفخم الفيلات علي الشاطئ وقد حصل عليها عام 1985 مقابل 1635 جنيهاً، ولم يستغلها أو يذهب إليها في حين كانت والدته سوزان تكتفي بقضاء ساعة أو نصف ساعة بالفيلا عند زيارتها الإسكندرية، كما كانت تحضر جيهان السادات إلي الشاليه المخصص لها قليلاً بصحبة لواء سابق اسمه »سعودي« ولكنها لم تحضر السنتين الأخيرتين، أما رشيد محمد رشيد فلم يحضر للشاليه الجديد المميز دائماً كان يحضر منذ سنوات قبل توليه الوزارة. ولم يحضر حبيب العادلي إلي كابينته رقم 21 بشاطئ كليوباترا منذ حادث تفجيرات شرم الشيخ وقد حصل علي الكابينة مقابل 7260 جنيهاً. أما شاليه هشام طلعت مصطفي فهو رقم 59 بجانب فيلا الرئاسة، في حين يقع شاليه اللواء عدلي فايد بشاطئ كليوباترا رقم 159 والمهندس سامح فهمي بالشاطئ نفسه برقم 122 أما المرحوم كمال الشاذلي بشاطئ عايدة رقم 2/77 وأولاد الدكتور فتحي سرور بشاطئ عايدة برقم 1/17 وكذلك الدكتور محمد إبراهيم سليمان بنفس الشاطئ برقم 1/21 وعاطف عبيد كابينة رقم 1/28 والمغربي رقم 93 بشاطئ كليوباترا، الجدير بالذكر أن وزيري السياحة السابقين سواء المغربي أو جرانة خصصا هذه الشاليهات والكبائن بأسعار رمزية في الوقت الذي بلغ سعر الشاليهات التي يمتلكها رجال الأعمال بالملايين.