"طفل الجردل".. لقب اشتهر مؤخرًا عقب انتشار فيديو على معظم منصات التواصل الاجتماعي، لطفل أسواني أثار بصوته الندي وأدواته البسيطة التي يستخدمها خلال تغريده بأغاني مختلفة، إعجاب معظم رواد مواقع التواصل الاجتماعي، حتى صار حديث السوشيال ميديا. الطفل الأسواني عبد الله أحمد، الذي لم تجاوز عمره ال13 عامًا، استطاع بفيدوهاته المتداولة على الإنترنت، تغيير الجو العام بالتزامن مع جو الخوف الذي أثارة فيروس الكورونا، إلا أن الفتى الأسمر استطاع أن يهزم الكورونا بصوته وابتسامته التي لم تفارقه، لينشد بخفة ظل أمتعت كل من سمعه. ينمتى الطفل الأسمر لقرية «كلح الجبل» بمركز إدفو بأسوان، ويدرس بالصف الثالث الإعدادي، ينتمي لأسرة بسيطة مكون من 5أفراد، ويعد الوحيد من أشقاءه يحب الغناء ويمارس موهبته منذ 4سنوات، ولكن يرافقه اخوه الصغير ويردد معه، يستطيع حفظ كلمات الأغاني سريعًا، ويرددها بلهجات ولغات مختلفة، ومنها اغاني اللغة النوبية رغم صعوبة نطقها ولكن استطاع أن يرددها بطلاقة. كلن للوفد لقاءًا مع الطفل الكلحاوي الذي أكد لنا فيه مقدرته على الغناء بكل ألوانه، بجانب جميع الهجات المختلفة من نوبي وصعيدي وشعبي، قائلاً" بعرف اغني كل حاجة من وانا عندي 4سنين، كنت بغني لهم في البيت، وأفضل طول الطريق أغني، حتي نال اعجاب من أهالي القرية وأصبح يشجعوني في الاستمرار"، وبدأت مشواري علي خشب مسرح البلد في الافراح والمناسبات والمولد، أصعد واردد مع الفنانين، مما أثار الجميع إعجابه الشديد، وبدأ يطالبون بتواجده في جميع المناسبات. ويمارس عبدالله، موهبته في الغناء باستخدام الآلات المنزلية، " جردل بلاستيك"، وايضا " دف"، يجلس ويلتفتون حواله الجميع من جميع الأعمار المختلفة، ويردد اشهر الاغاني في مصر وسط تصفيق وتحيه من الجالسين، مما استطاع رسم البهجة والسرور داخل قريته الصغيرة، لم يكن موهوب في الغناء فقط، بينما يمارس "عصا التحطيب" بمهارة رغم قلة نموه، فضلاً عن ممارسة التمثيل و يقوم بتقليد اي شخص دون خجل أو خوف، ولكنه قرر أن يحارب المرض حيث أنه يعاني من " ايقاف النمو". وأوضح الشهير ب"طفل الجردل"، أن قصته بدأت من أيام قليلة، من خلال مزح مع جاره يدعي" كريم"، بتصويره مقطع فيديو ورافعه علي مواقع التواصل الاجتماعي" فيسبوك"، وذلك خلال جلسته مع رفقاه أمام منزل بسيط يحمل بيده" الجردل"، ويردد بعض الأغاني الشعبية، وتم تصويره، وتم نشر الفيديو عبر الفيسبوك، وخلال دقائق من نشره أثار إعجاب كثيرة لم يكن أن يتخيل من مجرد مزح أن يتحول الي حديث السوشيال ميديا. وبعد أن نال اعجاب الجميع، طالب عبدالله الكلحاوي، من جاره " كريم أبو فرغل"، أن يسجل له فيديوهات أخري، وان يكون بجواره وإنشاء قناة له خاصة ينشر عليه كل تسجيلاته، ولم يكن الجميع يتلفت معه علي مواقع التواصل الاجتماعي فقط، بينما بدا يذهب الي المناسبات في المركز الأخري، حيث يتميز الطفل الصغير بممارسة الفكاهة والمرح النكات، علي خشب المسرح، مما يرسم بهجة بشكل مميز ومختلف، متمنياً أن يكون مثل الفنان محمد منير أو الفنان النوبي حمو إسماعيل، يراهم في كل لحظة أثناء غناه، قائلاً" نفسي اطلع فنان". ومن جانبه تقول والدة عبدالله، ل " الوفد"، أنه منذ صغره يأخذ ادوات الاستخدام المنزلي من " ترابيزة أو جردل بلاستيك"، ويطرق به ويردد بعض الأغاني، مضيفاً أنها كانت دائماً ترفض ذلك وكثير ما تجاريه لعد الاتجاه نحو ذلك، خوفاً من اهماله للتعليم والتركيز نحو الغناء، ولكن الآن تقوم بتشجيعه بالاستمرار نحو الغناء، بعد أن نال اعجاب الجميع، مشيرا إلى أنه لا يؤثر نحو دراسته ودائماً متفوق، موضحاً أن الأهم لديهم التعليم بجانب الغناء، وترفض بشده ترك الدراسة وان يركز في جميع الاتجاهات، قائلة" أن خوه الصغير يعاني من قلة النمو أيضا، ويغني معه باستمرار ولكنه خجول غيره"، متمنيا أن يستكمل تعليمه داخل معهد الموسيقي، حتي يستطع تحقيق أحلامه. بينما يقولو توفيق حسن توفيق، مدير أعماله، ل"الوفد"، أن عبدالله فكاهي، واستطاع منذ سنوات كان لديه القبول وسط المواطنين داخل مركز إدفو، الجميع كان يترك الفنانين ويستمعون له، وذلك مما يميزه من صوت عذب وبراءة الطفولة، وكانت بداية قصته أثناء غناء للنادي الاهلي، وظهوره علي قناة الأهلي، أصبح الجميع يراءه، ولكن الطفل موهوب منذ سنوات طويلة وجميعا نلتفت إليه، نجلس معهم بساعات طويلة لاستماع لصوته. مطالباً حسن، من المسؤولين تقديم الدعم الفني، له وحتي نساعد في تحقيق احلامه، وأن يصبح من الفنانين المبدعين، حيث لديه موهوبة ويريد النظر إليه، قائلاً" نتمني من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، أن تحتضن تلك الموهبة"، حيث أنه لم يشارك منذ قبل في الأنشطة الثقافية التابعة لقصور الثقافة ولا أحد يراه، نحن ما نقوم بدعمه فقط.