تقديرًا لمشواره الفنى ومسيرة عطائه فى مجال الدراما التليفزيونية، كرم د.محمد صابر عرب وزير الثقافة د. سعيد توفيق الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عميد الدراما المصرية الراحل إسماعيل عبد الحافظ؛ وذلك بإهداء نجله محمد عبد الحافظ درع المجلس تكريماً وعرفاناً للراحل بما قدمه وأنجزه من أعمال إبداعية رائعة. جاء ذلك خلال احتفالية كبرى أقامها المجلس الأعلى للثقافة بالمسرح الصغير بدار الأوبرا بعنوان "مسيرة عطاء عمدة الدراما المصرية"، وحضر الافتتاح حمدين الصباحى المرشح السابق لرئاسة الجمهورية، ممدوح الليثى، إبراهيم أبو ذكرى، وعدد كبير من الأدباء والكتاب والفنانين والفنانات والمخرجين منهم بهاء طاهر، يوسف القعيد، محمد فاضل، إنعام محمد على، وحيد حامد، الشاعر سيد حجاب، صلاح السعدنى، محمد وفيق، كرم النجار، سميحة أيوب، عفاف شعيب، نهال عنبر، فردوس عبد الحميد، صابرين، نيرمين الفقى، رانيا فريد شوقى، منى زكى، لوسى، سامح الصريطى، سمير حسنى ...وغيرهم، بالاضافة لأسرة الراحل وهم نعيمة عبد المنعم حجاب أرملته، ومن أبنائه لمياء وصفاء ومحمد، وعدد كبير من قيادات وزارة الثقافة منهم د.ايناس عبد الدايم رئيس دار الاوبرا المصرية، د.خالد عبد الجليل رئيس قطاع الانتاج الثقافى، كمال عبد العزيز رئيس المركز القومى للسينما، هشام فرج وكيل وزارة الثقافة للأمن، إلى جانب عدد كبير من الإعلاميين والصحفيين . وأشار عرب إلى أن كل الحضور من الإعلاميين والممثلين والفنانين وكل من له علاقة بالعمل الدرامي بشكل أو بآخر يعرفون تاريخ هذا المبدع، وقال عرب: "اذا تتبعنا تاريخه نجده تخرج في قسم اللغات الشرقية من جامعة عين شمس في الستينيات ولعل ظروف العمل والقوي العاملة دفعت به للعمل في التليفزيون المصري لكي ينتهي به الأمر واحدا وعلي رأس أهم مبدعي التليفزيون المصري وذلك يحتاج الي دراسة في تكوين إسماعيل عبد الحافظ" . وأضاف صابر أن الجانب الآخر في أعماله هي الشخصية المصرية، مشيرا الي أنه من نفس المركز والمحافظة الذي ينتمي اليها إسماعيل عبد الحافظ وهو من قرية الخادمية، كما أشار إلي التوحد بين إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة فى الأسماء والأماكن والسيناريو، فكلاهما من كفر الشيخ التي يعبر فيها عن البيئة التي خرج منها إسماعيل عبد الحافظ وأسامة أنور عكاشة كأنه يعبر عن حالة القرية المصرية وخصوصا في آخر عمل له في مسلسل المصراوية بشكل واضح جدا. وبدأ الفنان محمد عبد الحافظ كلمته بالوقوف دقيقة حدادًا على روح والده، ووجه الشكر لوزير الثقافة علي اهتمامه لإقامة هذه الاحتفالية وزيارته لوالده فى المستشفى ومتابعته اليومية، مشيرا إلى أن والده كان يُحب أن يُلقب بالعمدة الفارس الرائد الفلاح المصراوي الفصيح، وهو أقرب الألقاب إلى قلبه، مؤكدا أنه لم يمت وستظل أعماله باقية . تضمن الاحتفال عرض فيلم تسجيلى قصير بعنوان "الأسطورة إسماعيل عبد الحافظ" من إنتاج المركز القومى للسينما يتناول لقطات من أشهر أعماله وجزءا بسيطا عن حياته، بالاضافة لعرض لقطات من التكريمات والجوائز التى حصل عليها، كما تضمن أمسية شارك فيها عدد كبير من الفنانين والفنانات والكتاب والمخرجين منهم الفنان صلاح السعدنى، الفنانة منى ذكى، الكاتب يوسف القعيد، المخرج كرم النجار، الكاتب بهاء طاهر، د.كريمة الحفناوى، الشاعر سيد حجاب، الفنان محمد وفيق، المخرج محمد فاضل، المخرجة إنعام محمد على، عفاف شعيب، نهال عنبر، وأدارتها الكاتبة فتحية العسال التى طالبت بالوقوف دقيقة تحية وإجلال لعطاء إسماعيل عبد الحافظ، أعقبها فاصل غنائى شعرى شارك فيه المطرب على الحجار، المطرب محمد الحلو، والشاعر سيد حجاب . وأشار الفنان صلاح السعدنى إلى أن إسماعيل عبد الحافظ لم يُغير فى حياته ما اقتنع به وأصر عليه وأقام مع المواطن علاقة قوية تستمر طويلا وكان صاحب مشروع ومنهج قومى، مشيرا الى أنه كان صديقا وإنسانا وفنانا، قائلا: "أنا أعتقد أن شجرة الثقافة المصرية فقدت غصنا مهما من أغصانها" . وقالت الفنانة مني زكي إن اسماعيل عبد الحافظ هو من اكتشفها بعدما تقدمت الي معهد الفنون المسرحية وكانت صغيرة السن وفوجئت بالمخرج الكبير يستدعيها لدور صغير ثم قام بتقديمها فى ستة أعمال صنعت منى كنجمة فى الوسط الفنى، مشيرة الى أنه كان يعاملها مثل ابنته فهو صاحب فضل عظيم نحوها، كما أضافت أنه وقف بجانبها منذ بداياتها وكان موجها لها ليضعها علي أول السلم بأدوار صغيرة في البداية ثم أدوار أكبر بعد ذلك . ووصف الكاتب يوسف القعيد البشر بأنهم ينقسمون لنوعين؛ نوع نتعلم منه ونوع تمر به دون أن يترك فيك أي أثر، واسماعيل عبد الحافظ كان يأخذ من كل شخصية إيجابيات أو الشيء الجيد دون أن يدفعه ذلك للتنازل عن ثوابت عمره الأساسية، وهذا كان يخلق جوا مثاليا في الاستوديو أثناء التصوير والبروفات، ثم تحدث القعيد عن ذكرياته أثناء الإعداد والتصوير في مسلسل وجع البعاد من جلسات عمل، كما تحدث عن زيارته لمدينة "قابس" في تونس مع الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة . وتحدث الكاتب بهاء طاهر عن ظروف عمله مع المخرج الراحل في مسلسل "وجع البُعاد" وقال إنه كان هناك تفاهم كامل بينه وبين المخرج الكبير في كل مراحل العمل وحضر معه تصوير بعض المشاهد ورأي كيفية توجيه الممثلين دون تعالٍ أو عصبية، وقال إن إسماعيل عبد الحافظ كان يفعل ما يؤمن به من هنا تأتي قيمة إسماعيل عبد الحافظ، وأضاف أنه كان عروبيا قوميا ومؤمنا بأن النسيج المصري لابد أن يتضافر، وأن هذا الايمان كان نابعا من داخله، كما أنه كان يحب أن يعرف أدق التفاصيل عن المسلسل . أما الشاعر سيد حجاب فقام بتقديم اعتذار عن عدم حضور الموسيقار عمار الشريعى لأنه مريض ويرقد فى مستشفى الصفا ثم قرأ قصيدة شعر بعنوان "منديل وداع" لرفيق عمره إسماعيل عبد الحافظ . كما تحدث المخرج محمد فاضل عن إسماعيل عبد الحافظ، قائلا: إنه رفيق الدرب من الجيل الثاني في الاخراج التليفزيوني الذين حملوا الراية، وأضاف أن إسماعيل عبد الحافظ قبل أن يكون مخرجا كبيرا كان مصريا أصيلا ومن هذه النقطة انطلق إسماعيل عبد الحافظ فكل أعماله بها رسالة تخاطب البسطاء وتخاطب النخبة لذلك تصل الي العقول والي القلوب كما أنه لم يتنازل في يوم من الأيام عما يريد أن يقوله ولم يقدم عملا غير مقتنع به، مضيفا أنه كان له أسلوب فني خاص به بالرغم من آراء النقاد، لكنه لم يُغير من أسلوبه الفني لذلك لم يغادر الساحة الفنية . وأوضحت المخرجة أنعام محمد على أن إسماعيل عبد الحافظ كان زميل الدرب والمشوار والرحلة حيث كان الحلم والأمل والتطلع لأمان، كان فارسا للزمن الجميل دائما مبتسما، ينُم عما بداخله ويمتلك قلبلا جميلا لا يحمل حقدا، كان لإسماعيل محاسن عديدة، لقد عرفته منذ 40 عاما منذ الستينيات من قرية الخادمية فى كفر الشيخ.