تحت عنوان "التطرف الإسلامي ودول الخليج"، بدأت صحيفة (جولف نيوز) الإماراتية والناطقة باللغة الإنجليزية انتقاد تحول سياسة جماعة الإخوان المسلمين من الاعتماد على الأنشطة الاجتماعية إلى التغلغل والتسلل إلى قلب السياسات في دول الخليج. ونصحت الصحيفة شعوب دول الخليج بعدم الانسياق وراء أهداف مثل هذه الجماعات تأثرا بمزاعم التوزيع العادل للدخل على المواطنين وعمليات إصلاح التعليم والإعلام من أجل منع انتشار الأفكار الأصولية بين الأجيال الجديدة، ومنع التغلغل غير المرغوب فيه للإخوان المسلمين في سياسات الدول. ودللت الصحيفة على ذلك من خلال الإعلان الصادر قبل أسبوعين من الشيخ "عبد الله بن زايد آل نهيان"، وزير الخارجية الإماراتي، بأن المنظمة الدولية لجماعة الإخوان المسلمين تعمل بالتنسيق مع عدد من المواطنين في دولة الإمارات للتدخل في السياسة المحلية وزعزعة استقرار الحكومة، وكل هذا أوضح السياسة الخفية للحركات الإسلامية المحلية وأنشطتها في منطقة الخليج. والسؤال المطروح الآن هو: ما الذي يرغب في تحقيقه الإسلاميين في دول الخليج؟!، فبعد أن ظهرت جماعة الإخوان المسلمين في البحرين والكويت في أواخر 1940 وفي دبي في أواخر 1960، كمنظمات اجتماعية تعمل على حل مشاكل الأشخاص وجمع التبرعات للأشقاء العرب، إلى أنها للأسف نأت بعيدا عن سياستها المحلية المرتكزة على العمل الاجتماعي. وتدريجيا، دخل الإخوان المسلمون في مجال السياسة، ومع تغاضي السلطات المحلية في الخليج عن تزايد نشاط الإسلاميين في أفغانستان، نمت مشاركتهم في السياسة المحلية بشكل مطرد، وفي 1980 نجحت جماعة الإخوان في حجز مقاعدها في البرلمان الكويتي. وفي أوائل عام 2002، حذر ولي العهد السعودي الراحل وزير الداخلية، الأمير "نايف بن عبد العزيز"، الذي كان يعرف الكثير عن الحركات الإسلامية في المنطقة، من أنشطة الإخوان المسلمين الذين يقومون بتجنيد المواطنين الشباب في منطقة الخليج، متخذين من المدارس والجامعات والنوادي الاجتماعية مسارح للعمل والإقناع. وقالت الصحيفة إن الحكومات الخليجية تيقظت لنمو حركات التطرف الإسلامية في الآونة الأخيرة، حيث لاحظت الحكومات التهديد الأكيد من هذه المجموعات، وخلال مؤتمر أوائل هذا العام، كان الفريق "ضاحي خلفان تميم"، رئيس شرطة دبي، قد وجه اتهاما واضحا لفروع جماعة الإخوان المسلمين في دول الخليج، الذين لا يريدون فقط تقاسم السلطة، ولكن الاستيلاء على السلطة كاملة. وأثبتت ردود الفعل التي تلت ذلك من قبل الناشطين من جميع أنحاء المنطقة مرة أخرى الصلة بين هذه الجماعات، وينظر إلى انتصار جماعة الإخوان المسلمين والحركات السياسية الإسلامية في مصر وتونس وغيرها من دول الربيع العربي، على أنه حقنة في الذراع السياسية للجماعات الإسلامية في الخليج.