رغم ما نعانيه من خطر مدقع يهدد حصتنا في مياه نهر النيل بعد الاتفاقية الإطارية لدول حوض النيل إلا أن ذلك لم يقلل من تلويث المصانع والأفراد والمنشآت للنيل وكأن تلك المنشآت في وادٍ والنهر الخالد في وادٍ والشعب الغلبان في واد ثالث. وزارة البيئة من جانبها قامت بحملة مفاجئة تفتيشية علي النهر وبعد ما تشهده وزارة البيئة من جوار علي النهر الخالد أعلن عن بدء حملة قومية لحمايته من التلوث.. فهل تفلح تلك الحملة فعلاً في حماية «حابي» من أسباب ملوثاته.. التفاصيل في السطور التالية!! أكد مصدر مسئول بوزارة الري والموارد المائية في تصريح له علي ارتفاع عدد الاعتداءات علي نهر النيل إلي 13 ألفاً و500 حالة تعد علي طول شاطئيه الممتد من أسوان وحتي دمياط تشمل منشآت سياحية وصناعية ومبانٍ سكنية وعوامات ونواد ليلية ولانشات عملاقة وقوارب يسكنها أكثر من 10 آلاف مواطن، خصوصاً بالمنطقة الممتدة علي طول ساحل الوراق وإمبابة وتعتبر جميع هذه الإنشاءات مخالفات وصدرت بشأن أغلبها قرارات إزالة. الدكتور عصام الغرباوي الأستاذ بقسم بحوث المياه بالمركز القومي للبحوث أكد تنوع مصادر التلوث للنهر ما بين مصادر صناعية وزاراية إضافة إلي مياه الصرف الصحي والقمامة والمصادر الأخري، مؤكداً أن تلوث الماء العذب يزداد كنتيجة مباشرة للتوسع في مشروعات التنمية الصناعية والزيادة السكانية، وغياب التخطيط البيئي وسوء استخدام نهر النيل وصرف المصانع والتجمعات السكانية لمخلفاتها السائلة إليه مباشرة أو بطريقة غير مباشرة، مما أدي إلي زيادة تلوث مياهه والتغيير في خواص المياه الطبيعية والكيميائية مما يؤثر بالتالي علي جميع أنواع الحياة بالنهر واستخدامات المياه المختلفة. وأشار د. عصام إلي وجود العديد من المواد السامة منها ما يزيد علي 47 مبيداً ساماً وخمسة مبيدات للحشائش، ومركبات سامة كثيرة تستخدم في العمليات الزراعية وتتسرب إلي مياه النهر، بالإضافة إلي صرف ما لا يقل عن 95٪ من الصرف الصحي لقري مصر بالنيل بشكل غير مباشر فضلاً عن الصرف الزراعي والصناعي لمياه النيل ومياه الصرف المحملة بالأسمدة والمبيدات الحشرية، هذا بالإضافة إلي المواد غير العضوية والمعادن الثقيلة السامة من نحاس ورصاص وزنك وغيرها من المعادن الضارة بالصحة العامة، ولأن نهر النيل هو المصدر الرئيسي لمياه الشرب فإنه يتعرض للعديد من الملوثات في البيئة، حيث إن المنطقة المحيطة بنهر النيل منطقة عالية الكثافة السكانية وعلي مقربة من المنطقة الصناعية. ويصب في نهر النيل وحده ما لا يقل عن ثلاثين مليون مكعب من الصرف الصناعي سنوياً، كما يحتوي الصرف الصناعي أيضا علي مواد وعناصر ثقيلة شديدة السمية خاصة من خلال مواد عالقة تدمر الإنسان والحيوان والنبات، كما أنه يتم صرف المجاري في النيل وإلقاء القمامة ومخلفات المصانع والمبيدات التالفة مما أدي إلي أن الأسماك تموت داخل مياه النيل وأدي إلي زيادة الأمراض. الفشل الكلوي الدكتور عاطف هيبة أستاذ المسالك البولية وأمراض الكلي بطب عين شمس أكد زيادة وانتشار أمراض الفشل الكلوي بين المصريين، بسبب تلوث مياه الشرب وخاصة نهر النيل الذي يعد المصدر الأول والرئيسي للشرب والزراعة في مصر ووصولهم إلي حالات متدنية في المرض وطالب المصريين باستخدام الفلاتر المنزلية وغلي المياه في محاولة لتقليل نسب تلوث المياه. حملات لا تسمن! وزير البيئة الدكتور مصطفي حسين كامل أكد علي قيام الوزارة بحملات تفيتشية من خلال التفتيش البيئي المركزي بالتعاون مع شرطة البيئة للوقوف علي مدي مطابقة المنشآت المطلة علي نهر النيل للاشتراطات البيئية.. وخاصة ورش السفن وشركة السكر والصناعات التكاملية بالحوامدية.. وأوضح الوزير أن إجمالي المنشآت التي تصرف علي نهر النيل 102 منشأة بإجمالي صرف 477.1 مليون متر مكعب تم إيقاف صرف 80 منشأة، وقدمت 19 منشأة خطط زمنية لتوفيق الأوضاع البيئة وباقي عدد 3 منشآت غير مطابقة للاشترطات البيئة تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها وجاري التزامها بخطط توفيق الأوضاع. وأشار الوزير إلي انه تم الانتهاء من زراعة 34 غابة شجرية علي مياه الصرف الصحي في عدد 17 محافظة بمساحة تصل إلي 1176 فداناً وجار استكمال زراعة 24 غابة في عدد 8 محافظات أخري.