رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مصر وتركيا يسعيان إلى التحالف وسط الإضطرابات المتعددة التي تحيط بالمنطقة، فمع تفاقم الأزمة بين سوريا وتركيا واندلاع الصراع الحدودي بين البلدين وارتفاع مستوى المشاكل الإقتصادية والسياسية في مصر، حاول البلدان تقريب وجهات النظر باحثين عن تحالف مشترك قد يمثل تحول جغرافي سياسي كبير في الشرق الأوسط الذي تغير معالمه في ثورات الربيع العربي. وأوضحت الصحيفة أن كل من تركيا ومصر يتخذان خطوات مشتركة وفعالة في محاولة جديدة لتوحيد قوتين هم الأكبر في الشرق الأوسط، مع بزوغ طموحات إقليمية مشتركة يقودها حزبين حاكمين يسعيان إلى إنتهاج الإسلام السياسي في البلاد. وقالت الصحيفة أنه في سلسلة من توطيد العلاقات، تخطط مصر وتركيا لرفع القيود على تأشيرات الدخول بين البلدين مع المزيد من الشراكة العسكرية من خلال مناورات عسكرية في البحر الأبيض المتوسط. وذكرت الصحيفة أن تركيا عرضت على مصر مجموعة من التدابير لدعم إقتصادها المتهلهل بما في ذلك حزمة من المساعدات تبلغ قيمتها 2 مليار دولار، مؤكدة على شراكة أوسع نطاقًا سيتم الإعلان عنها خلال الأسبايع القليلة المقبلة عندما يصل رئيس الوزراء التركي "رجب طيب أرودغان" إلى القاهرة لمقابلة الحكومة الإسلامية الجديدة. وأضافت الصحيفة أن التحالف الجديد بين مصر وتركيا أتى على أعقاب الزلزال الذي هز النظام الإقليمي في المنطقة عندما تم الإطاحة بالرئيس المصري "حسني مبارك" واندلع صراع جديد بين تركيا وسوريا- الجارتين اللتان كانتا حليفتين قويتين في وقت سابق. وأشارت الصحيفة إلى أن مصر وتركيا متشابهتان في الرؤى إلى حد كبير، فالبلدين يبذلان جهود رامية إلى كسب قلوب وعقول العالم العربي بأكمله، لاسيما على نحو متزايد من الجانب التركي الذي قدم نفسه كبطل للفلسطينيين وغالبًا ما أحرج نظام الرئيس المصري السابق "مبارك". ومن جانبه، قال "جمال سلطان" أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة "على ما يبدو أن مصر أصبحت الشريك الأقرب لتركيا في الشرق الأوسط وأن هذه الشراكة كلفت تركيا خسائر في العلاقات الإقليمية خاصة مع حليفتها السابقة سوريا." وانتهت الصحيفة لتقول أن كلا البلدين وجد في الآخر شريكًا إسلاميًا جيدًا، فأرودغان ينحدر من حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية والرئيس المصري "مرسي" منتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في محاولة لإثبات النظرية التي تقول أنه يمكن للإسلام والديمقراطية أن يتعايشا.