تحاول السلطات الليبية اليوم الخميس التفاوض على تسوية مع زعماء قبائل وعسكريين في بني وليد للسيطرة سلميا على هذه المدينة المتهمة بايواء انصار النظام السابق وذلك غداة هجوم شنه ثوار سابقون واوقع 11 قتيلا على الاقل. وشنت مجموعة من الثوار السابقين تحت راية الجيش الليبي، وبعضهم يتحدرون من مصراته، المدينة المجاورة والمنافسة التاريخية لبني وليد، الاربعاء هجوما على المدينة اوقع 11 قتيلا على الاقل وعشرات الجرحى كما قالت مصادر محلية. وتزامن هذا الهجوم مع الذكرى السنوية الاولى لاعلان "تحرير" بني وليد، وهي مدينة متهمة بدعم نظام معمر القذافي حتى ثورة العام 2011. وسقطت المدينة بيد الثوار السابقين في 17 اكتوبر 2011، اي ثلاثة ايام فقط قبل سقوط نظام القذافي بعد مقتل الزعيم المخلوع في مسقط رأسه سرت. وقال المسؤول العسكري لهذه المدينة، بان محمد المقريف رئيس المؤتمر الوطني العام، اعلى سلطة سياسية في البلاد، سيتوجه الخميس الى بني وليد. وقال سالم الواعر "ننتظر اليوم زيارة رئيس المؤتمر. لكنني لا اعلم كيف سيدخل الى المدينة في وقت تواصل ميليشيات مصراته قصفنا". واضاف ان المجموعات المسلحة التي تحاصر منذ اكثر من اسبوعين هذه المدينة، اطلقت الخميس هجوما تحت راية "الجيش الوطني" غداة الهجوم الذي اوقع 11 قتيلا على الاقل. وتؤكد كتيبة درع ليبيا التابعة لوزارة الدفاع ومقاتلو مصراته انهم تلقوا تعليمات للتقدم الاربعاء نحو بني وليد في حين نفى رئيس هيئة الاركان العقيد علي الشيخي ان يكون الجيش اصدر امرا بهذا الصدد. من جهته اكد الناطق باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان لوكالة فرانس برس الزيارة المرتقبة للمقريف الى بني وليد "لتطبيق القرار رقم 7 للمؤتمر الوطني". وكان المؤتمر الوطني طالب في 25 سبتمبر وزيري الدفاع والداخلية بالعثور على منفذي عملية خطف احد الثوار السابقين في مصراته الذي قتل بعد اسابيع من الاعتقال وبان يوقفوا اشخاصا اخرين ملاحقين امام القضاء بتهمة انهم حاربوا الى جانب النظام السابق. واضاف حميدان "ان قوة عسكرية ستدخل المدينة بموافقة القبائل المحلية". وقال مصدر عسكري ان قوات الجيش النظامي غادرت طرابلس الخميس متوجهة الى بني وليد ومن المرتقب ان تسيطر عليها لاحقا. وكان رئيس هيئة الاركان اعلن مساء أمس الاربعاء في بيان ان المجلس الاجتماعي لبني وليد الذي يضم قادة القبائل اعطى موافقه على دخول الجيش النظامي الى المدينة "لفرض سلطة القانون". وفي اتصال مع وكالة فرانس برس قال علي زرقون احد وجهاء قبيلة من بني وليد انه ينتظر مع الوجهاء الاخرين زيارة المقريف للتفاوض على تسوية. واضاف "انهم يقترحون علينا دخول قوة من الجيش النظامي. وسنبحث ذلك معهم" بدون اعطاء تفاصيل اضافية. ويرفض وجهاء بني وليد دخول "ميليشيات خارجة عن القانون" ويشككون في حياد "الجيش الوطني" معتبرين انه لم يتشكل بعد. ويتخوفون من مصير مماثل لذلك الذي شهدته تاورغاء التي كان يتهم سكانها بالمشاركة في فظاعات النظام السابق ضد مصراته في نزاع 2011 حيث طردوا من منازلهم التي دمرت واحرقت.