كشفت دراسة صادرة من مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية "كابسارك"، أن مصر هي الأكثر تنويعًا في مجال التوظيف في قطاع الطاقة المتجدّدة مقارنة بالمغرب والأردن، حيث توظف العمال في كل من الطاقة الشمسية الكهروضوئية والطاقة الشمسية المركزة وطاقة الرياح، كما أنها تتفوق في ناحية التعليم على على جميع منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا. ونوهت الدراسة إلى أن قطاعات الطاقة المتجدّدة في مصر تركز بشكل أساسي على مزارع الرياح الكبيرة، وأن مصر قد حققت نجاحًا في تصنيع نصف أجزاء مزارع الرياح الخاصة فيها، حيث تستهدف إضافة 20 % من مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة المصري بحلول عام 2022 ،و 42 % بحلول عام 2035، حيث أنها مازالت تعتمد في توليد الكهرباء على النفط والغاز بنسبة 92% و7% على الطاقة الكهرومائية و1 % على الطاقة المتجددة. وبينت الدراسة ان 10 % من الشركات في مصر تقدم تدريبًا على راس العمل وهي نسبة أقل من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية البالغ 40% ، وشددت على أهمية مشروع تطوير القوة العاملة وتعزيز المهارات لتوفير فرص عمل في قطاع الطاقة المتجددة الذي يتطلب قطاع الطاقة المتجددة عدد أكبر من العمال لكل ميجاواط من الطاقة المولدة مقارنة بقطاعات الطاقة القائمة على الوقود الأحفوري. وحدّدت الدراسة ستة أنواع من الأنشطة في محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ومشروع مزرعة الرياح من التخطيط إلى وقف التشغيل، حيث تعتبر أكثر الأنشطة التي يتم التوظيف فيها هي التشغيل والصيانة والتركيب بالإضافة إلى البناء والتصنيع. وتسعى مصر للحصول على 700 ميجا واط من الطاقة الشمسية الكهروضوئية بحلول عام 2027 و 2.8 جيجا واط من الطاقة الشمسية المركزة بحلول عام 2030، ويشكل عمال البناء والفنيون 44 %من اجمالي العاملين في طاقة الرياح، بينما يشكل المهندسون وخبراء الصحة والسلامة نسبة 13%، في الوقت الذي يشكل فيه الفنيون نسبة 29% من العاملين في الطاقة الشمسية الكهروضوئية والمهندسين نسبة 16 بالمائة. وبحسب تقرير وكالة الطاقة الدولية فإن مصر جاءت بالمرتبة الثانية مقارنة بالمغرب والاردن في القدرة المركبة على توليد الكهرباء من أنظمة الطاقة المتجددة بعد المغرب وقبل الأردن. واستحوذ قطاع تقنية الطاقة المتجددة على أقل من 1% من إجمالي التوظيف فيها، على الرغم من امكانيات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على توظيف أكثر عدد من الموظفين. وأرجعت الدراسة انخفاض مساهمة قطاع الطاقة المتجدّدة في توليد الوظائف إلى تفضيل طلاب الجامعات في الدول الثلاث المجالات كالعلوم الاجتماعية والصحة والتعليم ، والتحاق عدد قليل من الطلاب بالتخصصات العلمية والفنية والهندسية وهي المجالات التي تمثل معظم الوظائف في قطاع الطاقة المتجددة. وحددت الدراسة ثلاث سياسات على الدول اتباعها لتجهيز أسواق العمل لقطاع الطاقة المتجدّدة تتمثل في تطوير المهارات وتحديد أهداف الاحتياجات التدريبية، تحديد متطلبات المستوى المحلي التي تساعد على تأمين وظائف للمواطنين في سوق العمل، وتطوير سلسلة القيمة الصناعية في قطاع الطاقة المتجدّدة. يذكر أن مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية مركز عالمي غير هادف للربح يجري بحوثًا مستقلة في مجال اقتصاديات الطاقة وسياساتها وتقنياتها بشتى أنواعها، والدراسات البيئة المرتبطة بها. ويعكف المركز على إيجاد حلول للاستخدام الأكثر فعالية وإنتاجية للطاقة لتمكين التقدم الاقتصادي والاجتماعي محليًا وإقليميًا وعالميًا.